تضيق القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، الخناق على المتمردين الحوثيين وحلفائهم في مدينة تعز الاستراتيجية، ثالث اكبر مدينة في البلاد. وتشكل محافظة تعز البوابة بين الشمال والجنوب، وتتبع لها ميناء المخا على الضفة الشرقية لباب المندب حيث مازال ينتشر الحوثيون. وأدت المعارك العنيفة التي تواصلت الإثنين بين القوات الموالية للرئيس اليمني والمتمردين الحوثيين في تعز الى سقوط اكثر من 80 قتيلا خلال الساعات الـ 24 الاخيرة، على ما افادت مصادر عسكرية. وأوضحت المصادر انه عثر بين الأنقاض في مناطق المعارك في تعز جنوب غرب اليمن على جثث 50 متمرداً فيما سقط 31 قتيلاً في صفوف القوات الموالية التي تسعى إلى طرد المتمردين من هذه المدينة. وكانت القوات الموالية لهادي وبدعم جوي وبري من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، نجحت في طرد الحوثيين من جميع المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في جنوب اليمن. وانسحب الحوثيون أولا من عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، وكذلك من محافظات لحج والضالع وابين وشبوة. ولم يدخل الحوثيون قط محافظتي حضرموت والمهرة في شرق البلاد، وهما أيضاً جزء من اليمن الجنوبي السابق. وفي تعز المدينة التي تقع جغرافيا في جنوب غرب البلاد لكنها كانت تشكل تاريخيا جزءا من اليمن الشمالي، سيطرت القوات الموالية لهادي على مواقع استراتيجية عدة، منها مبنى الأمن السياسي وقلعة مطلة على المدينة كان يستخدمها الحوثيون للقصف. واستمرت المواجهات العنيفة الإثنين واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وخصوصا في محيط القصر الجمهوري. ويعد القصر الجمهوري الموقع الرئيسي للحوثيين في تعز، واذا سقط هذا الموقع يكون المتمردون خسروا عمليا المدينة بحسب مصادر محلية. وفي عدن، أجلت السلطات اليمنية الاثنين 143 جريحًا من المقاومة الشعبية والجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي بعد ان شب حريق داخل مستشفى حكومي وامتد الى مستشفى تابع للصليب الأحمر المجاور بحسب مصادر طبية. وقال مدير مكتب الصحة والسكان الخضر لصور لـ «فرانس برس»: ان «انفجارا وقع في مولد كهرباء داخل مستشفى 22 مايو الحكومي الذي خصص لجرحى المقاومة ما ادى الى نشوب حريق، وهو ما دفع بنا الى اجلاء 110 جرحى من مشفى 22 مايو و33 جريحًا من مشفى الصليب الأحمر المجاور». وأكد أن الحريق التهم اجزاء واسعة من المستشفى قبل ان يمتد الى المستشفى التابع للصليب الاحمر، مشيرا الى ان عملية نقل الجرحى تمت الى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود ومستشفيات اخرى في المنطقة. الى ذلك، افادت وكالة الانباء السعودية ان جنديين سعوديين قتلا في مواجهات في منطقة جازان الجنوبية على الحدود مع اليمن. واعلن بيان لقيادة القوات المشتركة نقلته الوكالة ليل الاحد «استشهاد الرقيب علي مفرح حسن غزواني والرقيب سروي أحمد آل سعيد منتسبي القوات البرية أثناء أدائهما واجب حماية لحدود الوطن من المتمردين المعتدين على الحد الجنوبي بقطاع جازان». وقتل 52 شخصا على الاقل في عمليات قصف نفذها الحوثيون على المناطق السعودية الحدودية منذ بدء العمليات في 26 مارس/ آذار. وكان الحوثيون المدعومون من ايران والمتحالفون عسكريا مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، انطلقوا العام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبا وسيطروا على صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي. وتوجهوا بعد ذلك الى عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى المغادرة الى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة موقتة لشهر واحد فقط. وفي 26 مارس اطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين. وفي الثالث من اغسطس/ الجاري، نشر مئات الجنود من دول الخليج الأعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن. وقتل أكثر من 4500 شخص في اليمن منذ بداية النزاع، نصفهم من المدنيين. وتقول الامم المتحدة إن اكثر من 4300 شخص قتلوا في اليمن منذ مارس نصفهم من المدنيين، بينما يحتاج 80 في المئة من السكان البالغ عددهم 26 مليونا الى المساعدات والحماية.
مشاركة :