شاركت دولة الكويت في أعمال الدورة الـ47 لاجتماع مجلس منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزارة الخارجية، والذي تنعقد أعماله خلال الفترة من 27 إلى 28 نوفمبر 2020 في مدينة نيامي بجمهورية النيجر تحت شعار متحدون ضد الإرهاب من أجل السلام والتنمية.وقال وزير الخارجية ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح الذي يترأس وفد الكويت إن المنظمة احتفلت العام الماضي بالذكرى الخمسين على تأسيسها، مقدرين ما تحقق من إنجازات لدعم أواصر العلاقات بين الدول الأعضاء، إلا أننا مازال أمامنا مسيرة مستحقة لتحقيق الأهداف والتطلعات الرامية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك.وأضاف أنه وللأسف تعيش أمتنا الإسلامية اليوم أوضاعا صعبة تشكل مصدر قلق، فالكثير من سكان العالم الإسلامي يعانون من الفقر والتهميش واللجوء والنزوح والبطالة، الأمر الذي يدعونا جميعا للعمل بجد لتحقيق طموحات وتطلعات أبناء أمتنا الإسلامية.وقال إن اجتماع المجلس يعقد في ظل ظروف استثنائيـــة ودقيقـــة للغاية قاسى منها العالم برمته جراء تفشي فايروس كورونـــا المستجد، ولا تظل البشرية حتى الآن تكابد الألم والمعاناة تجاه انتشـــار هذا الوبــاء الذي أودى بحياة الأبرياء وخلف العديد من المتضررين، وانعكست آثاره على شتى مناحي الحياة المختلفة، وفي هذا الصدد نشيـد عاليـا بالدور الذي اضطلعت به الأمانة العامة وأجهزتها المختلفة في المواجهة والتصدي لهذه الجائحة من خلال الاجتماعات الهامة ودعمها ومساندتها للدول في تعزيز قدراتها لمواجهة هذا الوباء. سائلين المولى عز وجل أن يرفع البلاء عن كاهل البشرية جمعـاء وأن يتغمد برحمته أرواح المتوفين وأن يعجل بشفاء المصابين بإذنه تعالى عز وجل.وقال إن منطقتنا تمر بظروف عصيبة وتحديات جمة، تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، القضية المحورية والمركزية والتاريخية لمنظمتنا العتيدة، فالتطورات التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية تدعونا جميعًا للعمل والتعاضد لمواجهة الانتهاكات المستمرة، ولا يسعني من هذا المنبر إلا أن أدعو لبذل مزيد من الجهود لتحقيق ما نصبوا إليه جميعًا من حل عادل وشامل.وتابع :" لقد وقفت بلادي على مر الزمان إلى جانب الحق الفلسطيني ولم ولن تألوا جهدا لدعم أي جهود عربيه وإسلاميــــة أو دولية تحقق لنا جميعًا الأمل المنشود بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 ووفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام للعام 2002، مؤكدين على موقفنا المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، وعلى أهمية مواصلة بذل الجهود من أجل إعادة إطلاق المفاوضات ضمن جدول زمني محدد للوصول إلى السلام العادل والشامل".وأشار إلى أن أزمة مسلمي الروهينغا تعد واحدة من أبرز الأزمات والتحديات الإنسانية باعتبارها أنها الأزمة الإنسانية الأسرع نموا في العالم، وأن أقلية الروهينغا هي الأكثر اضطهادا، مقدرين عاليا دور حكومة بنغلاديش في دعمها واستضافة النازحين واللاجئين من الأقلية، وكافة الدول الداعمة لهذه الأزمة، كما ونشيد عاليا بالحكم التاريخي الصادر عن محكمة العدل الدوليـــة لصالح الروهينغا بشأن التدابير المؤقتة بمنع أعمال الإبادة الجماعية لحكومة ماينمار في بداية العام الجاري، مشيدين بهذا السياق بدور حكومة غامبيا برفع الدعوى نيابة عن دول منظمة التعاون الإسـلامي، وفي هذا الإطار نعلن عن تبرع دولة الكويت في الصندوق الخاص لدعم القضية المرفوعة في محكمة العدل الدولية بمبلغ 150,000 ألف دولار أمريكي.وقال إن من هذا الموقع يساورنا بالغ القلق لما تشهده دول منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد من ظروف أمنية وإنسانيـة متدهورة وحالة من عدم الاستقرار جراء الهجمات الإرهابية للجماعات المسلحة، التي أضحت مأساتها الإنسانية تثقل كاهل الأبرياء من المدنيين مخلفة ورائها الجوع والفقر وارتفاع أعداد النازحين واللاجئين، داعين الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى ضرورة التكاتف والتعاضد من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، وإلى التعاون بين الحكومات لتعزيز قدرات هذه الدول لمواجهة خطر وتهديد هذه الجماعات، داعمين في هذا الإطار كافة المبادرات الإقليمية والدولية التي تسهم في إضفاء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.كما وإذ يعترينا بالغ القلق تجاه تصاعد وتنامي ظاهرة الرهاب أو الخوف من الإسلام بما يعرف بمصطلح الإسلاموفبيا في الآونة الأخيرة في الغرب اتجاها تصاعديا خطيرا، مؤكدين في هذا السيـــاق على أن الدين الإســــلامي هو دين محبة وسلام وتسامح، وأن الإرهاب لا دين له ولا ملة، آسفين لما آلت إليه الأمور من نشر للرسوم المسيئة لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، محذرين من مغبة دعم تلك السياسات واستمراراها سواء لكل الأديان السماوية أو الرسل عليهم السلام من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف وتقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها، لما تمثله من إساءة بالغة لمشاعر المسلمين حول العالم، مجددين تأييدنــا لبيان منظمة التعاون الإســـلامي الذي يعبر بما جاء به من مضامين على الأمة الإسلامية جمعاء، داعين إلى إشاعة ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ كافة مظاهر العنف والتطرف والغلو، ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشادة بالجهود القيمة التي تقوم بها المنظمة لمحاربة هذه الظاهرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى وقتنا الحالي، مرحبين بمبادرة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإســـلامية والمتعلقة بموضوع الإسلاموفوبيا.
مشاركة :