ناننينغ 27 نوفمبر 2020 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) إن الصين ستعمل مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لدفع التعاون الشامل والحفاظ على الزخم الإيجابي للتنمية والازدهار في المنطقة. أدلى شي بهذه التصريحات عبر رابط فيديو خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح معرض الصين-آسيان الـ17 وقمة الأعمال والاستثمار بين الصين وآسيان في ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوبي الصين. وقال شي "تطورت العلاقات بين الصين وآسيان لتصبح النموذج الأكثر نجاحًا وحيوية للتعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك، وجهدًا نموذجيًا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية". وأوضح أن الصين تواصل إيلاء الآسيان الأولوية في دبلوماسيتها الخاصة بالجوار، وتنظر إليها على أنها منطقة رئيسية لتعاون الحزام والطريق عالي الجودة. ويهدف معرض هذا العام، الذي سيختتم فعالياته في 30 نوفمبر الجاري، إلى تعميق التعاون في التجارة والاقتصاد الرقمي والعلوم والتكنولوجيا والصحة وغيرها من المجالات لتعزيز مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وآسيان. --تعاون اقتصادي وتجاري أكبر قال شي إنه في ضوء احتفال الصين والآسيان بالذكرى الثلاثين لعلاقات الحوار بينهما في العام المقبل، فإن الصين ستعمل مع الآسيان للارتقاء بشراكتهما الاستراتيجية إلى مستوى أعلى. وقال إن الصين ترحب بتوقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وتتطلع إلى دخولها حيز التنفيذ في وقت مبكر. وقال شي إنه سيعمل مع أعضاء الآسيان للإبقاء على التدفق السلس للتجارة وتعزيز الاستثمار المتبادل وتوسيع نطاق فتح الأسواق على بعضها البعض وتعزيز سلاسل الصناعة والتوريد والقيمة المتكاملة. ووفقًا للإدارة العامة للجمارك الصينية، أصبحت الآسيان أكبر شريك تجاري للصين. ففي الأشهر العشرة الأولى، زاد حجم التجارة الثنائية بين الصين وآسيان بنسبة 7 بالمئة على أساس سنوي ليصل إلى 3.79 تريليون يوان (نحو 571.64 مليار دولار أمريكي)، وهو ما يمثل 14.6 بالمئة من التجارة الخارجية للصين. كما يسلط معرض هذا العام الضوء على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر اتفاقية تجارية في العالم تم توقيعها في وقت سابق من هذا الشهر من جانب 15 دولة من منطقة آسيا-الباسيفيك، من بينهم الدول العشر الأعضاء في الآسيان والصين. هذه الشراكة بمثابة تقدم كبير في مسار التكامل الاقتصادي الإقليمي والتعددية والتجارة الحرة. وقال رئيس ميانمار يو وين مينت في حفل افتتاح المعرض، "أعتقد أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ستوفر أيضًا أساسا راسخا لبيئة تجارة عالمية منفتحة وشاملة وقائمة على القواعد". وقال شيوي نينغ نينغ، الرئيس التنفيذي لمجلس أعمال الصين والآسيان، إن فتح أسواق الدول الـ15 أمام بعضها البعض سيفضي إلى تغييرات جديدة وتعاون إقليمي أوثق. --تعزيز الاقتصاد الرقمي وشدد شي على ضرورة تعميق التعاون في الاقتصاد الرقمي، وقال إنه بمقدور الصين والآسيان تسليط المزيد من الضوء على التعاون في مجالات مثل المدن الذكية وشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والبيانات الضخمة وسلسلة الكتل (بلوك تشين) والطب الإلكتروني وتعزيز حماية أمن البيانات والتواصل والتنسيق بين السياسات. وأضاف أن الصين ستعمل مع الآسيان في مرفأ المعلومات بين الصين والآسيان لتعزيز الارتباطية الرقمية وبناء طريق حرير رقمي. ووفقًا للأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد سجلت القيمة المضافة للاقتصاد الرقمي الصيني 35.8 تريليون يوان في عام 2019، أي 36.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بزيادة قدرها 1.4 نقطة مئوية على العام السابق. وقال رئيس الوزراء الكمبودي سامديتش تيكو هون سين، عبر الفيديو في حفل افتتاح المعرض، "الصين هي إحدى الدول التي تحتل الصدارة في تطوير واستثمار واستخدام التكنولوجيا الرقمية في العالم. وفي هذا الصدد، سيكون تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية، في إطار مبادرة الحزام والطريق، جدول أعمال هاما في المستقبل". وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الرقمي للآسيان سيرتفع من 1.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدول الرابطة في عام 2015 إلى 8.5 بالمئة في عام 2025، وفقًا للأمين العام للآسيان، ليم جوك هوي. وقال رئيس ميانمار يو وين مينت إن الاقتصاد الرقمي شريحة هامة من التنمية المستدامة، "خاصة في وقت صرنا نعتمد فيه بشكل متزايد على التكنولوجيا الرقمية للاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والتجارة والاستثمار والبورصة وأشكال أخرى من أنشطة الأعمال في مواجهة التحديات التي يفرضها المرض على مستوى العالم". وقال رئيس وزراء لاوس ثونجلون سيسوليث، "يتعين علينا أيضًا المضي قدمًا في تشجيع تبادل ونقل المعرفة التكنولوجية الحديثة من أجل تسهيل التحول إلى الاقتصاد الرقمي". --تعاون أوثق في مواجهة "كوفيد-19" قال الرئيس شي إن الجانبين بحاجة أيضًا إلى تعزيز التعاون ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتعزيز بناء القدرات في مجال الصحة العامة. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع الآسيان لتعزيز حوار السياسات بشأن الصحة العامة، وتبادل المعلومات والتعاون بشأن إنتاج وتطوير وتوزيع اللقاحات. قال رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان-أو-تشا عبر الفيديو في أثناء حفل افتتاح المعرض، "لقد جعلتنا أزمة كوفيد-19 ندرك أهمية الصداقة والتعاون الدولي بشكل أكبر. لقد شهدنا نقاط ضعف تحتاج إلى تحسين ونقاط قوة تحتاج إلى مزيد من التعزيز والتطوير". وقال رئيس الوزراء الكمبودي سامديتش تيكو هون سين، إن الأزمة الناجمة عن المرض تؤكد المزيد من الحاجة لدعم مبادئ التعددية وتعزيز التعاون الدولي.