«حزب الله» لا يترك مهنة إجرامية إلا ويمتهنها، فهو المثال للتنظيمات الإرهابية والإجرامية، ومع ذلك يواصل التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل منحه الغطاء بالتعاون مع الرئيس ميشيل عون، الذي أوصله التحالف مع الحزب إلى رئاسة الجمهورية، وهذا الحزب يقوم بكل أعماله أمام ناظر السلطات اللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية، فالمعابر غير الشرعية منحته حرية الحركة بممارسة عمليات الخطف وتجارتي السلاح والمخدرات، فهذا الحزب بات إمبراطورية الفساد والإرهاب، ونجح في تحويل لبنان إلى بؤرة لتشييد دويلته بكل مؤسساتها وتجارتها وخدماتها. ولا أحد يتحرك لإنقاذ لبنان من المشروع الإيراني.ويكشف هذا التقرير كيف يجني هذا الحزب الأموال الطائلة من تجارته وأعماله غير الشرعية. خطف وقتلتجري العديد من عمليات الخطف في لبنان، وتحديداً في البقاع والجنوب، التي يقف وراءها حزب الله، ضمن جهاز متناسق في سبيل إبرام هذه المهمّات الإجراميّة. ونشطت إبّان الحرب السورية وحدة الأمن الخارجي 910، التي يرأسها «خضر يوسف نادر» المسؤولة عن عملّيات الخطف والقتل بشكل متعاون مع وحدة الأطبّاء 5600، التي من مهامها الرئيسية إجراء عمليات جراحية لاستئصال الأعضاء وتوضيبها في مستشفياتهم الميدانيّة أو المستشفيات الواقعة تحت سيطرتهم، كما تم استغلال الحروب الواقعة في اليمن والعراق بالاشتراك مع ميليشيات الحوثيّين والحشد الشّعبي وميليشيات أخرى.وبرع «حزب الله» في لبنان، بعمليات الخطف والقتل لوحدة «سرايا الأحزاب» المرمّزة بـ 3300، التي تضم أشخاصاً من أحزابٍ حليفة للحزب، ففي البداية كانت تحت إمرة حسين عبدالرضا، ومن ثم تسلم قيادتها «أبو قاسم عيّاد»، وتساعدهم وحدة السرايا اللبنانيّة ذات الرّمز 4000، المقسّمة بطابع مناطقي وقيادات لها شيعيّة تتبع مباشرةً لهاشم صفيّ الدّين، وتضم عناصر من خارج الشّارع الشّيعي.خداع المرضىواستغل «حزب الله» مرض وفقر العديد من المنتسبين إليه، الذين كانوا يرزحون تحت أوجاع أمراضٍ مستعصية العلاج، وتمّ إقناعهم بالسّفر إلى إيران، حيث أجريت إليهم عمليات قيل «إنها لم تنجح»، إلا أن المعلومات المسربة تفيد بأن الحزب قتلهم وباع أعضاءهم إلى ميسوري الحال من الجنسية اللبنانية وغيرها. وبحسب المصادر، فإن هذه العمليات من مهمة المدعو مالك جميل الموسوي شقيق النائب في البرلمان اللبناني عمار الموسوي، الذي يملك شبكة علاقات واسعة مع مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانيّة.وحدة الأطباءتسمى هذه الوحدة «5600» وتساهم إلى جانب أعمال الطّبابة في الحروب والمعاينات في مراكز الرعاية التابعة لـ«حزب الله»، أعمال استئصال الأعضاء من المخطوفين والأموات في المستشفيات والمنبوشين من القبور، ويقوم بهذه المهام أطبّاءٌ محدّدون مختصون بالجراحة العامة، عُرِف من بينهم المدعو «حسن شريم» و«محمد حسين إبراهيم السيد»، نجل رئيس المجلس السياسي في الحزب «إبراهيم أمين السيد».المخدرات والسلاحوتؤكد المصادر أن تجارة السلاح تشكل أحد مصادر تمويل «حزب الله» وأهمها، فمعظم تجار السلاح في لبنان يعملون لصالح الحزب وتحت إشرافه ومراقبته، فهو امتهن هذه التجارة مُذ تأسيسه، حيث يقوم بشراء الأسلحة الفردية المتوسطة الجديدة من خارج لبنان ويمررها عبر المعابر غير الشرعية البحرية والبرية ويساهم بذلك الأحزاب الحليفة له، مقابل تغطيتهم عبر اللجنة الأمنيّة وإعطائهم نسبة جيّدة من الأرباح.