بعد ساعات من إعلان أديس أبابا اكتمال العملية العسكرية للجيش بدخول مدينة ميكيلي عاصمة الإقليم المتمرد، قال زعيم "جبهة تحرير شعب تيغراي" دبرصيون مكائيل إن قواته ستواصل قتال الحكومة الإثيوبية، بينما توقع دبلوماسيون وخبراء أن تعتمد الجبهة المتمرسة على القتال "تكتيك العصابات" لاستنزاف القوات الاتحادية في حرب طويلة. وأضاف مكائيل في تصريحات ليل السبت ـ الأحد: "وحشيتهم لن تزيدنا إلا إصراراً على محاربة هؤلاء الغزاة حتى النهاية". ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أن قواته ستستمر في القتال، أجاب: "بالتأكيد. الأمر يتعلق بالدفاع عن حقنا في تقرير المصير". ووسط تعتيم وغموض بشأن التطورات الميدانية بالإقليم المحاصر، نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين وخبراء في المنطقة قولهم إن الانتصار العسكري السريع الذي سعت إليه حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد قد لا يشير إلى نهاية الصراع الذي يكتسي بصبغة عرقية. وقال دبلوماسيان إنه من المرجح أن تكون قوات تيغراي قد انسحبت من ميكيلي قبل توغل الحكومة في المدينة مما يزيد احتمال "نشوب حرب عصابات طويلة الأمد". ولإقليم تيغراي تاريخ من المقاومة بأسلوب حرب العصابات مع استغلال التضاريس الوعرة والحدود على مدى سنوات من الصراع المسلح في الثمانينيات ضد حكومة ماركسية. جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد آبي أحمد، مساء أمس الأول، أن العمليات العسكرية في الإقليم المضطرب اكتملت، وأن الشرطة الاتحادية تلاحق قادة "جبهة تيغراي" وذلك في تطور كبير في الحرب التي تهز منطقة القرن الإفريقي منذ ثلاثة أسابيع. قصف أسمرة وترافق إعلان الفصيل العرقي القوي، الذي هيمن على السياسة الإثيوبية لعقود قبل وصول آبي أحمد المتحدر من عرقية الأورومو الأكبر بالبلاد، مواصلة القتال من أجل تقرير المصير، مع سقوط 6 صواريخ أُطلقت من الإقليم مجدداً على العاصمة الإريترية ليل السبت ـ الأحد. وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تتعرّض فيها أسمرة للقصف من تيغراي منذ بدأت العمليات العسكرية في الإقليم الإثيوبي المتاخم لإريتريا والسودان مطلع نوفمبر الجاري. وأفاد دبلوماسيان في أديس أبابا بأن عدة صواريخ أطلقت ليل السبت استهدفت مطار أسمرة ومنشآت عسكرية فيها، لكن على غرار الهجمات السابقة المماثلة، لم يتضح مكان سقوط الصواريخ أو الأضرار التي تسببت بها. وفي وقت يخشى المجتمع الدولي تأثير الصراع الإثيوبي على الاستقرار الهش في غرب إفريقيا، تحدثت وزارة الخارجية الأميركية عن "انفجارات أسمرة". وحثت واشنطن الأميركيين على "أن يظلوا على اطلاع بالصراع الدائر في إقليم تيغراي". ويصعب التحقق من صحة ادعاءات الطرفين نظرا لانقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت بالمنطقة بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على دخول الإقليم منذ اندلاع القتال في 4 الجاري. وإريتريا، التي تتهمها "جبهة تيغراي" بدعم حملة آبي أحمد، من أكثر دول العالم تكتّما ولم تعلّق حكومتها على الهجمات. وقتل الآلاف جرّاء المعارك بينما تدفق عشرات آلاف اللاجئين عبر الحدود إلى السودان وتحدثت الأمم المتحدة عن نزوح مليون شخص داخل الإقليم. وقطعت الاتصالات بالكامل عن تيغراي خلال النزاع، ما يصعّب مهمة تقييم الحجم الكامل للأضرار، وأعداد الضحايا جرّاء القتال العنيف الذي شهد قصفا جويا ومجزرة واحدة على الأقل قتل خلالها مئات المدنيين.
مشاركة :