جائحة «كوفيد - 19» يمكن أن تقلل من سفر رجال الأعمال بنسبة 36 ٪ للأبد

  • 12/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لو انتشرت لقاحات «كوفيد - 19» على نطاق واسع، فمن المحتمل أن يتغيّر سفر رجال الأعمال بسبب الوباء للأبد، حيث تم تخفيض ميزانيات السفر إلى حد كبير، وستظل بعض الاجتماعات بشكل افتراضي، وقد يتم إعاقة بعض المؤتمرات والاتفاقيات.ولكن إلى أي مدى قد يتعرض سفر رجال الأعمال للتقلص بسبب الوباء؟ تعتبر إجابة هذا السؤال مهمة ليس فقط لشركات الطيران وموظفيها ولكن أيضًا لعملائهم من المسافرين. وذلك لأن الأسعار المرتفعة التي يدفعها عملاء الشركات تدعم في الواقع الأسعار الرخيصة لقضاء الإجازات، حيث تسدد مقاعد رجال الأعمال التكلفة الأكبر من كل رحلة. والأكثر من ذلك، يعني انخفاض رحلات العمل أن تقوم شركات الطيران بجدولة رحلات جوية أقل على مسارات الأعمال، مثل الرحلات إلى نيويورك وشيكاغو ولندن وطوكيو. وهذا يعني أيضًا وجود مقاعد أقل للمسافرين بغرض الترفيه.واختلفت الآراء في صناعة الطيران بين الرؤساء التنفيذيين لشركة «أمريكان آيرلاينز» و»دلتا آيرلاينز» و»يونايتد أيرلاينز» بشأن مدى التغيير الدائم الذي سيحدث في القطاع، حيث قالوا جميعًا إن رحلات العمل ستعود بالكامل، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات، وذلك على عكس رأي بعض المراقبين الآخرين مثل بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، الذي اقترح مؤخرًا أن نصف نسبة سفر رجال الأعمال لن تعود أبدًا.وبغض النظر عن التوقعات المختلفة، تشير البيانات إلى احتمال ضياع ما بين 19٪ و36٪ من نسبة سفر رجال الأعمال في جميع الرحلات الجوية، بناءً على تحليل سفر الأعمال الذي عمل عليه محرر صحيفة وول ستريت مع ثلاثة خبراء في صناعة الطيران.ويقول جاي سورنسن، رئيس شركة أيديا ووركس، وهي شركة استشارية لصناعة الطيران وعضو في مجموعة تحليلات وول ستريت: «لقد دمرت التجارة الإلكترونية تجارة التجزئة، وأعتقد أن قطاع الطيران تضرر بنفس القدر». ومن المحللين الآخرين الذين تعاونوا مع فريق وول ستريت التحليلي، ويتوقعون نتيجة مماثلة هو «بن بالدانزا»، الرئيس التنفيذي السابق لشركة سبيريت آيرلاينز وعضو مجلس إدارة حالي في شركة جيت بلو، والمدافع عن حقوق المستهلكين تشارلي ليوتشا، رئيس منظمة ترافيلرز يونايتد، وهي منظمة للدفاع عن الركاب.وبدأت مجموعة وول ستريت التحليلية الاجتماع أسبوعيًا عبر الإنترنت عندما بدأ الوباء. وقارنت الملاحظات في الرحلات المختلفة، والكساد المفاجئ في صناعة السفر. وأصبحوا محبطين بسبب عدم وجود بيانات جيدة حول كيفية تأثير جائحة كوفيد-19 على شركات الطيران والسفر.ويقول محرر وول ستريت: «قمنا بتجميع بيانات عن رحلات العمل من مصادر مختلفة، وقمنا بتقسيم السوق حسب أغراض السفر، مثل المبيعات أو الدعم الفني أو المؤتمرات والمعارض التجارية». وأضاف: «هذه ليست الطريقة التي يتم بها قياس السوق عادة. تبحث معظم البيانات المتعلقة بسفر رجال الأعمال من صانعي السيارات أو الجامعات أو الصناعات الأخرى، وإنفاقهم على الرحلات».وقامت المجموعة بتقدير النسبة المئوية الدنيا والقصوى للرحلات التي قد تفقدها الصناعة في كل فئة. وتم جمع المعلومات من بعض الفئات بسهولة أكثر من غيرها.ومن المرجّح أن تعود المبيعات بالكامل والاجتماعات الشخصية في بعض القطاعات، بسبب الطبيعة التنافسية للأعمال في تلك القطاعات. لكن الدورات التدريبية الداخلية للشركة يمكن أن تصبح افتراضية وليست شخصية، وسيتم تقليل رحلات السفر فيها.أيضًا تم جمع تقديرات الرحلات المفقودة في حصة رحلات العمل في كل فئة من فئات التحليل السبع، والخروج بتقدير إجمالي للرحلات المفقودة، وكانت نسبة هذه الرحلات المفقودة تتراوح بين 19٪ و36٪.ويعتبر السفر بغرض العمل ذا تأثير غير متساوٍ على شركات الطيران، فعادةً ما يمثل أعلى 10٪ إلى 15٪ من العملاء في شركات الطيران العالمية حوالي 40٪ من الإيرادات.