أظهرت صور التقطت بالأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية تعمل على زيادة قدرتها على استخراج اليورانيوم الخام وطحنه، مما يعزّز المخاوف من محاولات نظام «كيم جونج يو» لزيادة مخزونه من الأسلحة النووية. وكشفت الصور وجود مطحنة رئيسية ضخمة تستخدم في تحويل خام اليورانيوم إلى ما يعرف باسم «الكعك الأصفر»، وهي خطوة أولى لتخصيبه وفقاً لما قاله «جيفري ليويس»، مدير برنامج حظر انتشار الأسلحة النووية في شرق آسيا، خلال كلمة ألقاها في «معهد ميدلبوري للدراسات الدولية» بمدينة مونتيري.
وجاء في تقرير جديد نشره «ليويس» في موقع «38 نورث» الذي يشرف عليه المعهد الأميركي الكوري والتابع لكلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: «يبدو أن بيونج يانج تعمل على تحديث منشآتها الأساسية المتخصصة بإنتاج الكعك الأصفر». وتقع هذه المنشآت التي كشفتها الأقمار الصناعية قريباً من منجم لاستخراج اليورانيوم بإحدى ضواحي مدينة «بيونجسان» الواقعة إلى الجنوب والمتاخمة لحدود كوريا الجنوبية. وأضاف «ليويس» قوله: «وهذا يعني أن كوريا الشمالية تسعى لاستخراج وطحن كميات كبيرة من اليورانيوم لاستخدامها كوقود من أجل زيادة مخزونها من الأسلحة النووية».
لكن يبقى من شبه المستحيل التحقق من هذه الاستنتاجات التي وردت في التقرير، إلا أن «ليويس» خبير لا يُجارى في القضايا المتعلقة بحظر انتشار الأسلحة النووية. وذكرت تقارير أخرى ذات صلة، أن كوريا الشمالية تعمل على تحديث أساليب معالجة اليورانيوم. وجاء في تقرير نشرته «مجموعة آي إتش إس جينز» البريطانية المتخصصة بالشؤون العسكرية والدفاعية، أن خبراءها استنتجوا أن كوريا الشمالية منشغلة الآن بتشييد منشأة ثانية مخبأة في بطن جبل تضم أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم قريباً من مركّب تصنيع الوقود النووي في منطقة «يونجبيون» الواقعة شمال العاصمة بيونج يانج. وبعد إجراء التجربة النووية الثالثة في فبراير 2013، أعادت كوريا الشمالية تأهيل مفاعلها الذي يعمل بالبلوتونيوم وينتج طاقة كهربائية تبلغ 5 ميجاواط في «يونجبيون» لتضاعف حجم منشآتها المتخصصة بتخصيب اليورانيوم هناك.
ويُعد اليورانيوم الوقود الأساسي للمفاعلات النووية التي تنتج البلوتونيوم، ويمكن تخصيبه أيضاً لإنتاج المادة القابلة للانشطار التي تستخدم في صناعة الأسلحة النووية. ولقد آلت كل الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإقناع كوريا الشمالية بإلغاء برنامجها لإنتاج الأسلحة النووية، إلى التوقف والفشل. وكان ردّ «كيم» عليها قد تلخّص بمطالبته بالاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة بالأسلحة النووية.
ومنذ أن خلف والده «كيم جونج إيل» في نهاية 2011، تبنى «كيم الابن» خطة ذات مسارين مختلفين، في سعي من كوريا الشمالية إلى تطوير اقتصادها وبرنامجها النووي في وقت واحد. ودخلت الولايات المتحدة في مفاوضات دامت بضع سنوات مع كوريا الشمالية لإقناعها بالعدول عن مثل هذه النشاطات النووية السرية.
لكن، ونظراً إلى انتشار ظاهرة اقتصاد السوق، بدا نمو اقتصاد كوريا الشمالية ضعيفاً. وقدر البنك المركزي لكوريا الجنوبية أن اقتصاد بيونج يانج نما بمعدل 1٪ فقط خلال العام الماضي 2014، لكن صور الأقمار الصناعية أثبتت أن كوريا الشمالية تسجل تقدماً أكبر في المجال النووي. ... المزيد