يواصل الجسر الجوي التركي عبر الطائرات العسكرية نقل الأسلحة والذخائر إلى ليبيا، وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه أنقرة إلى الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق غرب البلاد، بحسب وسائل إعلام ليبية. وكشفت وسائل إعلام ليبية، أمس، عن وصول طائرتي شحن عسكرية تركية إلى قاعدة «الوطية» الجوية التي تسيطر عليها عناصر مسلحة تتبع الجيش التركي، مؤكدة وصول 7 رحلات على مدار الأيام الثلاثة الماضية وسط صمت أممي ودولي. واتفقت اللجنة العسكرية الليبية «5+5» خلال اجتماعاتها في جنيف وغدامس على تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف أي برامج تدريب داخلية أو خارجية سواء للجيش الليبي أو حكومة الوفاق وهو ما لم تلتزم به الأخيرة التي تتلقى تدريبات عسكرية مكثفة وتحشيد في المنطقة الوسطى. بدوره، قال السياسي الليبي فرج ياسين رئيس المجلس المحلي طبرق سابقاً إن توافد السفن والطائرات التركية المحملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لموانئ ومطارات غرب ليبيا من قبل الأتراك تحتم على رئيس البرلمان عقيلة صالح إطلاع الأمم المتحدة وسفراء الدول الغربية على الخروقات التي تقوم بها تركيا. ووصف ياسين في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» ما يجري من اجتماعات للمسارين العسكري والسياسي «مسرحية لكسب الوقت» وإعطاء تركيا فرصة لتكديس السلاح والمرتزقة للالتفاف علي الهلال النفطي، مؤكداً ضرورة مطالبة جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والدول الشقيقة الضغط على المجتمع الدولي للجم ما تقوم به تركيا من تجاوزات وتعديات سافرة. وأشار ياسين إلى أن وقف القتال والإعلان عن هدنة لمنع حدوث صدام في سرت والجفرة تلتزم به قوات الجيش الليبي فقط إلا أن تركيا مستمرة في عملية التحشيد العسكري ونقل الأسلحة عبر طائراتها إلى قاعدة «الوطية»، داعياً قيادة الجيش الليبي وضع حد للتجاوزات التركية والرد على عمليات نقل الأسلحة إلى قاعدة الوطية غرب البلاد. ولفت إلى أن السماح للأتراك بتجميع قواتهم وأسلحتهم في قاعدة «الوطية» أمام مرأى المجتمع الدولي والدول الغربية بصفة خاصة يوحي بتآمر غربي مع الأتراك لصالح أجندة هذه الدول، مشدداً على ضرورة استعداد الجيش الليبي للتصدي لأي تجاوزات أو خروقات تركية. وفي المغرب، بحث أعضاء مجلس النواب الليبي، والمجلس الأعلى للدولة «13+13» في مدينة طنجة، أمس، توحيد الرؤى حول المسارين السياسي والدستوري، بالإضافة إلى تناول نتائج منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس. وفي سياق آخر، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، إن الوضع لا يزال هشًا في ليبيا، على الرغم من التقدم الكبير المحرز في الأشهر الأخيرة خلال المحادثات العسكرية المشتركة، والتمكن من وضع خارطة طريق تقود البلاد إلى الانتخابات. وأضافت، وليامز، خلال ندوة افتراضية بمنتدى حوارات المتوسط الإيطالي «يتعين على المجتمع الدولي ومجلس الأمن دعم الليبيين من خلال تبني نهج مشترك من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا»، مؤكدةً أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به شريطة دعم مجلس الأمن الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لإرادة الليبيين.
مشاركة :