رياضة بلا تعصب

  • 11/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مباراة الاهلي والزمالك واحدة من اشهر المنافسات العربية في عالم كرة القدم والتي يتطلع اليها جميع مشجعي كرة القدم من المحيط للخليج حيث تتوقف فيه حسب توقيت شارة بدء المباراة كافة مظاهر الحياة  فالجميع يحبس الانفاس مترقبا ما الذي سيؤل له  حال المباراة بين المعسكرين الاحمر والابيض ويسير معه بالتوزازي مباراة من نوع خاص بين مشجعي الفريقين الذي يعد التنافس بينهما هو الاكثر صخبا علي الساحة الرياضية سواء عربيا او افريقيا  وتأثير انسحب علي المحفل الرياضي العربي وعلي  بعض الديربيات العربية والتي ينظر لفرقها الاكثر شعبية علي انهما المتنافسين الاشهر في مصر الزمالك والاهلي .     ورغم ان الرياضة المنافسة الشريفة التي يجب ان تسمو بها الاخلاقيات وتتحلي بالروح الرياضية الا ان الوضع  في مصر مختلف تماما فاجواء التعصب الكروي بين جماهير القطبين الكبيرين امتدت خارج المستطيل الاخضر وانعكست علي السلوك العام وتحولت الي احتقان وتنمر  ساهم فيها الحماسة الزائدة للاعلام الرياضي المتعصب لهذا او ذاك  الا من رحم ربي  فضلا عن تاثير الميديا التفاعلية الجديدة. ولا يتوقف الأمر عند مستوي التلاسن الجماهيري بل امتد للاسف ليشمل بعض المسئولين واللاعبين وبعض من يحاولون ان يجدوا  لهم مكانا  تحت الاضواء من خلال تصريحات اعلامية نارية اوعبر صفحاتهم الشخصية علي السوشيال ميديا  في ظل مزيدات وقصف جبهة متبادل  والنتيجة الطبيعية اشتعال جذوة التعصب الكروي والكراهية التي ادت الي سير الامور نحو منحني خطير وحدوث فتنة بين الجماهير الرياضية. والمثير للدهشة ان التعصب الكروي المشتعل في ظل مدرجات خاوية ومباريات تجرى بدون جمهور منذ عدة أعوام  وان تم السماح مؤخرا بحضور اعداد قليلة للجماهير ورغم ذلك لم يتوقف التراشق اللفظي والتعصب المقيت بما يتضمنه من تحفيل وتشفي وشماتة بين جماهير الكرة المصرية بصفة عامة واصبحت الرياضة بعيدة كل البعد عن هدفها الاسمي.   وافة اجتماعية تنم عن خلل سلوكي اجتماعي لا يقتصر علي المجال الرياضي فقط وانما ينسحب علي  جميع مناحي الحياة في مصر فنحن لا نعترف بثقافة الاختلاف والتعدد  وقبول الاخر المتعارض مع القناعات الشخصية  فقد ضل التسامح طريقه الينا رغم انه  احد الصفات المعروفة عن المصرين  واصبح السؤال الملح متي نعود لتسامحنا ومتي تنتشر بينا ثقافة الاختلاف ومتي يمكن ان نتقبل الاخر ونحترم قناعاته ايا كان هذا الاخر.  وهل يمكن ان تكون الرياضة هي نقطة البداية وتحديدا كرة القدم اللعبة الشعبية الاولي وان كانت المناوشات بين الجماهير ستظل جزءا لا يتجزأ من متعة كرة القدم ويظل كل عاشق يدافع عن ناديه لكن شرط ان تكون  تحت مظلة الروح الرياضية  دعوة لكل الجماهير الرياضية بتصحيح مسار التشجيع الرياضي لوأد الفتنة والتعصب وهو ما تتبناه وزارة الشباب والرياضة واحيي دكتور اشرف صبحي وزير الشباب علي هذة المبادرة التي اتمني ان تستمر لتقويم الحياة الرياضية في مصر واتمني ان يقف الاعلام الرياضي وققة لاعادة ضبط البوصلة والالتزام بالمعايير المهنية والقيم الاخلاقي.

مشاركة :