اسرائيل تضفي مسحة غموض إضافية على تصفية فخري زاده

  • 11/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي – قال وزير اسرائيلي مقرب لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو السبت إنه لا يعرف من الذي يقف وراء قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده وذلك بعد ان وجهت ايران اصابع الاتهام الى اسرائيل. وتوعد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي السبت بالثأر لمقتل أبرز عالم نووي في إيران، مما أثار خطر اندلاع مواجهة جديدة مع الغرب وإسرائيل في الأسابيع المتبقية في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي لقناة إن12 الإخبارية الإسرائيلية "ليس لدي دليل عمن فعل ذلك. لا يتعلق الأمر بأني لا يمكنني الكلام لأنني مسؤول، ليس لدي أي دليل فعلا". وذكر راديو الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى في بعض سفاراتها بجميع أنحاء العالم بعد التهديدات الإيرانية بالثأر، بينما قال المراسل العسكري للمحطة الإذاعية إن عمليات الجيش تمضي على نحو معتاد. وأحجم مكتب نتانياهو عن التعليق على مقتل فخري زاده. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية السبت إن الوزارة لا تعلق على المسائل الأمنية المتعلقة ببعثاتها في الخارج.وتعهد خامنئي بمواصلة عمل فخري زاده الذي تعتقد حكومات الغرب وإسرائيل أنه كان العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لصنع أسلحة. وقد يؤدي اغتيال العالم الإيراني، الذي سارع الرئيس حسن روحاني الى اتهام إسرائيل بالمسؤولية عنه، إلى تعقيد أي جهود للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإحياء انفراجة تحققت مع طهران خلال حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما. وكان ترامب قد أعلن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع طهران عام 2015. وكتب خامنئي في تغريدة على تويتر "يجب على جميع المسؤولين أن يضعوا قضيتين مهمتين بجدية على جدول أعمالهم: القضية الأولى تتمثل في متابعة هذه الجريمة والمعاقبة الحتمية لمنفذيها ومن أعطوا الأوامر لارتكابها، والأخرى هي مواصلة جهود الشهيد العلمية والتقنية في المجالات كافة التي كان يعمل عليها". واغتيل الجمعة فخري زاده، الذي وصفته إسرائيل بأنه عامل رئيسي في مسعى إيران لامتلاك أسلحة نووية، عندما نُصب له كمين قرب طهران حيث تعرضت سيارته لوابل من النيران. وتم نقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وقال الرئيس الإيراني خلال اجتماع للحكومة بثه التلفزيون إن إيران سترد "في الوقت المناسب". وأضاف "مرة أخرى تلطخت أيادي الاستكبار العالمي الشريرة وعملاء الكيان الصهيوني بدماء أحد أبناء الثورة والوطن"، مضيفا أن موت فخري زاده لن يبطئ عمل إيران النووي. كما امتنع البيت الأبيض ووزارتا الدفاع والخارجية والمخابرات المركزية الأميركية وفريق بايدن الانتقالي عن التعقيب. وكتب عاموس يادلين المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ومدير المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي على تويتر "سواء كانت إيران تميل إلى الثأر أو ضبط النفس فإن ذلك سيجعل من الصعب على بايدن العودة إلى الاتفاق النووي".ووافقت إيران بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 على الحد من أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات. وفور انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 أعاد فرض وتشديد العقوبات الأميركية مما أدى إلى انخفاض صادرات إيران النفطية وإصابة اقتصادها بالشلل. في الوقت نفسه عمدت إيران إلى تسريع وتيرة أنشطتها النووية. حثت ألمانيا، وهي إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي، جميع الأطراف على ضبط النفس للحيلولة دون عرقلة أي محادثات في المستقبل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "قبل أسابيع قليلة من تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، من الضروري الحفاظ على مساحة الحديث مع إيران بما يسمح بتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني من خلال التفاوض". وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر إن "من العار أن ترفض بعض الدول إدانة الإرهاب وأن تتخفى وراء دعوات لضبط النفس".وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز للانباء "إيران سترد بكل تأكيد. متى وكيف؟ هذا يتوقف على مصالحنا القومية. قد يحدث ذلك في الأيام أو في الأسابيع المقبلة، لكنه سيحدث". وأشار إلى الهجمات الصاروخية الانتقامية التي شنتها إيران في يناير/كانون الثاني على قاعدة عراقية تتمركز فيها قوات أميركية بعد أيام من مقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في بغداد. ولم يقتل أي جندي أميركي في الهجمات الإيرانية. وقال فريدون عباسي الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والذي نجا من محاولة اغتيال في عام 2010 إن "استشهاد فخري زاده سيسرع من عملنا النووي". واغتيل ما لا يقل عن أربعة علماء بين عامي 2010 و2012 فيما وصفته طهران بأنه برنامج اغتيال يستهدف تخريب برنامجها للطاقة النووية.  وتعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمخابرات الأميركية أن فخري زاده كان يرأس ما يشتبه أنه برنامج أسلحة نووية إيراني. وكان فخري زاده العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في "التقييم النهائي" لاستفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني. وورد في هذا التقرير أنه أشرف على أنشطة "تدعم بعدا عسكريا محتملا لبرنامج (إيران) النووي". كما كان شخصية محورية في عرض قدمه نتانياهو في 2018 يتهم إيران بمواصلة السعي لامتلاك أسلحة نووية. وقال نتنياهو حينئذ "تذكروا ذلك الاسم، فخري زاده". وتعتقد الوكالة الدولية والمخابرات الأميركية أن إيران أوقفت برنامجها المنسق للأسلحة في 2003. وقالت الوكالة إنها لا تملك أي مؤشرات موثوق بها على وجود أنشطة في إيران ذات صلة بتطوير قنبلة نووية بعد 2009. ونشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات نيميتز في الخليج قبل وقت قصير من اغتيال فخري زاده. لكن متحدثة باسم البحرية الأميركية قالت إن نشر الحاملة ليس له صلة بأي تهديدات معينة.

مشاركة :