في عصر السرعة والتطور ومواكبة كل ما هو جديد في شتى المجالات التي جعلت دور التربية من أهم الوسائل والطرق التي تبي أفراد وعقول المجتمع في المستقبل فهي الأساس والركيزة التي تعتمد عليها الدول لتواصل مع العالم وترجمة الأهداف والاتجاهات الخاص بها.فالتربية المدرسية هي التي تتم في إطار المؤسسات المدرسية ، حيث ينتظم الطلاب حسب أعمارهم في صفوف ومراحل متعاقبة : المرحلة الابتدائية ، ثم المرحلة المتوسطة ، ثم المرحلة الثانوية ثم مرحلة التعليم العالي . وكل مرحلة تهدف إلى إعداد المتعلمين للمرحلة التي تليها ، ويتسم التعليم هنا بالتنظيم وفق قواعد مقننة في الدراسة والتقويم وممارسة الأنشطة التربوية وغيرها . فالمدرسة بيئة تربوية تزود التلاميذ بالعديد من الخبرات التربوية التي تتم تحت إشرافها لإكساب التلاميذ مجموعة من المعلومات ، والمهارات، والاتجاهات المرغوبة . وهو ما يعرف بالمنهج. وهنا أجد نفسي أمام مجموعة من التساؤلات ما الشيء الذي تعلمته في المدرسة خارج المنهاج المدرسي؟ فكان الرد على التساؤلات: تعلمت التكيف مع الحياة من خلال الآخرين في جماعة في فضاء محدد، كذلك تعلمت كيف أقضي الوقت، أو كيف أحتمل أحكام الآخرين، والحذر من الآخرين ، وأن أتجنب العنف وأدافع عن نفسي، ألا أفقد الكرامة والمكانة، أن أؤدي أدوارا مختلفة في التفاعل مع الآخر، أن أتخفى في قناع وأخفي مشاعري، أن أدرك التباين القائم بين الناس، أن أتخذ موقفا وأدافع عن النفس، أن أنظم الجهد والأفعال وأضبط السلوك، تعلمت كيف أحقق النجاح العملي، كيف أخدع وأعش وأحتال، كيف أعمل وأقدر العمل، كيف أضبط نفسي وأوجه سلوكي دون صراخ، التعاون والتضامن مع الآخر، احترام الآخرين وتقدير الاختلاف القائم بين الناس، تعلمت المداهنة والمدح والإطراء، تعلمت التمرد والثورة، تجاوز الحدود والعادات، تعلمت الصبر والتحمل، أن أكون مطواعا وأن أقوم بأعمال دون رغبة، تعلمت الاستغراق في الجماعة وأن أكون كالآخرين، أن أتعرف على الذات، أن أحلم وأنا في الصف دون أن أتعلم، تعلمت الاختيار بين عدة خيارات، أن أنظم نفسي، أن أجد لنفسي وسطا حياتيا مناسبا، أن أعيش في الغابة، أن أتدبر أمري، التفكير في أنه يتوجب علي أن أكون جيدا، أو أن أكون الفضل، مواجهة المواقف الصعبة والاستمرار في الوجود، أن أحمي نفسي وأدافع عنها، أن أصرخ في لحظات الصمت، أن أكتشف الجمال، الخضوع والامتثال للنظام، أن أقدر نفسي وابخسها حقها، العمل بانتظام، أن أنظم الزمن والوقت، أن أدرك التراتب الاجتماعي، أن أكون مستقلا، أن أمارس اللعب والمراهنة. وتلك هي القائمة التي يبينها التحليل العلمي حول المنهاج الخفي. يعرف بأنه الرسالة التي لا تمحى، وغالباً ما تكون رسالة لا شفهية، فالشخص يأخذ هذه الرسالة من حدث أو تجربة.. رسالة المنهج الخفي قد تكون غير مكتوبة، حيث إن المنهج الخفي يمكن اعتباره نقل الخبرات التعليمية التي يروج لها المدرس والمدرسون من خلال ممارساتهم التي ليست بالضرورة التزامات مكتوبة أو مقصودة. ذلك لابد من الحرص على تنمية الوازع الديني القائم على الوسطية لدى الطلاب ليشكل لديهم المعيار الذي على أساسه يضبط الطالب سلوكه وضرورة القيام بدورات تدريبية للمعلمين لتوعيتهم بخطورة المنهج الخفي حيث لو أهمل أو تجاهل المعلم السلوكيات الحسنة وتركيزه على السلبيات في شخصيته التي تنقل لطالب بشكل غير مباشر وتؤثر في إرباك التعليم وبتالي توجه الطلاب لهدم المجتمع والتخريب لذلك لابد من المتابعة الدائمة والحرص على اكساب الطالب المهارات والثقافة التي تطورهم في بناء أنفسهم ومجتمعهم بطرق آمنة وهادفة وتتماشى مع المناهج التعليمي
مشاركة :