قال الشيخ أحمد صبري، الداعية الإسلامي، إنه لا شك أن الحياة الزوجية تمر بكثير من المشكلات والمنغصات، وهذا أمر بديهي وطبيعي، ولو تعاتب الزوجان في كل أمر اختلفا فيه أو لا يعجب أحدهما موقف؛ يناقشان هذا الأمر، فإنه بكل تأكيد لن يمر يوم إلا وتحدث فيه مشادة كلامية بين الزوجين، وقد يحدث خصام، ويتكدر صفو الحياة الزوجية كثيرًا. وأضاف "صبري"، خلال برنامج "الكلام الطيب"، المذاع على قناة "ten"، اليوم الجمعة، أنه لا بد من التغافل عن مثل تلك الهفوات والأخطاء، التي لا ترقى إلى مستوى يستحق الوقوف عنده، وبيان خطأه؛ حتى تسير الحياة الزوجية في مسارها الطبيعي الصافي الخالي من الكدر والنكد، مشيرًا إلى أن التغافل عن سفاسف الأمور ومحقراتها من صفات العقلاء النجباء، وما أجمل قول الإمام الشافعي رحمه الله: «الكيس العاقل هو الفطن المتغافل».وأوضح الداعية الإسلامي أن الذي يتغافل عن هفوات شريكه الآخر، والذي يغمض عينيه عن بعض أخطاء شريكه الآخر، وهذا ليس إضاعة للحقوق الزوجية، كما يتخيل بعض الأزواج، حيث يرى بعض الأزواج أنه لو لم ينبه على كل خطأ يقع لضاعت حقوقه الزوجية، وهذا فهم خاطئ في غير محله؛ ذلك أن الطرف الآخر حين يعلم أنك تغافلت عن هذا الخطأ، رغم علمك به ومشاهدتك لهذا الخطأ، فإنه ولا بد سيكن لك احترامًا وتقديرًا ورفعة في قلبه".وفي سياق آخر، اختلف العلماء في معرفة الأسماء التي تعلمها آدم التي وردت في قول الله تعالى: «وَعَلَّمَ آدَمَ الأسماء كُلَّهَا»، وفى هذه الآية اختلف المفسرون فى حقيقة الأسماء التى علمها الله تعالى لسيدنا آدم –عليه السلام- ولم تعرفها الملائكة الكرام على أقوال.وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: «وَعَلَّمَ آدَمَ ال أسماء كُلَّهَا»، إن الصحيح أنه -عز وجل- علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر، ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه فذكر ابن كثير إسناد البخاري عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ... الحديث »، فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات ولهذا قال عزوجل: «ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ»، يعني المسميات.وسرد الأقوال في هذه المسألة الحافظ ابن حجر في الفتح (8/10) فقال: واختلف في المراد بالأسماء: فقيل: أسماء ذريته، وقيل: أسماء الملائكة، وقيل: أسماء الأجناس دون أنواعها، وقيل: أسماء كل ما في الأرض، وقيل: أسماء كل شيء حتى القصعة.وذكر الإمام الشوكاني في فتح القدير(1/64): والأسماء هي العبارات والمراد أسماء المسميات، وقد قال بذلك أكثر العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله: "كلها" يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان.ورأى الإمام الفخر: من الناس من قال قوله: «وَعَلَّمَ آدَمَ ال أسماء كُلَّهَا» أي علمه صفات الأشياء ونعوتها وخواصها، والدليل عليه أن الاسم اشتقاقه إما من السمة أو من السمو، فإن كان من السمة كان الاسم هو العلامة وصفات الأشياء ونعوتها وخواصها دالة على ماهياتها، فصح أن يكون المراد من الأسماء: الصفات.
مشاركة :