بغداد - أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد، تشكيل لجنة حكومية لحماية المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.وقال الكاظمي في بيان "انطلاقا من حرصنا على فرض القانون ومنع التوترات بين أبناء البلد الواحد قررنا تشكيل لجنة طوارئ حكومية مركزية لإدارة الأوضاع في محافظة ذي قار".وأوضح البيان أن "فريق الأزمة منح صلاحيات إدارية ومالية وأمنية لحماية المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة، لمنع المواجهات مع الدولة التي حرصت على نصرة الاحتجاج السلمي ودعم مطالب شباب العراق".ويأتي قرار الكاظمي بعد أن هاجم أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المحتجين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات من المتظاهرين.وطالبت واشنطن السبت الحكومة العراقية بتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.بدورها أدانت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق "يونامي" الأحد، العنف الذي رافق اقتحام ساحات الاحتجاجات في مناطق جنوبي البلاد.وقالت البعثة في بيان "نأسف لفقدان الأرواح ووقوع الإصابات بين المتظاهرين العراقيين".وحثت البعثة الأممية الأطراف كافة على الهدوء، داعية السلطات العراقية إلى "بذل قصارى جهدها لحماية المتظاهرين السلميين وضمان محاسبة مرتكبي أعمال العنف".عاد العراق إلى دائرة الاحتجاجات العنيفة بعد صدامات حدثت الجمعة بين متظاهرين معارضين للحكومة العراقية وآخرين من مؤيدي الصدر في مدينة الناصرية في جنوب البلاد، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص، فيما عاد المتظاهرون السبت لنصب خيامهم بساحة الحبوبي.والجمعة أبلغت مصادر طبية الأناضول بأن 3 قتلى و60 جريحا سقطوا عندما هاجم عشرات من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، محتجين معتصمين في ساحة "الحبوبي" وسط مدينة الناصرية (عاصمة ذي قار).وحتى مساء السبت ارتفعت حصيلة الصدامات إلى 5 قتلى وما لا يقل عن 80 إصابة (طفيفة) بينهم 5 من عناصر الأمن، حسب مصادر طبية.وعلى إثر الأحداث قرر الكاظمي إقالة قائد شرطة محافظة ذي قار حازم الوائلي من منصبه، وتشكيل لجنة للتحقيق.وأفادت مصادر إعلامية أنّ المتظاهرين المناهضين للحكومة عادوا صباح السبت إلى الميدان لإعادة نصب خيامهم، وسط إجراءات أمنية مشددة.وقتل متظاهران عراقيان مساء السبت بمواجهات مع قوات الأمن في محافظة واسط جنوبي البلاد، بحسب مصدر طبي وشهود عيان.وقال مصدر طبي إن "متظاهراً دهسته مركبة تابعة لقوات مكافحة الشغب بمدينة الكوت (بواسط)، توفي إثر تعرضه لإصابات في منطقة الرأس، فيما قتل متظاهر آخر إثر تعرضه لانفجار قنبلة للغازات المسيلة للدموع.من جهتهم أوضح شهود عيان أن قوات مكافحة الشغب اقتحمت من دون سابق إنذار، ساحة الاحتجاج وسط مدينة الكوت عبر مركباتهم ولاحقت المتظاهرين في الشوارع.وأضاف الشهود أن "الوضع متوتر وقوات مكافحة الشغب تواصل ملاحقة المتظاهرين في الأزقة والشوارع الجانبية".وكان متظاهر عراقي قد توفي السبت متأثرا بحروق شديدة أصابته بعد إضرامه النار في جسده احتجاجا على اقتحام قوات أمنية لساحة احتجاج جنوبي البلاد، حسب مصدر طبي وشهود عيان.وقال مصدر طبي من مديرية صحة محافظة واسط الحكومية، إن "المتظاهر حسين كاطع وصل مستشفى بمدينة الكوت (مركز المحافظة) وقد أصيب بحروق شديدة بأجزاء مختلفة من جسده"، مضيفا أن "الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذه وفارق الحياة".من جانبهم أفاد شهود عيان أن كاطع أضرم النار في نفسه، فجر السبت، احتجاجا على اقتحام قوات مكافحة الشغب ساحة اعتصام وسط مدينة الكوت.وفي وقت سابق قال مصدر بالشرطة وشهود عيان إن قوات مكافحة الشغب اقتحمت فجر السبت، ساحة اعتصام المتظاهرين وسط مدينة الكوت، وأزالت خيامهم.ووفق ذات المصادر فإن قوات الأمن طردت المتظاهرين من الساحة وأعادت فتح الطرق المغلقة المحيطة بها. كما انتشرت قوات الأجهزة الأمنية بكثافة في الساحة ومحيطها لمنع عودة المتظاهرين.ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 يعتصم محتجون ضمن حركة احتجاجات واسعة النطاق في البلاد، أطاحت بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي أواخر العام الماضي.ولا تزال الحركة الاحتجاجية متواصلة على نحو محدود للضغط على رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لمحاسبة قتلة العشرات من المتظاهرين خلال الأشهر الماضية وإجراء إصلاحات حقيقية في البلاد ومحاربة الفساد.
مشاركة :