وتأتي تجارة المخدرات لتكون أحد أهم أعمال الحزب غير الشرعية، فهو يستثمر في زراعة الحشيش بمنطقة البقاع، ويحتكر الحزب هذه التجارة بشكل كامل في لبنان عبر رجال خارجين على القانون ومعروفين، إضافة إلى خبرته في صناعة الحبوب المخدرة من نوع «كبتاغون»، التي تفيد المصادر بأنه يمتلك مصانع لها، ويستورد أغلب موادها من الصين وبوليفيا، كما أن عناصره المتواجدين في أمريكا اللاتينية، حيث يتمتع بوجود قوي فيها، خاصة في فنزويلا يعملون ضمن عصابات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وحفاظاً على سمعته جنح «حزب الله» إلى استعمال أشخاص مطلوبين لدى القضاء بتهمة الاتجار بالمخدرات، مثل علي زيد إسماعيل، الذي تخلصوا منه لاحقا، إضافةً إلى أن الحزب يمتهن سرقة السيارات، حيث يوعز لهم بسرقة سيارات من نوع محدد ويجلبوها له مقابل مبالغ تضاهي ربع ثمنها، ولا أحد يتعرّض لهم.جريمة منظمةوبالعودة إلى الجرائم، التي برز اسم «حزب الله» فيها، ففي العام 2008، أعلنت السلطات الكولومبية اعتقال شبكة تهريب مخدرات وغسيل أموال على صلة بالحزب، قبل أن يعترف تاجر المخدرات الكولومبي وليد مقلد بعدها بثلاثة أعوام بالتعاون مع الحزب في تجارة «الكوكايين».وفي العام 2009، أعلنت هولندا اعتقال 17 شخصًا يشكلون شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بـ«حزب ا»لله، نقلت نحو 2000 كيلو جرام من الكوكايين بين دول عدة خلال عام واحد وأرسلت الأرباح إلى لبنان. وفي عام 2018 قبضت السلطات الفرنسية على خلية مكونة من 15 عضوا من جماعة «حزب الله» وإحالتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والتآمر.كما أن الحزب وإيران يتعاونان مع عصابات الجريمة المنظمة المكسيكية لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.تجارة الأموالومع تفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية وانهيار سعر صرف الليرة البنانية وفقدان العملة الصعبة استغل الحزب المذكور هذه الفترة ليجني الأموال الطائلة من التجارة بالدولار وتهريبه إلى سوريا، حيث يعاني نظامها أزمة اقتصادية ومالية خانقة، ويعتمد الحزب على الصرافين، فهو يسيطر على شبكة صرافة في الجنوب والبقاع وبيروت، وخلال هذه الأزمة التي يمر بها البلد لجأ الحزب إلى توسيع نشاطه بهذه التجارة وعمد إلى تشغيل أصحاب مهن بسيطة في الشوارع، لقاء منحهم أرباحا بمبالغ زهيدة، في محاولة منه إبعاد الشبهات عنه وتوسيع تجارته ليسيطر على حركة الدولار حتى في أبسط أشكال حركتها. وبعد العقوبات الأمريكية، أقام الحزب تحالفاً مع المدعو جعفر فضل الله نجل محمد حسين فضل الله، حيث بدأ يبيّض لهم الأموال ويساعدهم في إنعاش رئتهم الاقتصادية وتغطية مصاريفهم عبر مؤسساته، التي تشمل المطاعم وجمعيات رعاية الأيتام، مثل مطعم الساحة على طريق المطار ومدارس المبرات والبشائر وغيرها.مطاعم ومتنزهاتويسجل «حزب الله» العديد من المنتجعات والمتنزهات السياحية والمطاعم بأسماء أشخاص من عائلات «شمص»، «قصير» و«صفي الدين»، إضافة إلى الدور الذي يلعبه رجال أعمال ينتمون إلى التيار «الوطني الحر»، وهؤلاء مع جبران باسيل، هم أهم ما يمكن أن يستند عليه حزب الله في تمويل نفسه داخلياً، دون أن ننسى شركات الاستيراد والتصدير وبالذات تلك التي تقيم علاقاتها التجارية مع الصين، وهي أيضاً بأسماء ذات الأشخاص.بناء ومقاولاتوبعد العقوبات على «أرش» و«معمار» و«سلطان خليفة أسعد»، وهي شركات وضعتها الولايات المتحدة على قائمة العقوبات وصنفتها بأنها أدوات لحزب الله، استبدل الحزب هذه الشركات بمقاولين آخرين يقومون بتنفيذ مشاريع الدولة اللبنانية، التي يسيطر على معظمها الحزب، ومنهم على سبيل المثال، صاحب شركة البنيان من آل الحسيني وغالب مراد مالك شركة غالب مراد، وحسين ناصر الدين، وكل هؤلاء هم متعهدون يعتبرون أحد ممولين لـ«حزب الله».
مشاركة :