تهدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى إخلاء قرية الخان الأحمر لإقامة مشروع “القدس الكبرى” الاستيطاني، الذي يخطط له الاحتلال منذ فترة طويلة، وفي حال أن تم الإخلاء فسيكون ذلك تمهيدًا لإخلاء باقي التجمعات البدوية المحيطة بالقدس المحتلة، حيث إن أهالي الخان وباقي التجمعات البدوية قاوموا الاحتلال، ورفضوا الموافقة على إخلاء مناطق سكنهم. وأمام هذا المخطط الإسرائيلي، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ولجان المقاومة الشعبية وأهالي الخان الأحمر على رفضهم محاولات استصدار حكم قضائي بهدم المنطقة، وذلك في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني. وأبلغ ممثل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، ما تسمى بالمحكمة العليا، بأن قرار إخلاء قرية الخان الأحمر البدوية شرق القدس، سيتم في الوقت المناسب، ولن يتم التراجع عنه أبدًا. تنفيذ أمر الإخلاء وذكر المكتب الوطنى لمقومة الجدار والاستيطان، أن ذلك القرار جاء في إطار رده على التماس قدم للمحكمة من قبل حركة ريغافيم اليمينية المتطرفة التي طالبت بتنفيذ عملية الإخلاء بشكل فوري. وقال ممثل الاحتلال الإسرائيلي خلال الجلسة، إن هناك اعتبارات واسعة لتأجيل تنفيذ العملية، وأن مكتب رئيس الوزراء ووزارة الأمن الداخلي قررا الدفع باتجاه ذلك، لكن ذلك سيستغرق وقتًا. وهذا الالتماس هو السادس من الحركة اليمينية المتطرفة خلال العام الجاري، حيث يؤكد ممثل عن الحكومة الإسرائيلية في كل جلسة أنها تنوي تنفيذ أمر الإخلاء الموقّع منذ 2009، وفي بداية الشهر الجاري، أعلنت الحكومة الإسرائيلية في جلسة مماثلة أنه لن يتم إخلاء القرية قبل الأشهر الأربعة المقبلة. تقليص الوجود الفلسطينيوقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري “إسرائيل تعمل بشكل مستمر على عزل مدينة القدس المحتلة، وتهويد و تهجير سكان المدنية من اجل استبدالهم بالمستوطنين و نلمس ذلك من خلال ما يحدث في الخان الأحمر أو مناطق أخري. وأكد الحموري في حديث لقناة الغد، أن اتجاه حكومة الاحتلال الآن هو تقليص الوجود الفلسطنيي إلى أدنى مستوى من خلال قضية الهدم التي ستزيد من نسبتها، ما يعني تطويق المدينة المحتلة بالمستوطنين والمؤسسات الاسرائيلية من كافة الجهات، و الضغط على المقدسيين بقرارات عديدة هدفت إلى إضعاف صمودهم في هذه المدينة. من جهته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف “إن الاحتلال يحاول الاستفادة من الفترة المتبقية للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب لعزل القدس، وتحويل الضفة إلى كنتونات، من خلال عمليات الهدم والتوسع الاستيطاني، لافتا إلى أنه تم الاعلان عن مجموعة من العطاءات لاستكمال هذا المخطط. وأوضح عساف، أنه يجري حشد التأييد الدولي لهذه القضية، من خلال اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مطالبا الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وكافة الدول بالوقوف أمام سياسات الاحتلال. المشروع الاستيطاني “E1”والخان الأحمر قرية فلسطينية تقع شرق القدس المحتلة، تبلغ مساحتها القرية بحسب مسح الأراضي والسكان عام 1945 نحو 16،380 دونمًا. يقطنها نحو 180 شخصًا (بالعام 2018) يعيشون في خيام وأكواخ. أصلهم من قبيلة الجهالين البدوية التي طُردت على يد عصابات الاحتلال من النقب الفلسطيني بالعام 1952. وبعد احتلال الضفة الغربية في عام النكسة 1967، أقيمت على أراضي الخان مستوطنة إسرائيلية سميت “معاليه أدوميم” وهي ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية. واحتلّت القرية بالعام 1967، وهي تربط شمال وجنوب الضفة الغربية وهي واحدة من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة. ومؤخرًا قررت ما تُسمّى محكمة العدل “الإسرائيلية” طرد السكّان منها. ويقع الخان الأحمر ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى”E1″، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت. والهادف إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة. وسمي الخان الأحمر بهذا الاسم نسبةً للون الأحمر المُستخرج من حجارة تتواجد في تلك المنطقة، على الطريق من القدس إلى أريحا. وقد كان الخان عبارة عن بناء عثماني من القرن الـ16، وكان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
مشاركة :