عنوان المقالة هو عنوان كتاب صدر في بداية هذا العام عن الدار العربية للعلوم ناشرون من تأليف أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر الدكتور أحمد إبراهيم أبوشوك ويأتي هذا الكتاب تأكيداً على أهمية الصحافة في الدراسات التاريخية كونها مصدرا لا يمكن تجاوزه أو الاستغناء عنه فهي بالإضافة إلى احتوائها على كثير من المعلومات والصور والوثائق التي قد لا توجد في غيرها فهي توثق وترصد كثيرا من الأحداث وردود الأفعال حولها في زمانها، ومجلة مثل مجلة المنار التي أسسها الشيخ محمد رشيد رضا تكتسب أهمية خاصة بحكم العلاقة التي ربطت صاحبها بالملك عبدالعزيز في وقت مبكر قبل توحيد المملكة العربية السعودية وعلى الرغم من أن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ قد سبق الآخرين بشعوره بأهمية ما تضمنته مجلة المنار من موضوعات تاريخية فجمع وصنّف أجزاء كبيرة منها ثم نشرها في عدة أجزاء قبل مدة طويلة تحت عنوان (المختار من مجلة المنار: صفحات من مواقف الملك عبدالعزيز وصور من جهاده) إلا أن كتاب أبوشوك يكتسب أهميته كما ذكر في مقدمته من احتوائه كل النصوص التي نشرتها مجلة المنار وكان الملك عبدالعزيز إما محوراً لها أو طرفاً فيها بكافة أشكالها كالمقالات والأخبار والرسائل ووقائع مؤتمرات والخطب بعكس المختارات التي جمعها وصنفها عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ التي لا تعطي للباحث صورة ذهنية كاملة عن جهاد الملك عبدالعزيز ونضاله السياسي بالكيفية التي عرضتها مجلة المنار، كما أن الفترة الزمنية التي امتدت بين العام 1320ه/1902م والعام 1353ه/1935م وغطتها النصوص بدون انقطاع تعد من الفترات المفصلية في تاريخ المملكة العربية السعودية وتعطي صورة حية عن طبيعة العلاقات بين الملك عبدالعزيز وصاحب المنار الأستاذ محمد رشيد رضا، ولذا كان جمع هذه النصوص بين دفتي كتاب واحد مفيداً في اختصار وقت الباحثين وجهدهم الذي ربما كان يهدر في البحث في مجلدات مجلة المنار ال35 وأجزائها المتعددة. وقد قدم المؤلف للكتاب بمقدمة تضمنت أربعة محاور؛ الأول نبذة عن صاحب المنار وتوجهاته والثاني بعض المحطات المفصلية من سيرة الملك عبدالعزيز والثالث قراءة تحليلية للوثائق الواردة في الكتاب والرابع عرض للمنهج الذي تم بموجبه تبويب النصوص في الكتاب حيث تم ترتيبها وفق تسلسل زمني مطرد وصنف إلى ثمانية فصول موضوعية رئيسة الأول (فتنة نجد الأولى ودسائس الحجاز) والثاني (مبايعة الملك عبدالعزيز ملكاً على الحجاز) والثالث (علاقة صاحب المنار بالملك عبدالعزيز) والرابع (المعاهدات الرسمية وتأسيس المملكة العربية السعودية) والخامس (خطب ومؤتمرات وشهادات عن المملكة العربية السعودية) والسادس (فتنة نجد الثانية ومعارضة الحجاز) والسابع (الحج ومسائل الخلاف مع الحكومة المصرية) والثامن (المملكة العربية السعودية واليمن وخليج العقبة) ويلاحظ أن الكتاب حسب عناوين الفصول يفتقر للوحدة الموضوعية الصارمة الأمر الذي برره المؤلف بأنه سيؤدي إلى إفراغ النصوص الوثائقية المختارة من نسقها التاريخي الذي تشكلت فيه ويجعل قراءتها عسيرة على الباحث المهتم باستقرائها والتثبت من صحتها وتحليلها!!وقد ألحق بالكتاب فهرساً بالمحتويات وثبتاً بالمراجع وسيرة للمؤلف ولكن الكتاب يفتقد لفهارس الإعلام والأماكن مع أهميتها في مثل هذه المجاميع التي يبذل في إعدادها جهد ووقت كبير وذلك لتسهيل الوصول للمعلومة وإتاحة الفرصة للباحثين للاستفادة منه بصورة أفضل وأسرع.
مشاركة :