طارق مأمون: عرض متحف الفن المصري الحديث بين الإجابة والسؤال وينحاز للوجود التاريخي

  • 11/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الفنان طارق مأمون، مدير متحف الفن الحديث، ومنفذ العرض المتحفي الأخير للمتحف: "تقف العروض المتحفية بين تقديم الإجابة أو تقديم السؤال، حالها حال معني الفن الذي يصعب وضع معايير محددة له من ناحية المفهوم، فوضع معيار محدد يعني في ذات الوقت وضع نهاية للإبداع الفني الذي من أخص شروطه التحرر".وأضاف في تصريحات صحفية: "يأتي العرض المتحفي الحالي منحازا إلى تقديم السؤال فهو لا يقدم إجابة حول تاريخ تطور الفن التشكيلي في مصر ويلخصها في بضع فنانين بل يري كما اتفقت لجنة اختيار الأعمال أن الهدف هو عرض الكل وأن المعيار الغالب هو الوجود التاريخي داخل الحركة التشكيلية المصرية فالمتحف الآن يقدم لكم السؤال وعليكم أنتم الإجابة، من الأهم؟ من الأفضل؟ من كان منسيا ويستحق التذكر؟ من صنعه الاعلام والنقد ومن ظلمه؟".وأكمل: "سألني صديق – هل هو متحف للفن المصري الحديث أم هو متحف قومي للفن الحديث وتعجبت من السؤال فكلا التعريفين يقدم نفس الإجابة (هو متحف مصري قومي للفن الحديث)، ومن هنا جاءت صعوبة التنظيم، فالمنهج التاريخي الذي التزمت به يضع علي كاهل فريق التنسيق تحويل النظرية إلي واقع، وكيف تستطيع أن تضع كل تلك الأعمال في حيز كان يتسع في السابق بأقصي تقدير (419 فنان بإجمالي 600 عمل) إلي استيعاب(705 فنان بإجمالي 890 عمل)".وتابع: "كما أن المنهج التاريخي يفرض علي منسق العرض كثيرا من التناقضات الأسلوبية والتقنية، فكيف نصنع علاقة مع المتضادات؟، والعرض الحالي مثل لي ولزملائي بمتحف الفن المصري الحديث تحدي، كيف لنا أن نقدم لكم السؤال، هل التاريخ التشكيلي المصري بحاجة إلى إعادة القراءة والمراجعة، هل لا زال به ما يكتشف وما ينبغي إعادة تقديمه؟ ننتظر الإجابة من خلال ما سيطرح من نقاشات ثقافية حول العرض القائم الآن".واختتم: "امتناني للجنة العليا علي ما قدمته من رؤي ونقاشات ظاهرة أمامكم من خلال الأعمال المعروضة،  شكري لدعم الإدارة العامة للترميم الدائم ومساندة المتاحف الفنية والإدارة المركزية للمتاحف ورئيس قطاع الفنون التشكيلية في الحاضر وفي الخطة المستقبلية للمتحف".وأكد على أن العرض متحفي الحالي أكبر عرض في تاريخ المتحف من حيث المحتوي والتنوع ضمته جنبات متحف الفن المصري الحديث.يذكر أن متحف الفن الحديث كانت بداية متواضعة ولكن طموحة،  قام بها محمد محمود خليل – أبرز رعاة الفنون وموجهي الحركة الفنية فى مصر منذ العشرينات حتى الخمسينات وصاحب المجموعة الرفيعة التى أهداها لتصبح متحفًا يحمل اسمه وحرمه.  وفى عام 1927 نجح محمد محمود خليل فى إقناع السراى بإصدار مرسوم ملكى  بتشكيل لجنة استشارية لرعاية الفنون الجميلة،  تتبع وزارة المعارف العمومية.وأوصت هذة اللجنة بإنشاء متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة، يضم  مقتنيات الوزارة مما تقتنيه من صالون القاهرة السنوى الذى تنظمه جمعية محبى الفنون الجميلة، لعرض أعمال الفنانين المصريين والأجانب .