رأت طالبة في كلية الهندسة بجامعة البحرين أن تنمية المرأة البحرينية الشابة لابد أن تقوم على مفهوم احتوائها في مكان مناسب يطلق طاقاتها، وينمي من مهاراتها الحياتية في شتى الأبعاد. ولهذا الهدف صمَّمت الطالبة في برنامج العمارة بالكلية عائشة قراطة "مركز نماء لتنمية مهارات الشابات" الذي يهدف إلى تنمية قدرات ومهارات الفتيات في الفئة العمرية من 18 إلى 30 سنة في مختلف جوانب الحياة. وصُنف مشروع الطالبة قراطة - الذي عُرض مؤخراً في مسابقة ومعرض مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة في جامعة البحرين - ضمن أفضل أحد عشر مشروعاً لفئة بكالوريوس العمارة في نسخة المعرض الأخيرة التي ضمت نحو 100 مشروع في هذا التخصص. وعن منطلق الفكرة، قالت قراطة: "فيما مضى كانت الفتاة تتلقى المهارات وتصل لها الخبرات بطريقة تلقائية طبيعية، إذ أن الأسرة فيما مضى كانت ممتدة وكبيرة، ومع تغير نمط الأسرة، وخروج المرأة إلى سوق العمل، أصبحت الفتيات يفتقدن للكثير من المهارات الحياتية". وتابعت قائلة: "إن المركز الذي صممته يختص بالشابات، ويقدم لهم فرصاً للتعلم، والترفيه، والتدريب، فمن جهة يستطعن ممارسة الرياضة، وتعلم مهارات حرفية وأشغال يديوية، والانضمام لدورات متخصصة في الطبخ أو الخياطة، ومن جهة أخرى يجدن فرصة للترويح عن النفس في مقاهي المركز، وصالاته". ونبهت الطالبة إلى أنه "لا يوجد مركز متخصص من هذا النوع في البحرين، في حين توجد مراكز شبيهة في بعض المناطق مثل إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة". ويتكون المركز، بحسب الطالبة، من: منشآت رياضية، وحمامات سباحة، ومسارح، ومركز لتنمية القدرات، وصالة متعددة الأغراض، بالإضافة إلى مساحات تجارية للخدمات كالمقاهي ونحوها. وافترضت قراطة منطقة قلالي، بالقرب من جزر أمواج، موقعاً للمشروع، مشيرة إلى أن هذه المنطقة تتميز بانخفاض أبنيتها، وذلك يعطي مزيداً من الخصوصية التي روعيت في جميع مكونات التصميم. وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الطالبة عائشة قراطة، إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين في القطاع الخاص. وعن الأسباب التي دعت لجنة التحكيم لاختيار مشروعها من بين أفضل أحد عشر مشروعاً قالت: "أعتقد أن ذلك يعود إلى أن المشروع يستجيب لاحتياجات فعلية في المجتمع، وقد كان واقعياً في تصميمه، ووفر حلولاً معمارية جيدة". وقدمت قراطة شكرها للمشرفة على المشروع عضو هيئة التدريس في قسم العمارة بالكلية مريم الفاضل، معربة عن رضاها عما حققته، وأملها في أن يرى المشروع النور، وأن يجد طريقه إلى التنفيذ، إذ تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 300 شابة. وكانت كلية الهندسة نظمت مسابقة ومعرض مشروعات التخرج لطلبة الكلية للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2014/2015، في يونيو/ حزيران الماضي إذ عرض الطلبة نحو 190 مشروع تخرج. وتعود المشروعات إلى ثمانية برامج أكاديمية، هي: الهندسة المدنية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والعمارة، والتصميم الداخلي. وكان عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين فؤاد محمد الأنصاري دعا طلبة الكلية الذين عرضوا مشروعات تخرجهم إلى التفكير بجدية في تنفيذ تلك المشروعات وتحويلها إلى مشروعات تجارية مدرة، مؤكداً أن الكثير مما عرضه الطلبة يمتلك المقومات للتنفيذ على أرض الواقع بعد التطوير والتحسين. ومما يجدر ذكره أن الطالب يبحث في مقرر مشروع التخرج قضية ترتبط باختصاصه نظرياً وعملياً ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.
مشاركة :