أشارت مجلة «فورين بوليسي» إلى المكاسب التي حققها التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن بما في ذلك إعادة السيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي الذي يعد أكبر قاعدة جوية في البلاد. وأشارت المجلة إلى قيام وزارة الدفاع الأميركية بزيادة عدد المستشارين الأميركيين من 20 مستشارا إلى 45 مستشارا لتعزيز التعاون في العمليات العسكرية لقوات التحالف وتقييم أهداف القصف المحتملة لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين، وتعزيز عمليات التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وقوات التحالف، ومكافحة تنظيم القاعدة الذي يستفيد من الاضطرابات في اليمن ويواصل الاستيلاء على الأراضي. وتعد إدارة الرئيس أوباما التنظيم الإرهابي في اليمن الأكثر خطورة بسبب المحاولات المتكررة لمهاجمة أهداف أميركية. وصرح مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي أن إدارة أوباما لن ترسل فريقا لمكافحة الإرهاب في اليمن حتى يستعيد الرئيس عبد ربه منصور هادي السلطة في صنعاء. وقال الكوماندر كيفين ستيفن، المتحدث باسم الجيش الأميركي في البحرين، في تصريحات للمجلة: «نحن واثقون من دقة المعلومات الاستخباراتية والمشورة التي نقدمها للمملكة العربية السعودية وأعضاء التحالف، ونعمل على منحهم أفضل الخيارات لتحقيق النجاح العسكري بما يتوافق مع المعايير الدولية والتخفيف من احتمالات سقوط ضحايا من المدنيين». وأضاف: «وفي نهاية المطاف، فإن التحالف الذي تقوده السعودية هو الذي يصدر القرارات النهائية بشأن سير العمليات العسكرية وليس الولايات المتحدة». ومند بداية الأزمة اليمنية، قدمت إدارة أوباما المعلومات الاستخباراتية وعمليات التزود بالوقود في الجو لطائرات التحالف، كما ساعدت السفن الحربية الأميركية في فرض حصار عند خليج عدن لمنع توريد شحنات عسكرية من إيران إلى الحوثيين. من جانب آخر، طالبت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب من أطراف النزاع خلال الصراع اليمني الذي أدى إلى مقتل أكثر من 4300 شخص منذ مارس (آذار) الماضي. وتقول المنظمة في تقرير أصدرته مساء أمس بعنوان «لا مكان آمنًا للمدنيين» إن المدنيين يجدون أنفسهم عالقين وسط إطلاق النار من الحوثيين ومعارضيهم على الأرض وتهديد الغارات الجوية من السماء. ويصف التقرير التفاصيل المرعبة للقتل والدمار في تعز وعدن وتعرض المدنيين إلى انتهاكات قد تصل إلى جرائم حرب. وأعلنت منظمة الصليب الأحمر مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص وإصابة 19 ألفا آخرين في الصراع اليمني، ونزوح أكثر من مليون شخص أجبروا على ترك منازلهم خلال الأشهر الخمسة الماضية، مع معاناة شديدة نتيجة شح في المواد الغذائية والدوائية.
مشاركة :