السعوديون يوثقون تاريخ البشرية بأقدم وجود بشري على الجزيرة العربية

  • 12/2/2020
  • 17:33
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باكتشاف تلو الآخر، كتبت المملكة تاريخ البشرية، إثر سلسلة من الاكتشافات الأثرية المتتالية، كان آخرها إعلان هيئة التراث آثار أقدام لبشر وحيوانات مفترسة تعود إلى أكثر من 120 ألف عام، تمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية. هذا الاكتشاف الفريد، دفع الصحف العالمية إلى إبرازه وتحليل ثناياه وتفاصيله، ومقارنته بمكتشفات مشابهة، تفسر أين عاش الإنسان قبل آلاف الأعوام، وتكتب تاريخا علميا لم يكن معروفا، تلقي "الاقتصادية" عليه الضوء، مع سلسلة من أبرز الكشوفات الأثرية. سبعة أشخاص آخر ما تم الكشف عنه، آثار أقدام بشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك، يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف عام من الآن، كشف عنها الدكتور جاسر بن سليمان الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث في مؤتمر صحافي عقد أخيرا، لكن أحاديث المؤرخين وردود فعلهم لا تزال تتوالى حتى اليوم. فالاكتشاف الجديد لفت أنظار الصحافة العالمية، وقارنته باكتشافات مماثلة في مناطق أخرى من العالم، مثل تقرير صحيفة "ديلي ميل" التي نشرت خريطة تاريخية، كتبت عليها إن إنسان الجزيرة العربية يشابه في أقدميته تاريخ وجود البشر في إفريقيا، التي قدرها علماء بين 110 إلى 130 ألف عام، فيما كان في أستراليا قبل 50 ألف عام، وفي أوروبا قبل 45 ألف عام، وفي شمال آسيا قبل 20 ألف عام، وقبل 15 ألف عام كان في أمريكا الشمالية، بحسب أقدم الآثار المكتشفة في كل منطقة. وعودة إلى المؤتمر الصحافي، فقد اكتشف فريق سعودي دولي مشترك آثار أقدام بشرية لسبعة أشخاص، وآثارا لحوافر جمال وفيلة، وحيوانات من فصيلتي الوعول والبقريات، إضافة إلى نحو 233 أحفورة، تمثل بقايا عظمية للفيلة والمها، تقدم في مجملها لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان إلى هذه البقعة من العالم. الجزيرة العربية جذابة للبشر وصفت صحيفة "ديلي ميل" الاكتشاف السعودي الأخير بالحاسم والمهم، وكتبت إن منطقة الجزيرة العربية حاسمة في هجرة الإنسان إلى إفريقيا وبقية العالم، كما أن الأحافير المكتشفة ومنها 44 أثرا للفيلة، و107 آثار لأقدام الإبل، تشير إلى أن البحيرة كانت تروي هذه الكائنات. ويذكر مايكل بيتراجليا من معهد "ماكس بلانك" أن وجود الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة وأفراس النهر قرب الأراضي العشبية المفتوحة والموارد المائية الكبيرة، سببه أن شمال شبه الجزيرة العربية كان مكانا جذابا بشكل خاص للبشر الذين ينتقلون بين إفريقيا وأوراسيا، ويقول البروفيسور إيان كاندي "إن هذه الفترة الزمنية هي لحظة مهمة في عصور ما قبل التاريخ البشري". ورغم أن شبه الجزيرة العربية حاليا تحتضن صحراء شاسعة، إلا أن الأبحاث التي أجريت على مدار العقد الماضي أظهرت أن هذا لم يكن الحال دائما. وكانت دراسات أخرى، ذكر نتائجها نادي الصقور السعودي على موقعه الإلكتروني، وثقت أن جزيرة العرب عرفت الصيد بالصقور منذ آلاف الأعوام، إذ توثق النقوش معرفة العرب بالصقور منذ ما يزيد على تسعة آلاف عام قبل الميلاد، أي