6 تساؤلات حول ترشيح "جانيت يلين" لقيادة وزارة الخزانة الأمريكية

  • 11/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت أنباء اختيار رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السابقة "جانيت يلين" لتكون أول امرأة تقود وزارة الخزانة، ضجة داخل الأوساط الأمريكية. وبعد تقارير حول ترشيح الرئيس المنتخب "جو بايدن"، والذي لا يزال في انتظار المصادقة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، تدور الكثير من التساؤلات في أذهان الجميع سواء فيما يتعلق بأفكارها أو سياستها أو طريقة تعاملها مع الأسواق والاقتصاد. وشغلت "يلين" منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من عام 2014 وحتى عام 2018 بترشيح من الرئيس السابق "باراك أوباما"، قبل أن تسلم المنصب لـ"جيروم باول" بعدما قرر الرئيس "دونالد ترامب" عدم إعادة ترشيحها لفترة ولاية ثانية، لكنها حاليًا تعمل كخبير اقتصادي في معهد "بروكينغز". في البداية: هل "جانيت يلين" هي الاختيار الأمثل لوزارة الخزانة؟ ربما تكون كذلك بالنظر لخبرتها الواسعة مع السياسات الاقتصادية. ورغم أن "يلين" أمضت حياتها المهنية في تطوير السياسة النقدية، إلا أنها تمتلك مؤهلات واضحة في صناعة السياسة المالية، بالإضافة إلى أنها باحثة اقتصادية كما قادت مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض في عهد الرئيس "بيل كلينتون". ويشير الخبير الاقتصادي في مجموعة "أليانز" العالمية "محمد العريان" إلى أن تعيين "جانيت يلين" سيكون موضع ترحيب عالمي من جانب الاقتصاديين والمسؤولين الأجانب والأسواق، الذين يعتبرونها جميعًا صانعة سياسات ذات خبرة عالية. ماذا تحوي جعبة "جانيت يلين"؟ إنها جعبة ليست خاوية بل على النقيض التام مليئة بالكثير، حيث تدرك حدود ما يمكن للسياسة النقدية تحقيقه بمجرد خفض معدلات الفائدة للصفر، كما تدعو إلى سياسة مالية تلعب دورًا أقوى في دعم الطلب في ظل هذه الظروف. ويوضح "العريان" أن "يلين" تدرك جيدًا أهمية التنسيق الوثيق للسياسات الوطنية والدولية. لكن بصفتها وزيرة للخزانة، ستدخل "يلين" في الصراع السياسي أكثر مقارنة مع المناصب السابقة التي شغلتها، على الرغم من أنها واجهت استجوابات متكررة في الكونجرس كمسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي إلا أنها ستضطر الآن إلى التفاوض مع الجمهوريين الرافضين للإجراءات الرامية لتعزيز الاقتصاد. ماذا يعني تعيين "جانيت يلين" للأسواق المالية؟ من المرجح أن يرحب المستثمرون بها كونها شخصية معروفة، كما أن الأسواق ازدهرت خلال فترة قيادتها لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويقول كبير محللي السياسة الأمريكية في "إيه جي إف" للاستثمارات "جريج فاليير" إن "يلين" ذكية ولديها سجل حافل في التعامل الهادئ في أوقات الأزمات، كما يبدو أنها تحظى بشعبية بين كل الفئات في الأسواق المالية وحتى الشركات الصغيرة. وبينما تبدو الأسواق المالية في حالة جيدة، إلا أن وزارة الخزانة التابعة لإدارة "دونالد ترامب" والتي يديرها حاليًا "ستيفن منوشين" تحركت لإنهاء بعض برامج تسهيلات الإقراض الطارئ للفيدرالي، ما أدى لخلافات مع البنك المركزي. لكن في حقيقة الأمر يبدو أن "يلين" تتمتع بوضع مميز يمكنها من إصلاح هذا الانقسام، حيث يقول كبير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت في إيتون فانس "إريك شتاين": "أعتقد أنها ستبذل قصارى جهدها في الإطار القانوني لإعادة أكبر قدر ممكن من هذه البرامج". وتابع: "بالنظر للخلفية التي تتمتع بها يلين في مجلس الفيدرالي، ستكون وجهات نظرها متماشية إلى حد كبير مع البنك المركزي وسترغب في أن يكون قادرًا على تقديم أكبر قدر ممكن من الائتمان لمختلف قطاعات الاقتصاد". وماذا يعني للاقتصاد؟ مع وجود معدلات الفائدة قرب الصفر فإن الفيدرالي يتمتع بمساحة محدودة حالياً لدعم الاقتصاد بشكل أكبر ومعالجة عدم المساواة. لكن في وزارة الخزانة، يمكن لـ"يلين" أن تمثل محور السياسة المالية في الوقت الذي تكون فيه "الحل الوحيد المتاح". ويرى "جو بروسولاس" كبير الاقتصاديين في "أر إس إم يو إس" أن "وزارة الخزانة بقيادة يلين ستستخدم الأدوات المالية للولايات المتحدة للعودة إلى التوظيف الكامل، ستكون يلين اختيارًا رائعًا لأنها تهتم بالاقتصاد بأكمله". وليس من المبالغة القول بأن "جانيت يلين" ستكون بالنسبة للاقتصاد مثلما كان "جورج مارشال" -رئيس أركان الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية- بالنسبة للسياسة الخارجية، كما يقول الاقتصادي "دانيال موس". وتعتبر "يلين" بارعة في مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية التي ستكون ذات أهمية كبيرة في الوقت الحالي، من التدابير المالية وحتى الحاجة لاستجابة مالية جريئة لسياسة سوق العمل والضرائب، كما تقول المسؤولة الاقتصادية السابقة في البيت الأبيض "جين سبيرلنغ" والتي ترى أنها "اختيار رائع". ماذا عن موقفها من الدولار الأمريكي؟ تتزايد ثقة أسواق العملات بعودة سياسة الدولار القوي لدى الحكومة الأمريكية بعد احتمالات اختيار "جانيت يلين" كوزيرة للخزانة. لكن لا يتفق الجميع على أنها ستصدر تصريحات قوية بشأن سياسة الدولار، حيث سيكون تركيزها على الاقتصاد المحلي. وفي عام 2014 كانت رئيسة المركزي الأمريكي سابقًا قد حذرت زملاءها في مجلس الاحتياطي الفيدرالي آنذاك من مخاطر التعليق على أداء الدولار. وفي هذا الشأن، ذكر الاقتصادي "إسوار باراساد" أنه من غير المرجح أن تعبر "يلين" بشكل واضح عن سياسة محددة بشأن الدولار لأنها تدرك بلا شك أن السياسات المحلية أكثر أهمية بكثير من أجل تعافي اقتصاد الولايات المتحدة وأن محاولة السيطرة على تحرك سعر الصرف أو تحريره لا ينبغي أن تكون أولوية رئيسية. وكان الدولار الأمريكي قد دخل فترة طويلة من الضعف، حيث يتداول قرب أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام، بعدما فقد نحو 11% من قيمته منذ مارس الماضي. هل هناك تحديات أمام "جانيت يلين"؟ بالطبع تواجه وزيرة الخزانة الأمريكية المحتملة تحديات كبيرة في مهمتها القادمة. ويقول المحلل "فاليير" إن المنصب يمثل مهمة شاقة للغاية و"يلين" تبلغ من العمر 74 عامًا، مضيفًا أن هذه إدارة قد تكون تبحث عن الشباب. أما التحدي الآخر الذي تواجهه "يلين" يتمثل في تبني دور حزبي أكثر، حيث إنها خلال تواجدها في منصب الفيدرالي لطالما افتخرت ببقاء نفسها بعيدة عن الخلاف السياسي والتمسك بالحجج الاقتصادية. ويقول "فاليير": "يجب أن تكون سياسيًا في هذه الوظيفة، فهل تمتلك "يلين" الأدوات التي تمكنها من السباحة في تلك المياه التي يغلب عليها الطابع السياسي إلى حد كبير؟".

مشاركة :