متصدر.. لا تكلمني!

  • 12/1/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لست رياضيا، ولا أحرص على متابعة المباريات باستثناء بعض المباريات الحماسية أو المهمة.عادة إذا تصدر فريق يلجأ متابعوه إلى تنشيط هاشتاق «متصدر لا تكلمني» ولعل أول من أطلقه فيما أعرف جماهير فريق النصر.وطالما كانت الصدارة مطلبا لكل نادٍ يعمل بجد لأجلها، فإن المرء يرجو ويتمنى أن تكون كلمة «متصدر» شعارا نرفعه وهدفا نود الوصول إليه في شتى مجالاتنا.الطالب المفتون بالكرة لم لا يتصدر ويتفوق في دراسته، وتمتد هذه الصدارة إلى الأخلاق والسلوك داخل وخارج المدرسة.في إعلامنا، ليت أخبار الثقافة والموهبة تتصدر عناوين الصحف، والشاشات بدلا من الأخبار الشاذة، وحتى على مستوى المسلسلات يندر وجود مسلسل يرتقي بفكرنا ويناقش قضايانا، للأسف كلها صدور مفتوحة، وسيقان مكشوفة واستعراض لوجوه حسناوات مشبعة بالمكياج.وحتى جماهير الرياضة في المباريات يحضرون في أوقات مبكرة لحجز المقاعد، لكن تلك الصدارة تختفي في صلاة الجمعة، إنها صدارة لكن في اتجاه واحد.«المئة ريال» قليلة جدا حينما نرتاد الأسواق والملاهي، لكنها كبيرة جدا عندما يأتي وقت الصدقة والتبرع، حبنا للكماليات والمظاهر الاجتماعية جعلنا نبتعد عن الصدارة في العمل الخيري والصدقات التي هي خير وأبقى.قبل مدة قرأت مقابلة مع مطرب خليجي مخضرم، اللقاء أبرز أن المطرب حافظ على حضوره في أوساط الشباب، لكن ما العوامل التي أبقته حاضرا لدى الأجيال الشابة؟ تطرق لعوامل يحرص عليها لنجاحه، كالاهتمام بتسريحة الشعر، والظهور بالكرفتة بدلا من الثوب، لكنه بالطبع لم يذكر عوامل أخرى كعمليات شد الوجه.بغض النظر عن تصرفه، لكني تعجبت من رجل ستيني يغير ويطور لينزل إلى مستوى جيل العشرينيات والثلاثينيات، باختصار عرف كيف يتصدر ليصل لهذه الشريحة.ليت وزراءنا يشدون حيلهم في التواصل مع جمهورهم، ويجرون عمليات شد وجه لوزارتهم، ويصبغون قراراتهم وأفكارهم بكل أنواع المكياج لتناسب الشباب والمجتمع.قفلة:قال أبو البندري غفر الله له: ما أجمل القرآن حينما يريدك أن تتصدر في السير إلى الرب جل جلاله «وَسَارِعُوۤاْ، وسَابِقُوۤاْ، وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُون» إذن سابق وسارع ونافس، إنها الصدارة الحقيقية في عالم الحياة الثائر.

مشاركة :