قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة – : معنى النصيحة لأئمة المسلمين محبة الخير لهم ومحبة عدلهم والفرح بتوفيقهم وعدم غشهم وعدم خيانتهم , وألا يخرج عليهم وألا يظاهر عليهم ومعاونتهم على الحق , وطاعتهم في غير معصية لله , والدعاء لهم بالتوفيق وإصابة الحق في أقضيتهم , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله يرضى لكم ثلاثا , يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا , وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " , وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : " إنما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ". وأضاف : النصيحة هي سلامة الصدر , ومعنى النصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم , وستر عوراتهم , وسد حاجاتهم وعدم الغش والخيانة لهم ومجانبة الحسد لهم والتحمل لهم , والنصح صفة الأنبياء والمرسلين , قال الله سبحانه وتعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ". وقال : تدبروا قول الله تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " , ففي هذه الآية تعاون وتناصر وتناصح وتكافل وأخوة رحمة ومودة , وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال : " بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " , وقال أبو بكر المزني : " ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه " , قال ابن علية : الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه , وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له ".