قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجنوب السودان تهدف إلى تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مصر تستضيف ما يقرب من 4 مليون مواطن سوداني وتعاملهم معاملة أبناء الوطن ولم يتم التفريق بينهم وبين المصريين.وأضاف «بيومي» خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحقيقة" المذاع علي قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، أن هناك مواطنين سوادنين يمتلكون عمائر سكنية كاملة بيننا ولم نشعر بأن ذلك غريبا أو مختلف عنا بسبب الالفة التي بيننا وبينهم، موضحا أن أنفصال السودان كان قبليا بسبب أن إفريقيا مصابة بما يمسي بالقبلية.ومن جانبه قالت الدكتورة أماني الطويل خبير الشؤون الإفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية تعليقًا على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التاريخية لجنوب السودان اليوم أن الزيارة بالغة الاهمية لانها تؤكد على السياسات المصرية تجاه القارة الافريقية خاصة أن جنوب السودان تربطها علاقات خاصة بجمهورية مصر العربية حتى قبل استقلالها على سبيل المثال طلاب جنوب السودان حصلوا على منح دراسية من جامعات مصرية.وكشفت "الطويل" في مداخلة هاتفية عبر برنامج " كلمة أخيرة " الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON" أن الزيارة مهمة كونها تتزامن مع توترات تشهدها منطقة القرن الافريقي بما يؤثر على إستقراراه بالاضافة لبعض الملفات المصرية المطروحة على هذه الطاولة خاصة سد النهضو كون جنوب السودان دولة على حوض النيل " . وواصلت : " البعد الاهم هي أهمية مصر بالنسبة لجنوب السودان بالاخص البعد الامني لان مصر موجودة في قوات حفظ السلام في جنوب السودان لضمان إنفاذ إتفاقية حفظ السلام في الاراضي اجنوب سودانية في وقت سحب فيه أديس ابابا نحو 4500 من قواتها الموجودة في هذه المنطقة ". وتابعت:"توترات إقليم تجراي في إثيوبيا تؤثر بقوة بسبب عدم الاستقرار الامني واللاجئين على دول القرن الافريقي ككل وجنوب السودان أيضًا في ظل وجود قوميات وأعراق تؤثر على إستقرار هذه المنطقة الحيوية ". وحول موقف جنوب السودان من أزمة سد النهضة قالت الطويل :" جنوب السودان لم يصدق على إتفاقية عنتيبي وهذا موقف مهم حيث تبنتها أديس ابابا لتقاسم مياه النيل مع دول المصب في سنوات سابقة وجنوب السودان تحاول أن تكون بقدر الامكان على الحياد في هذه الازمة لكن لاينسى موقفها من عدم التوقيع على إتفاقية العنتيبي والتي اسهم موقفها في إفشال نفاذ الاتفاقية ". وتابعت الطويل : " ملف الصحة من الملفات المهمة في التعاون بين البلدين وبدأ مبكرًا ببناء مستشفى صغيرة في جنوب السودان وتطور الامر بالاضافة لقطاع التعليم حيث يحظى طلاب جنوب السودان النصيب الاكبر من المنح الدراسية الممنوحة من مصر وهي منح لاتقتقصر فقط على الجامعات الحكومية لكن ايضًا بعض الجامعات الخاصة .. أما قطاع الكهرباء فمصر تدعم هذا القطاع وهناك توجه مصري للاهتمام بمصادر الطاقة بالديلة سواء في السودان او جنوب السودان ". وتوقعت أن تنجح مصر في مجال الربط الكهربي مع السودان الجنوبي كما فعلت من قبل مع الشمال لكن ذلك يتوقف على تهيئة البنية التحتية لدولة الجنوب المستقبلة لهذه الكهرباء المصرية لتأثيرها الكبير على الزراعة وهي سياسة مصرية في دول إفريقيا "، مؤكدة أن هذه الدول تمثل عمقًا إستراتجيًا لمصر بالذات السودان شمالًا وجنوبًا لكون وجود علاقات تاريخية بين السودان ومصر ويكفي أن اول مدرسة في جنوب السودان في أربعنيات القرن المنصرم كانت مدرسة مصرية .
مشاركة :