قال مستشار التراث في وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية إبراهيم بو هاشم السيد إن سوق عكاظ حقيقة موجود في ذاكرة العرب بشكل عام، وذاكرة الإنسان الخليجي وابن الجزيرة العربية بشكل خاص، حيث تحفظ ذاكرته المعلقات التي كانت تعلق على أستار الكعبة، والشعراء الذين عرفهم عبر التاريخ، إضافة إلى أهمية السوق تجاريا، وقضية رحلة الشتاء والصيف، مطالبا بتسويق سوق عكاظ سياحيا، خاصة في دول الخليج، مشيرا إلى أن السوق الذي ينتظر مستقبلا زاهرا من خلال مدينة سوق عكاظ وأكاديمية الشعر واهتمام الأمير خالد الفيصل يشكل دعما للأجيال المقبلة التي ينبغي أن تحافظ على هويتها العربية. تشوق للمشاركة وقال السيد إنه علم أن السوق تم إحياؤها من جديد خلال السنوات العشر الماضية كفكرة، ثم توسعت لجنة السوق بشكل أكبر بالمشاركات الخليجية والعربية، وحينما وصلته الدعوة، وبحكم اهتمامه بالحرفيين، تشوق للمشاركة، ولرغبته في رؤية السوق وفعالياته تابع عن طريق الإنترنت سنوات السوق الماضية، وتحرى عن فعالياته، مشيرا إلى أن "السوق يمثل بادرة طيبة جدا للمملكة لأنها تعيد إحياء حدث تاريخي عربي عظيم". وعبر عن إعجابه بجادة عكاظ، خاصة تلك المساحة التي هي عليها، وبوجود جميع الحرفيين ورصد أكثر من ٧٠ جائزة بما يعادل ٥٠٠ ألف ريال سعودي، وهذا دعم كبير للحرف. اهتمام جيد وقال السيد "إن الاهتمام بالحرفيين أمر جيد، وهذا يجب أن يعمم خليجيا، خصوصا مع تهديد بعض الحرف بحكم التطور، ولأن كثيرا من الحرفيين لم ينقلوا حرفهم إلى الأجيال التالية، ولا بد من تشجيعهم بتسجيل هذه الحرف في التراث التاريخي والثقافي". وأضاف "التراث الخليجي واحد، ولا نستطيع التفرقة بينه سواء في الأزياء أو العادات أو التقاليد بحكم أن القبائل الموجودة في الجزيرة العربية هي نفسها في كل دول الخليج، وهذا التشابه في التراث جعل الهيئات العليا للثقافة في قطر والإمارات والسعودية وعمان تسعى جاهدة إلى تسخير بعض أنواع التراث المشترك، واستطاعت تسجيلها في اليونيسكو من خلال اتفاقية المحافظة على التراث الثقافي غير المادي ٢٠٠٣"، مشيرا إلى أنهم يسعون الآن إلى تسجيل القهوة العربية والمجالس، والسدو، وهي ثقافة مشتركة وإن كانت هناك اختلافات بسيطة فلا تؤثر لأنها ليست جوهرية. وقال "هناك مخاطر كبيرة من اندثار هذا التراث، ونحن نعمل ونصوغ قانونا لحماية التراث نفسه من العبث والاندثار، ولا بد أن يسبق هذه المحافظة تسجيل التراث وتوثيقه". توثيق رسمي وتمنى السيد أن تقوم الجهات الرسمية من خلال جمعيات التراث والثقافة أو وزارات الثقافة والإعلام والهيئات العليا للسياحة بتسجيل وتوثيق كل التراث، سواء كان حرفا أو موسيقى أو عادات وتقاليد، وبعد توثيقها تدرب الأجيال المقبلة عليها من خلال المدارس، مشيرا إلى أنهم في قطر يدرسون كيفية إدخال التراث في التعليم. وعن وجود جمعية خليجية للتراث، قال "هناك مشروع كفكرة مطروحة لأن تكون هناك جمعية خليجية، ويمكن أن تكون عربية فيما بعد"، مؤكدا على أنه لا بد من تأسيس جمعيات في كل دولة خليجية، ففي اليونيسكو تعد دول الخليج من الدول التي ليست بها جمعيات، وهي تسمى جمعيات النفع العام، واليونيسكو تطالب بجمعيات للمحافظة على التراث، موضحا أن تشكيل الجمعيات يتم من خلال عقد شعبي، فالمحافظة على التراث أمر يخص كل فرد ولا يخص الحكومات فقط.
مشاركة :