وفى العام نفسه تم تجميع الأعمال الفنية التى تم اقتناؤها من صالون القاهرة فى قاعة صغيرة بمقر جمعية محبى الفنون الجميلة بسراى تيجران بشارع إبراهيم باشا  ( الجمهورية الآن) وكانت بجوار مقر نادى الشبان المسيحيين، وأضيف إلى هذه المجموعة المحدودة بضع لوحات وتماثيل، ثم انتقلت المجموعة بعد ذلك إلى موقع متحف الشمع الذى أنشأه فؤاد عبد الملك سكرتير جمعية محبى الفنون الجميلة  وراعى الفنانين فى مقر عائلة موصيرى على ناصية شارع فؤاد – (26يوليو) – ( وعماد الدين ( محمد فريد ) – ليصبح أول مبنى يحمل إسم  متحف الفن الحديث بمصر .وفى الفترة من 1927 حتى 1935 بلغ عدد الأعمال الفنية المقتناة للمتحف 51 لوحة تصويرية  لفنانين مصريين، وثلاثة تماثيل للفنان محمود مختار، و63  لوحة لفنانين أجانب مقيمين فى مصر، وفى 8 فبراير 1931 أوكل  إلى الفنون الجميلة إعادة تنظيم المتحف، ونشر أول دليل للمتحف يومئذ – حيث كان يضم 584 عملًا فنيًا – وفى عام 1935 صدر أخر دليل لمتحف الفن الحديث، وكان يباع بعشرة مليمات ويضم 224 صفحة منها 82 صورة لمختارات من مقتنيات المتحف، وقد طبع الدليل باللغة العربية مع ترجمة فرنسية بالمطبعة الأميرية ببولاق، ثم نقلت وزارة المعارف المتحف إلى مقر أخر فى شارع البستان فى فبراير 1936.ثم إنتقل المتحف بعد ذلك إلى قصر "زغيب" بجوار قصر هدى شعراوى فى 4 شارع قصر النيل عند مدخل ميدان التحرير وقد شغل المتحف 44 غرفة فى القصر بالإضافة إلى المدخل والممرات .وفى عام 1963 أغلق المتحف حيث تم هدم مبناه العريق والمكتبة الملحقة به وفى عام 1966 انتقلت المجموعة المصرية من مقتنيات المتحف إلى مقر مؤقت فى فيلا إسماعيل أبو الفتوح  ميدان فينى ( ميدان السد العالي حاليًا) بينما انتقلت أعمال الفنانين الأجانب إلى متحف الجزيرة للفنون الذى سرعان ما أغلق لسوء حالته مما عرض المقتنيات ذات المكانة العالمية التى تمثل ثروة قومية نادرة لبعض الأضرار،  كما عانت أعمال الفنانين المصريين التى خزنت لمدة عامين قبل نقلها إلى فيلا الدقي إلى تلف بعضها ، وغموض مصير بعضها الأخر . فى عام 1983 تم تخصيص سراى 3 ( السراى الكبرى ) لتكون مقرًا جديدًا لمتحف الفن الحديث فى ساحة الأوبرا الجديدة وكان قد بنى المقر الجديد للمتحف فى أرض المعارض بالجزيرة عام 1936 على الطراز الإسلامى الحديث تضمن عناصرًا من طراز الفن الزخرفى " الأرت ديكو" الذى ازدهر في أوروبا آنذاك، وكان إنجازًا كبيرًا أراد الملك فؤاد الأول أن يجعله طرازًا يحمل اسمه وقد سمى المبنى المختار للمتحف بالسراى الكبرى ، وخطط له أن يحتوى على أنشطة ثقافية وفنية ومتحفية مجمعة ، أسوة بما فعل ملوك فرنسا وإنجلترا ، والمبنى مكسو من الخارج بالأحجار ، وقد أعيد تجهيزه ليلائم الهدف الجديد منه فى الثمانينات حيث رصد مليونان ونصف من الجنيهات لهذا الغرض وإتخذت إجراءات ترميم مقتنيات المتحف فى مقره المؤقت بالدقى تمهيدًا لنقلها إلى المقر الحالى الذى إفتتحه السيد رئيس الجمهورية فى عام 1991 .

مشاركة :