أعلنت شركة "زين السعودية" أن تغطية الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية المتبقية بلغت نسبتها 469%، حيث سجّلت زيادة غير مسبوقة في طلب الاكتتاب من شريحة المستثمرين ذوي الطابع المؤسسي. وأفادت الشركة بأن هذه الخطوات الأخيرة جاءت ضمن خطتها لإعادة هيكلة رأسمالها، التي تضمّنت في شقيّها خفض رأس المال ثم رفعه، من خلال طرح أسهم حقوق أولوية.. وهذا ما ساهم في إطفاء معظم خسائرها المتراكمة، وسداد جزء من تمويل المرابحة، ورسملة جزء من مستحقات "مجموعة زين"، ما يبشر بدخول الشركة في حقبة جديدة من التحوّل الإستراتيجي لأدائها المالي، ويمهد الطريق لتوزيع الأرباح. وبيّنت الشركة في بيان صحافي، أن ارتفاع نسبة التغطية في اكتتاب زيادة رأس المال عكس ثقة المساهمين والمستثمرين في إستراتيجيتها التشغيلية وخططها المستقبلية، كما عزز قدراتها على التوسع في أنشطتها واستثماراتها في قطاع الاتصالات في المملكة. الجدير بالذكر أن عملية إعادة هيكلة رأس المال جاءت بالتزامن مع حفاظ "زين السعودية" على تحقيقها ربحية للربع التاسع على التوالي، بعد تحوّلها منذ 3 سنوات إلى الربحية؛ إذ سجلت الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري أرباحاً صافية بلغت 224 مليون ريال، بينما بلغ إجمالي إيرادات الشركة للربع الثالث من العام الحالي 1,928 مليون ريال، مقارنة بـ 1,889 مليون ريال خلال الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 2 %. وانعكس هذا الأداء على الخسائر المتراكمة للشركة، التي واصلت الانخفاض بدورها بناءً على صافي الربح المحقّق خلال الربع الثالث من عام 2020، وإعادة هيكلة رأس المال التي تمت خلال الربع الرابع منه.. وبذلك، تم إطفاء معظم الخسائر المتراكمة. كما أنه منذ إعادة هيكلة رأس المال، ارتفع سعر سهم الشركة ليصل إلى أعلى مستوى منذ العام الجاري بقيمة تقارب الـ 13 ريالاً للسهم، مقارنة بـ 6 ريالات في بداية العام الماضي. وكانت "زين السعودية" قد أعلنت أخيراً نجاحها في توقيع اتفاقية إعادة جدولة تمويل المرابحة المشترك مع تحالف من عدة بنوك، والمقدّر بـ 3.85 مليار ريال بشروط تفضيلية، إذ تمتد هذه الاتفاقية لمدة خمس سنوات تنتهي خلال عام 2025، وبهامش ربح أقل من السابق، وبشروط تجارية أفضل. إضافة إلى ذلك، تتضمّن هذه الاتفاقية تسهيلات لرأس المال العامل بقيمة مليار ريال سعودي لغاية عام 2025، مما سيوفّر سيولة إضافية لتمويل خطط نمو أعمال الشركة. وقال رئيس مجلس إدارة شركة "زين السعودية" الأمير نايف بن سلطان الكبير: "إتمام عملية إعادة هيكلة رأسمال الشركة بنجاح مع زيادة طلب الاكتتاب عن العرض، يبشّران بدخول الشركة في مرحلة تحوّل جديدة على الصعيدين التشغيلي والربحي". وأوضح الأمير نايف، قائلاً: "هذا القرار جاء بعد انتقال الشركة إلى الربحية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مسجّلة مساراً تصاعدياً مستمراً، إذ بلغت أرباحها الصافية في نهاية العام الماضي485 مليون ريال، لتحقق أفضل أداء منذ تاريخ تأسيسها". وأضاف قائلاً: "ساهمت إستراتيجية زين السعودية المدروسة في تقليص خسائرها على نحو ملحوظ، ما انعكس على نسبتها من رأس المال، وأصبحت الشركة أكثر استعداداً لتمهيد الطريق لمرحلة توزيع الأرباح على المساهمين". وأبدى الأمير نايف بن سلطان، تفاؤله بمستقبل الشركة وقدراتها المالية، انطلاقاً من مواصلتها تسديد ديونها والعمل على تحسين وتطوير تجربة