ووري جثمان رئيس وزراء السودان الأسبق زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، اليوم (الجمعة) الثرى بمدينة أم درمان بعد تشييع مهيب رسمي وشعبي. ووصل جثمان المهدي صباح اليوم إلى مطار الخرطوم قادما من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي توفي فيها أثناء تلقيه العلاج جراء إصابته بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) . وجرت بمطار الخرطوم مراسم جنازة عسكرية وتشييع رسمي لجثمان المهدي، بحضور رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ومسؤولين ووزراء وممثلين للقوى السياسية وكيان الأنصار، الجناح الديني لحزب الأمة. وشارك عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في مراسم التشييع. وحمل الجثمان عدد من كبار الضباط في رمزية للتشكيلات الرئيسية المكونة للقوات المسلحة، بالإضافة إلي إجراء المراسم والتقاليد المتبعة في التشييع الرسمي. وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي قد وجه بإقامة جنازة رسمية للصادق المهدي، فور وصول جثمانه إلى مطار الخرطوم. وإثر ذلك أدت حشود كبيرة من السودانيين وجموع حزبية وسياسية وطرق صوفية صلاة الجنازة بميدان الخليفة بمدينة أم درمان. وووري جثمان الصادق المهدي الثرى في مقبرة تم حفرها داخل "قبة المهدي"، وهو مبنى يشكل معلما أثريا مشهوراَ بمدينة أم درمان وبناه الخليفة عبد الله التعايشي في العام 1885 ليكون ضريحا يضم رفات محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية في السودان. وفي 29 أكتوبر الماضي أعلنت أسرة الصادق المهدي، إصابته بمرض فيروس كورونا. وقبل ثلاثة أسابيع، دخل المهدي مستشفى في الإمارات. وكان المهدي رئيسا للوزراء في السودان حتى أطيح به عام 1989 في الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس السابق عمر البشير. وولد المهدي في ديسمبر عام 1935 في أم درمان، وحصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد عام 1957 . وبعد وفاة والده الصديق المهدي عام 1961 تولى الصادق المهدي إمامة الأنصار وقيادة الجبهة القومية المتحدة. وانتخب رئيسا لوزراء السودان بين عامي 1966 و1967 وعامي 1986 و1989. عرف الصادق المهدي، بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس السابق عمر البشير، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة، وغادر السودان في العام 2014. وعاد المهدي إلى السودان في ديسمبر من عام 2018 عندما اشتدت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام البشير. وبعد أن أجبر الجيش البشير على التنحي في 11 أبريل 2019، شارك المهدي ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير في تشكيل هياكل السلطة الانتقالية بالسودان. وأعلنت السلطات السودانية حالة الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الخميس.
مشاركة :