دخل الهلال نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في يونيو 2015 وهو في أسوأ حالاته أمام جاره التاريخي النصر الذي كان يعيش واحدة من أجمل فتراته وهو الذي للتو حصل على لقب الدوري، كان الهلال شبه محطم وهو الذي خسر اللقب الآسيوي بفعل فاعل قبلها ببضعة أشهر وكان منافسه النصر هو الأفضل حضوراً في الموسم المحلي وتوج ذلك بلقب الدوري وكأس ولي العهد. تقدم النصر في الأشواط الإضافية وكان يفصله عن تحقيق اللقب دقيقة واحدة بالضبط، الفوز بتلك البطولة كان سيحمل أكثر من معنى للنصراويين، فعلاوة على تحقيق اللقب الكبير، كان ذلك الفوز سيشكل ضربة تاريخية تهز أركان الهلال المنهك أصلاً حينها والذي عانى كثيراً على الأصعدة كافة. كان فوز النصر لو حدث كافياً لينفرد النصر بصدارة المشهد المحلي في ظل تراجع الاتحاد والأهلي والشباب، لكن ذلك لم يحدث، هدف المدافع محمد جحفلي قلب كل شيء وغير كل المعادلة، وأحدث تحولاً كبيراً في المشهد، ليعود الهلال وينهض ويحقق اللقب بركلات الترجيح. في تلك الليلة عاد الهلال بقوة، تلك العودة حطمت كل مكتسبات الجار العتيد في ذلك الموسم، ومحت كل انكسارات الفريق "الأزرق" في الموسم ذاته. تبدو الصورة مشابهة، فالهلال اليوم هو الأفضل والأقوى والأكثر إقناعاً بعد مرور سنة بالتمام والكمال على تحقيقه اللقب الآسيوي والذهاب إلى العالمية من أرض الملك، فيما النصر لا يزال يبحث عن مشروعه المفقود ويعاني كثيراً في الجولات الخمس الأولى من الدوري، علاوة على خروجه المر من دوري أبطال آسيا في النسخة الأسهل والتي كان فيها الطريق ممهداً للنصر لإبقاء الأفضلية في غرب آسيا على الأقل سعودية فضلاً عن تحقيق اللقب وتكرار ما فعله الهلال. ستكون مواجهة الفريقين الكبيرين فرصة للهلال لتوجيه ضربة قاضية لموسم النصر، إذ لن يستفيق النصر من الضربة إن حدثت كونها ستحدث زلزالاً فنياً وإدارياً في النادي "الأصفر" فيما سيكون الفوز وحده ولا غيره مفتاحاً لعودة الفريق إلى الواجهة وتعزيز حضوره في الموسم ما يعطيه دفعة قوية لاستعادة توازنه في الدوري بعد أن يرضي محبيه ويعوض إخفاقاته الأخيرة، تماماً مثلما عاد الهلال بهدف جحفلي التاريخي.
مشاركة :