برزت المرأة البحرينية على مدى سنوات طويلة بقدرتها على المثابرة والعمل والتميّز والنجاح وبأنها ليست الطرف الأضعف في معادلة العمل والإنتاجية، إنما واجهت كل العقبات وتخطت كل الصعاب بعزم وثبات وأثبتت جدارتها بالعمل والعطاء في مختلف القطاعات بالمملكة، وهي حاضرة في القطاع الحكومي والخاص تؤدي عملها على أكمل وجه تمامًا كالرجل، وهذا ليس بجديد فهي من القدم كان لها بالغ الأثر وساندت الرجل قبل حقبة التعليم، فقد كانت تعمل بكل جد ومثابرة في مختلف الحرف فبرزت بدورها في مجالات عدة، ووقفت صفا بصف مع الرجل في مختلف الميادين، وأسهمت في بناء البحرين الحديثة.وحظيت المرأة في مملكة البحرين برعاية فائقة واهتمام واضح في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحققت لها مكتسبات حقيقية في كافة المجالات، وأصبحت من العلامات المنيرة والفارقة، وباتت مصدر فخر أمام العالم أجمع، فقد وضع جلالته حفظه الله ورعاه قضايا المرأة والنهوض بها في قمة أولويات المسيرة التنموية الشاملة، وأولى لذلك جل الاهتمام حتى صدور الأمر الملكي السامي بإنشاء المجلس الاعلى للمرأة في عام 2001 برئاسة صاحبة السمو الملكي الاميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى، والذي حقق العديد مما يمكن اعتباره قفزات غير مسبوقة للمرأة البحرينية، شيّد المجلس نهضة شاملة ورسم بإنجازاته واقعًا جديدًا ومستقبلاً زاهرًا لها، وقد نفذت استراتيجية وطنية للنهوض بالمرأة البحرينية على كافة الاصعدة واتضح جليا في تضمين الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة في برنامج العمل الحكومي، وتنفيذ سياسة الدولة الموجهة لتحقيق تكافؤ الفرص وصولا للتوازن بين المرأة والرجل في حمل المسؤوليات الوطنية، فأصبحت المرأة اليوم تحتل المناصب القيادية وقامت بدورها كوزيرة ووكيلة وسفيرة وتولت إدارة الشركات الاقتصادية الكبرى، كما ونجحت بكل جدارة في مجالات لم يسبق لها ان خاضت بها كتجربة العمل بمجال القضاء، والفوز برئاسة مجلس النواب لأول مرة في تاريخها، وحصلت على نسبة «15%» من مقاعد المجلس النيابي بالانتخاب، ساعد كل ذلك في تحقيق انجازات نوعية للمرأة في وقت قياسي. استطاعت المرأة البحرينية ان تنال الثقة من القيادة الرشيدة واتضح ذلك من خلال ما تحظى به من دعم لا محدود من قبل القيادة السياسية، واهتمام بالغ ورعاية تامة من رئيسة المجلس الأعلى للمرأة مما أوصلها لمختلف المناصب القيادية والدبلوماسية ومراكز صنع القرار وفتح لها آفاق واسعة لتقوم بدورها كشريك مع الرجل في بناء ونهضة البحرين، وقد ارتفعت نسب تمثيل الدبلوماسيات البحرينيات بتعيين أول امرأة وكيلاً لوزارة الخارجية على مستوى الوطن العربي، والتأكيد على أهمية الدور المناط بسفارات مملكة البحرين وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، ولذلك تأثير مباشر على مكانة البحرين الدولية.وفي مجالها الدبلوماسي تفوقت المرأة البحرينية، حيث عملت في وزارة الخارجية في عام 1972 لأول مرة، وجرى تعيين أول سفيرة للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية عام 1999، وتعيين أول وكيلة وزارة في الخارجية على مستوى الوطن العربي في عام 2017، ويحتفي الأعلى للمرأة في 1 ديسمبر بالمرأة في المجال الدبلوماسي تقديرًا لكل المكتسبات التي حققتها المرأة في هذا المجال وبيان كل الممارسات التي قامت بها لتعزيز التكافؤ بين الجنسين في مجال العمل الدبلوماسي. هذه هي المرأة البحرينية لا حدود لطموحاتها تفوقت بإنجازاتها المشرفة في جميع الميادين واستطاعت بالإرادة والعزيمة والعلم أن تتخطى كل الصعاب وتتألق في كل مجال تشغله، هذه هي ابنة البحرين سواء كانت ربة منزل، معلمة، طبيبة، مهندسة برعت في كل الحقول وصنعت لهذا الوطن كل جميل، سطرت على جدران التاريخ أروع الإنجازات وساهمت في رفعة هذا الوطن.
مشاركة :