اشتعلت أزمة دبلوماسية جديدة بين بكين وكانبرا، بعد أن نشر مسؤول صيني صورة على حسابه في تويتر تجسد تورط الجنود الأستراليين في عمليات قتل للمدنيين في أفغانستان.وطالبت أستراليا رسميا المسؤول الصيني بإزالة الصورة التي اتضح أنها غير حقيقية في موقع "تويتر"، وتقديم اعتذار، وفق ما ذكرت "سكاي نيوز"، الاثنين.وتظهر الصورة جنديا أستراليا يحمل سكينا ويهم بذبح طفل أفغاني مغطى برداء، وكان بين يدي الطفل حمل صغير، وبدا أن الجندي الأسترالي مسرور بما يقوم به.ولم تكن الصورة حقيقية، بل تمثيلية، ويبدو أن الصورة تتحدث عن مزاعم بشأن قتل الجنود الأستراليين صبيين أفغانيين يبلغان من العمر 14 عاما ذبحا بالسكاكين.وكان تحقيق أسترالي خلص قبل أيام إلى تورط عناصر من القوات الأسترالية الخاصة في قتل عشرات المدنيين الأفغان. ودان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الصورة واصفا إيها بـ"المشينة".وأضاف موريسون في مؤتمر صحفي بأن ما جرى "فظيع ولا يمكن تبريره بأي شكل"، مضيفا أنه "على الحكومة الصينية أن تخجل من نفسها".واعتبر نشر "الصورة المزيفة" تقليلا من شأن الصين في العالم، لكن بكين ردت سريعا على حديث موريسون، وأكدت أنها لن تعتذر، بحسب صحيفة "الغارديان".وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، قد نشر الصورة في وقت سابق، الاثنين، على حسابه بموقع "تويتر". وقال في تعليق مرفق بالصورة: "صدمنا من قتل المدنيين والأسرى الأفغان على أيدي الجنود الأستراليين".وتابع الدبلوماسي الصيني: "إننا ندين بشدة مثل هذه الأفعال وندعو لمحاسبتهم (الجنود المتورطين)".وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، خلص تحقيق أجرته وزارة الدفاع الأسترالية إلى أن عناصر القوات الخاصة قتلوا 39 مدنيا أفغانيا خلال 23 حادثة منفصلة.واستغرق تقرير "بريريتون"، وهو اسم الجنرال الذي أشرف على التحقيق أربع سنوات، وقال إنه وجد أدلة موثوقة على وجود جرائم ارتكبها الجنود. وتحدث التقرير عن "جرائم قتل وشهوة الدم، في ظل ثقافة التستر".وإثر التقرير، قالت الحكومة الأسترالية إن 13 من جنودها يواجهون الفصل على خلفية المزاعم التي أثارها التقرير. وكانت علاقة أستراليا مع الصين متوترة منذ أن دعت كانبرا إلى تحقيق دولي في أصل جائحة فيروس كورونا.ويبدو أن بكين لم تنس هذا الموقف لكانبرا، وانتظرت الوقت المناسب من أجل إحراج الأستراليين. وتدهورت العلاقات بين الدولتين أيضا على خلفيات ملفات الاستثمار الأجنبي والرسوم الجمركية والأمن القومي وحقوق الإنسان.
مشاركة :