في أمسية شتائية الملامح، غنائية الحضور، جمعت البحر بالنخل، والسهل بالجبل، نظّم نادي الباحة الأدبي أمسية شعرية جمعت كل من الشعراء إبراهيم الوافي (السعودية)، وسارة الزين (لبنان)، وحسن الصلهبي (السعودية)، وأسيل سقلاوي (لبنان)، وأدارها بتميز واقتدار الشاعر خالد قمّاش ، وذلك عبر تطبيق زووم الالكتروني. الأمسية التي قُسمت على ثلاث جولات وحضرها أكثر من 100 مشاهد ما بين شعراء ونقاد ومهتمين بدأت بتعريف عن كل شاعر وشاعرة، ثم أخذ كل مشارك دوره في تلاوة تراتيله الشعرية. الشاعر إبراهيم الوافي الذي تشظى بين اقترافه الجميل للشعر وكتابته للرواية كان متجلياً في هذه الأمسية شعريًا، حيث قرأ عدة نصوص منها (ما قالته العزلة، يوحى إلي، رهين المكتبين، في ظلال الجنون) والتي تراوحت بين التفعيلة والعمودي، لتأتي الشاعرة سارة الزين (في رثاء أنيق) لتبذر الشعر قمحاً، وتزرع الليل صبحاً، بقصائدها الغارقة في أنوثةٍ ناضجة، يظهرُ فيها بصمة المرأة العربية الشامخة من ظلام الاستبداد (حتى مطلع الشعر ) ! وفي ذات الجولة ومن (شهوة النار) وعلى (أجنحة الحلم) جاء الشاعر حسن الصلهبي من جازان الإبداع ، وجنوب الروح، ينثر نصوصه الراعفة، وجراحه النازفة، جمالاً و كبرياءً، بدءا بـ (سديم الأفك ) مرورا بـ (غيمة البرتقال) وانتهاءً بشموخ الأرض في قصيدته الوطنية، لتختتم الشاعرة أسيل السقلاوي ومن خلال (نافذة على شوقي) هذه الجولة ببوح روحها وقصائد بوحها، والتي أظهرت فيها مسرحة لافتة لنصوصها المتميزة (رسالة ممن الخنساء) و (خطيئتي الشعر )، ثم توالت جولتين شعريتين وسط تفاعل الحضور من خلال المحادثات والتعليقات التي كانت حاضرة في فضاء هذا التطبيق الافتراضي البهيج. من جهته أوضح الشاعر حسن الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي الثقافي أن النادي أول من كسر حاجز الصمت في أزمة كورونا، حيث أطلق (في يوم الشعر العالمي 2020م) هاشتاقا بعنوان “كورونا والشعر” على حسابه في تويتر، ودعا من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل جميع الشعراء والشاعرات في جميع بلدان العالم للمشاركة في هذا الهاشتاق، مضيفاً أن هذه الفكرة وجدت إقبالًا كبيرًا من الشعراء والشاعرات من داخل الوطن وخارجه، بعد أن بدأت المشاركات الشعرية تتزايد يوما بعد يوم، ومازالت وسوف تجمع مادته وسيصدرها النادي – ضمن ما يسمى بأدب الكوارث – في كتاب تحت مسمى (الشعر في زمن الكورونا). وعن الفعاليات الأسبوعية للنادي قال الزهراني : مازال النادي مستمراً في إقامة الفعاليات في جميع الفنون الثقافية ما بين أمسيات شعرية وسردية ونقدية وفكرية ومسرحية ، كما أقام النادي ملتقى المسرح العربي بمشاركة عربية وأقام أيضا مهرجان الشعر الثالث تحت عنوان ( إلا رسول الله) بمشاركة ٤٣ شاعرًا وشاعرة من أنحاء الوطن العربي وكذلك مسابقة البراعم في اليوم الوطني بعنوان قلوب تغرد للوطن. مالم يقله الشعرُ للشعراءِ : كانت أمسية اجتمع فيها الشعر بتحولاته وأشكاله ساعة ونصف من الدهشة .. ستظل دقائقها المفعمة بالجمال عالقة في ذاكرتي .. وسأظل ممتنا لنادي الباحة ممثلا بالصديق الشاعر حسن الزهراني الذي عودنا دائما على ان يكون الشجرة التي تجتمع فيها عصافير الشعر .الشاعر : إبراهيم الوافي في أمسيةٌ من دفءٍ وضوءٍ وشعرٍ..جمعنا الشاعر الرفيع حسن الزهراني على الحرف الجميل، والشعر العالي والحرارة التي تنقّلت بشغفٍ لتحيي الجماد والبلاد المثقلة بالتعب والشتات..تميّزت بتقديم الأديب الأريب والشاعر المتألق الذي كان حاضرًا بقوة ارتجاله ولباقة تقديمه وتنسيقه، ثمّ ازدانت بنخبة من الشعراء الرائعين، بورك النادي الذي يحتفي بالشعر في زمن ضياع الهوية وانحدار الكلمة.الشاعرة : سارة الزين سعدت كثيرا بمشاركتي في الأمسية الشعرية ولعلها من الأمسيات التي ستخلد في الذاكرة حيث هطل الشعر على قلوبنا مطرا هائنا، قرأت بعض النصوص من تجاربي الشعرية القديمة والجديدة.الشاعر : حسن الصلهبي أمسية عرجت بنا إلى سماوات الدهشة والجمال .. كل ما فيها كان ينطق شعرا وسحرا.. الشعراء التقديم الحضور التفاعل التنظيم.. وكأننا أمام أوركسترا متكاملة تضج بالفرح والحياة وتستنطق الصمت اللذيذ وتستفز المخيّلة المطلقة ..شعرت وكأن الشاشة أمامي تتراقص طربا على خطى أنفاس الشعراء وتأملاتهم اللا- حدود لها .. أنا حقيقة تشرفت كثيرا بأني كنت جزءا من هذا العزف السماوي الذي تآلف فيه البحر مع الصحراء والجبل مع الساحل.الشاعرة : أسيل السقلاوي
مشاركة :