حددت الأمم المتحدة ٢٥ نوفمبر من كل عام يومًا عالميًّا للقضاء على العنف ضد المرأة بهدف وقف الانتهاكات التي تتعرَّض لها النساء ورفع الوعي حولها، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "لون العالم برتقاليًّا: جيل المساواة ضد جرائم الاغتصاب".ويُعرِّف إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادر في عام ١٩٩٣، العنف ضد المرأة بأنَّه "أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوقها الإنسانية وعقبة كبيرة في طريق تطورها بمختلف مجالات الحياة، كما يؤثِّر سلبًا على صحتها وطموحها وقدرتها على المشاركة بفاعلية في المجتمع. وتؤثِّر النتائج السلبية المترتبة عن العنف ضد المرأة والفتاة على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في مختلف مراحل حياتهن.وترى الأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة لا يزال يشكل حاجزًا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة.وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنَّ واحدة من كل ٣ نساء تتعرَّض للعنف الجسدي أو الجنسي، كما تزوَّجت نحو ٧٥٠ مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم قبل بلوغهن سن الـ ١٨.يجدر الإشارة إلى أنه منذ اندلاع جائحة كوفيد - ١٩، أظهرت البيانات والتقارير المستجدة التي قدمها العاملون والعاملات الموجودون في الخطوط الأمامية زيادة في جميع أنواع العنف ضد المرأة والفتاة وبخاصة العنف المنزلي.ومن منطلق الدور التنموي والمسئولية المجتمعية للكنيسة القبطية، أطلقت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية والتي تمثل الذراع التنموية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية "١٦ يوم" لمناهضة العنف ضد المرأة للعام ٢٠٢٠ تتضمن الحملة الأنشطة والفعاليات الآتية:إطلاق الكنيسة القبطية برعاية قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيه وثيقة توضح موقف الكنيسة المناهض لختان الإناث باعتباره شكلًا من أشكال العنف الموجه ضد المرأة والفتاة، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة والإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠.ورش عمل ولقاءات تدريبية للقيادات الدينية (قساوسة وخدام) بهدف بناء قدراتهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات للتعامل مع قضايا العنف ضد المرأة في مجتمعاتهم والعوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي.الأنشطة التوعوية وذلك عبر اللقاءات المباشرة لرفع الوعي للمواطنين بشكل عام وذوي الإعاقة بشكل خاص بالمجتمعات المحلية (مع مراعاة التدابير الاحترازية اللازمة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد"١٩)، أو عن طريق الإنترنت بعدد ١٠ محافظات بعقد حملات توعوية تحت شعار (اتركني كما خلقني الله - أنا إنسانة وليا كيان مستحيل أقبل الختان) وجاء هذا الشعار للإشارة إلى ترك الفتاة بدون تشويه سواءً تشويه جسدي أو نفسي أو بأي من الأشكال المرتبطة بالعنف.ورش أعمال فنية بقيادة الفتيات أنفسهن وتصميم مجموعة من الأعمال الفنية الهادفة لمناهضة العنف ضد المرأة خاصة الموروثات والأمثال الشعبية التي تتضمن كلمات تحث على العنف ضد المرأة وغيرها. تضمنت الرسائل: "معًا.. من أجل مجتمع خالٍ من العنف"، “يا جايبة البنات يا فرحانة للممات"... إلختنظيم جلسات دعم نفسي للفتيات والسيدات اللاتي تعانين من العنف بهدف تقديم الدعم والإرشاد لتجاوز الأضرار النفسية والاجتماعية كنتيجة للعنف الذي يتعرضن له.توزيع الرسائل والمطبوعات التي تحض على المقاومة والصمود في وجه العنف، وتعبر عن رؤية لعالم خالٍ من الخوف من التحرش الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وسوء المعاملة.حملات توعية للشباب والذكور بهدف تشجيعهم وتمكينهم من تحمل مسؤولياتهم في مكافحة الممارسات الضارة والعنف القائم على النوع الاجتماعي خاصة التحرش والزواج المبكر، تستخدم الحملات بعض الشعارات مثل: أنت لست وحدك، المرأة أمانة ولم تخلق للإهانة، الرجولة الحقيقية أن تحميها.
مشاركة :