خطفت الطفلة البحرينية الزين طارق الأضواء؛ لأنها أصغر مشاركة في بطولة العالم للألعاب المائية، التي تنظمها مدينة قازان الروسية هذا العام، وهي البالغة من العمر عشر سنوات؛ لتسجل رقماً قياسياً، مستفيدة من قوانين الاتحاد الدولي للسباحة التي تسمح المشاركة في البطولات الدولية بأي سن، وذلك على العكس من الاتحاد الأوروبي للسباحة، والذي يحدد سن الرابعة عشرة كحد أدنى للمشاركة في البطولات الدولية، وهذا ما حدا بإحدى السباحات الكبيرات وهي السباحة البريطانية فران هالسال، لأن تعبر عن إعجابها واستغرابها معاً بهذه السمكة العربية الصغيرة، بقولها: لا أعلم ماذا سأقول في هذه المسألة، إنها صغيرة الحجم، هنيئاً لها على جرأتها... فرخ البط عوام هذه المقولة تنطبق تماماً على الزين طارق السباحة الصغيرة؛ لأنها ابنة السباح البحريني الشهير طارق جمعة، عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني للسباحة، والتي تعلمت السباحة على يديه في سن مبكرة جداً، وهي تقول إنها ليست خائفة من أي شيء أو أي شخص، فالمهم لديها هو اكتساب الخبرة من الاحتكاك في هذه الأحداث، ومتابعة مهارة الأبطال الأولمبيين للتعلم منهم. وتتحدث الزين طارق الإنجليزية بطلاقة، وتجيب بها عن أسئلة الفضوليين ووسائل الإعلام، وهي تجمع بين تدرب السباحة والمدرسة، حيث تتدرب خمسة أيام في الأسبوع، ومادتها المفضلة هي الرياضيات. وقد شاركت الزين طارق في تصفيات سباق الـ50 متراً فراشة، وحققت المركز الأخير بفارق 9 ثوان عن متصدرة المجموعة، حيث سجلت (41,13) ثانية، وقد تخلفت الزين طارق أيضاً عن المتسابقة الأولى بفارق 15 ثانية، والتي حصلت على هذا المركز في سباق الـ100 متر، وهي السباحة السويدية سارا سيوستروم وحاملة اللقب، ولكنها لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي الذي حظيت به الزين طارق، والتي وصلت مدينة قازان؛ لكي تمثل بلادها في مسابقة سباحة الفراشة لمسافة 50 متراً، والسباحة الحرة لمسافة 50 متراً. أسماك صغيرة.. شكراً وقد تصدرت صورها غلاف مجلة ماركا الإسبانية ذائعة الصيت، وقد كتبت الصحيفة الإسبانية تعليقاً على الصورة مرتبطاً بحملات أطلقت في ثمانينات القرن الماضي، تدعو إلى عدم صيد الأسماك الصغيرة، وهكذا كُتب تحت صورة الزين طارق «أسماك صغيرة... لا شكراً»، وباللغة الإسبانية طبعاً، ولكن هذا التعبير جاء إعجاباً بهذه السمكة الصغيرة فعلاً. سباحات عالميات صغيرات السمكة العربية الصغيرة أعادت إلى الذاكرة الرياضية أسماء سباحات صغيرات، مثل: الليتوانية روتا ميلوتيت، والأميركية كايتي ليديكي، والألمانية فرانتسيسكا فان المسيك، ولكن لم تشارك إحداهن في مسابقة دولية قبل أن تبلغ الرابعة عشرة من عمرها. وهكذا تدخل السباحة البحرينية تاريخ عالم الرياضات المائية من أوسع الأبواب؛ لأنها السمكة الأصغر حتى الآن...
مشاركة :