قبل آلاف الأعوام من الأسطورة المنسوبة إلى الحارث الكندي وما ينسب إلى الملك الآشوري صارغون الثاني، ما يعني أن جملة كبيرة من الكائنات استأنست العيش في الجزيرة العربية مع الإنسان. مقابر مذكورة في القرآن الكريم قبل ثلاثة أعوام من اليوم، اكتشف علماء آثار نحو 400 هيكل حجري غامض يعود تاريخها إلى آلاف الأعوام في السعودية، إلى جانب عدد قليل من التشكيلات الشبيهة بالجدران الحجرية، التي أطلق عليها علماء الآثار اسم "البوابات". ولم يبت العلماء في عمر هذه الآثار بشكل دقيق، لكن اللافت أنهم وجدوا هذه البوابات عبر صور الأقمار الصناعية، من خلال تطبيق "جوجل إيرث" الشهير. وحولها كتب ديفيد كينيدي، الأستاذ في جامعة غرب أستراليا، ورقة بحثية نشرت في مجلة علم الآثار العربية بأن البوابات مصنوعة من الحجر، ويبدو أقدم الهياكل التي صنعها الإنسان ضمن الطبيعة الخارجية، ويبلغ ارتفاع أصغر البوابات نحو 13 مترا، في حين يبلغ طول أكبرها حجما 518 مترا، معظمها مستطيلة الشكل. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد ذكرت أن كيندي أمضى أكثر من عشرة أعوام يبحث عبر حاسوبه الشخصي عن الهياكل الحجرية الأثرية الغامضة المنتشرة في الصحراء السعودية، من خلال برنامج "جوجل إيرث"، وحدد مواقع تعود إلى آلاف الأعوام، لكن الآثاري السعودي الدكتور علي الغبان قال "إنها معروفة منذ 40 عاما"، وأكد في حديث صحافي أن تاريخ هذه المنشآت يعود إلى فترة العصر الحجري الحديث المتأخر، منذ نحو ثمانية آلاف عام، لكن الأغلبية العظمى منها ترجع إلى العصر البرونزي، أي منذ خمسة آلاف عام، مشيرا إلى أن معظم هذه المنشآت الحجرية مقابر لأشخاص تأخذ أشكالا متعددة، إما دائرة وتمتد منها مذنبات، أو أشكال مستطيلة أو مربعة، وأحيانا تمتد إلى مسافات طويلة جدا بحسب المكانة الاجتماعية ومستوى ثراء الشخص الذي دفن في هذا المدفن، وقد ذكرت أيضا في القرآن الكريم، لأنها انتشرت عند قوم عاد الذين عاشوا في الألف الثالث قبل الميلاد. وكانت تكهنات قد أشارت إلى أن هذه الأحجار كانت لمعرفة الاتجاهات، فيما فسرها علماء بأنها مقابر، وآخرون قالوا إنها مصائد صحراوية أو محاجر حيوانية. إصبع عمرها 85 ألف عام لا يمضي عام دون أن يفاجئنا الآثاريون باكتشافات سعودية جديدة، في عام 2018 نشرت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" تقريرا حول اكتشاف آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود، يعود عمرها إلى نحو 85 ألف عام، قال عنها الأمير سلطان بن سلمان - رئيس هيئة السياحة آنذاك - "إنها تتزامن مع أحفورة إصبع إنسان عثر عليها أخيرا بالقرب من موقع الوسطى في محافظة تيماء يعود عمرها إلى 85 ألف عام، ويرجح أنها لشخص من أوائل المهاجرين في العصر الحديث إلى الجزيرة العربية يعتقد أنه وصل إليها عبر صحراء النفود، التي كانت آنذاك مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات والمياه العذبة". هذه الاكتشافات المهمة أبرزت المكانة التاريخية للمملكة وعمقها الحضاري، وكونها مهدا لبدايات الحضارات الإنسانية، حيث كشفت الدراسات أدلة على وجود مئات البحيرات، والأنهار، والغابات في أنحاء الجزيرة، نشأ حولها كثير من الحضارات المتعاقبة والمؤثرة في مسيرة البشرية.

مشاركة :