العملاء، وتوفير منتجات وخدمات نوعية لقطاع الأعمال. بدوره، أكد الرئيس التنفيذي في شركة "زين السعودية" المهندس سلطان بن عبدالعزيز الدغيثر على متانة الوضع المالي لـلشركة، الأمر الذي سمح لها في وقت سابق، بتسديد طوعي لجزء من الديون ضمن دفعات طوعية، الأولى كانت بقيمة 600 مليون ريال خلال الربع الثالث من عام 2018، والثانية بقيمة 525 مليون ريال في الربع الرابع من عام 2018، وفي الربع الثاني من عام 2019 سددت الشركة دفعة طوعية بقيمة 300 مليون ريال، وقامت أيضاً بتسديد 675 مليون ريال في الربع الثاني من عام 2020. وبيّن الدغيثر أن نجاح عملية إعادة هيكلة رأس المال جاء بالتزامن مع وفاء الشركة بالتزاماتها المالية مع المؤسسات المالية، مشيراً إلى أن زيادة رأس المال عن طريق إصدار أسهم حقوق أولوية ساعدت الشركة على ضخ أموال جديدة لتخفيض ديونها في الميزانية العمومية، وتقليص الأعباء التمويلية، إضافة إلى تحسين الأداء المالي للشركة، وتحسين التدفقات النقدية، وتعزيز الربحية، وخفض معدّلات الاقتراض الخاصة بها. وتابع قائلاً: "النتائج المالية الإيجابية التي حققتها الشركة أخيراً، ستتم المحافظة عليها بمتابعة التطوير والابتكار، وستواصل الشركة استثماراتها في القطاع الرقمي، الحوسبة السحابية، إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، حيث نأمل أن تصبح زين السعودية مزوّد الخدمات الرقمي المفضّل سواء على مستوى الأفراد أو الأعمال". وأضاف الدغيثر، قائلاً: "إضافة إلى ذلك، سنواصل توسعة شبكة الجيل الخامس في مدن جديدة، والتوسّع أيضاً في مدن تمت تغطيتها من قبل، ورفع جودة الخدمات المقدمة في هذا الإطار بما يضمن تفوّق الشركة محلياً ودولياً، التي باتت تحظى باعتراف من كبرى المؤسسات الإقليمية والدولية". وأشار إلى أن "الجهود التي تقوم بها إدارة الشركة على المستوى الخارجي ستواكبها جهود على المستوى الداخلي، من أبرز ملامحها تعزيز الأتمتة والانتقال إلى مرحلة العمل في بيئة رقمية فعالة، وكذلك الاستثمار في تطوير الكفاءات والكوادر البشرية". الجدير بالذكر أن شركة "زين السعودية" حقّقت سلسلة من الإنجازات التشغيلية خلال السنة الماضية، أبرزها تدشينها أكبر شبكة للجيل الخامس (5G) في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، والرابعة عالمياً، وتوسعها كأول مشغل والوحيد في المملكة لنشر الجيل الخامس في جميع المناطق الإدارية بالمملكة، لتشمل بذلك 50 مدينة عبر أكثر من 4,600 برج على صعيد المملكة. وكانت الشركة قد أعلنت أخيراً إطلاقها خاصية دمج التردّدات لشبكتها للجيل الخامس، لتكون أوّل مشغّل اتصالات في العالم يوفّر هذه الخاصية للعملاء، التي تمكّن سرعة الإنترنت من الوصول إلى 2.4 غيغابت في الثانية، مما يوفر تجربة أفضل وأسرع في استخدام إنترنت الأشياء والألعاب الإلكترونية وقطاع الأعمال بشكلٍ غير مسبوق. تأتي هذه الإنجازات بالتوازي مع فوز "زين السعودية" بثلاث جوائز خلال الدورة الرابعة عشرة لقمة Telecom Review لقادة قطاع الاتصالات، عن فئات: "أفضل نمو لمستخدمي الجيل الخامس (5G)"، و"أفضل بنية تحتية لشبكة الجيل الخامس (5G)"، و"أفضل مقدّم للحوسبة السحابية". يضاف إلى ذلك الاعتراف الدولي بمستوى التفوّق الذي حقّقته الشركة بحصولها على جائزة أسرع إنترنت منزلي في المملكة من شركة أوكلا (Ookla) العالمية، المالكة لموقع SpeedTest الشهير والمتخصّص في قياس سرعات الإنترنت عالمياً.
مشاركة :