بشكل عام، يقدّر بنك أوف أمريكا أن رحلات العمل ساهمت بمبلغ 334 مليار دولار في إيرادات صناعة السفر بأكملها والتي بلغت 1.1 تريليون دولار العام الماضي.وعادةً ما يفكر الناس في السفر بغرض العمل لتحقيق مبيعات جديدة لأعمالهم، حيث يجتمعون مع العملاء الحاليين ويتابعون عملاء جددًا، كما يكون منهم فئة الأشخاص الذين يحضرون المؤتمرات والمعارض التجارية. لكن هذا بعيد كل البعد عن الصورة الكاملة الموجودة حاليًا في القطاع.ويمكن تصنيف حوالي 25٪ من رجال الأعمال المسافرين كعملاء مبيعات وتأمين، وفقًا لأبحاث مجموعة وول ستريت البحثية، و20٪ أخرى للمؤتمرات والمعارض التجارية. وهناك فئة أخرى يطلق عليها اسم «مسافرو الخدمات الاحترافية»، والتي تتضمن العمل القانوني والاستشاري، بالإضافة إلى البحث، وستحصل على حوالي ثلثي سوق سفر رجال الأعمال.وبعد الجمع بين البيانات من مصادر مختلفة واستطلاعات الرأي من جميع أنحاء العالم، وجدنا أن بعض الفئات في سفر رجال الأعمال تحتاج إلى تحسين. فحوالي 20٪ منها، على سبيل المثال، مخصصة للاجتماعات والتدريب داخل الشركة - وهي فئة يمكن استبدالها بجلسات عبر الإنترنت. بلغ إجمالي السفر جوًا إلى العمل حوالي 5٪ من إجمالي رحلات العمل في الماضي. وبعد الجائحة، يمكن الحد من ذلك من خلال العمل عن بُعد. وفي كلتا الفئتين، قدّرت مجموعة وول ستريت التحليلية أنه سيتم استبدال 40٪ على الأقل من سفر رجال الأعمال باستخدام التكنولوجيا والاجتماعات الافتراضية، ويمكن أن تصل النسبة إلى 60٪ خلال ذروة انتشار الوباء.في الطرف الآخر من مقياسنا، قدّرنا أن الخسارة في رحلات العمل بغرض المبيعات ستكون بين صفر و20٪ فقط. ومن المحتمل أن تعود الاتفاقيات والعروض التجارية إلى نشاطها المعتاد قريبًا؛ لأنه يُنظر إليها على أنها طرق فعّالة لمقابلة العملاء، وتنشيط الأعمال وتتبع المنافسين. ولكن ستكون هناك خسائر أكبر في فئات مثل الدعم الفني، حيث يمكن استبدال الرحلات بزيارات افتراضية للخبراء في مواقع العمل فقط.أيضًا قمنا بفحص النتائج التي توصلنا إليها من خلال لقاء أشخاص في القطاع، مثل المديرين التنفيذيين لشركات الطيران والجمعيات التجارية الأمريكية والدولية، ووكالات السفر الخاصة بالشركات. وأدت ملاحظاتهم إلى بعض التحسين في الفئات ودعم نتائجنا. ولكن السيناريو الأسوأ هو خسارة أكثر من ثلث جميع رحلات العمل. ومن شأن هذا السيناريو أن يُعيد تشكيل قطاع السفر الجوي بشكل كبير. ويقول بالدانزا: «هذا رقم ضخم». وأضاف: «إذا خسرنا 36٪ من هذا القطاع حقًا، فستكون هذه مشكلة رئيسية كبيرة لصناعة الطيران في الولايات المتحدة، ومع ذلك فهذا رقم يمكن أن يحدث بالنسبة لنا».وتعتمد شركات الطيران الأمريكية مثل أمريكان آيرلاينز ودلتا ويونايتد، وشركات الطيران غير الأمريكية مثل: لوفتهانزا والخطوط الجوية البريطانية والسنغافورية على المسافرين من رجال الأعمال بشكل أساسي.وهذا يمكن أن يؤثر على قدراتهم، وكيفية تصميمهم للجداول، وكيفية تكوين الطائرات وكل شيء من صالات المطار الفخمة إلى الاستثمارات الكبرى في المحطات الجديدة الفاخرة. إضافة إلى برامج رحلات الطيران المتكررة، التي تم تصميمها لنيل رضا العملاء ذوي الدخل المرتفع.ومن الجانب الأول، يقول بعض المديرين التنفيذيين في شركات الطيران أن التكنولوجيا قد تحفز المزيد من رحلات العمل، ولن تجعلها أقل. فكلما كان من الأسهل إجراء اتصالات في عالم الأعمال، زاد سبب وجود أشخاص للقاء أشخاص.ولكن على الجانب المناقض، يقول آخرون أن الأمر مختلف هذه المرة، حيث أصبحت تقنية الفيديو متوافرة على جميع أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف لدينا، ونحن الآن مدربون جيدًا وفعّالون عليها. لذا سيكون من الأسهل التحدث مع عميل عبر الإنترنت بدلًا من القيام برحلة لمدة يومين لحضور اجتماع لمدة ساعة.ووجدت دراسة استقصائية عالمية في أوائل أكتوبر الماضي قامت بها شركة الاستشارات أوليفر وايمان، أن 43٪ من المسافرين من رجال الأعمال قالوا إنه بعد وباء كوفيد-19، سيكون سفرهم للعمل أقل من المعدل الطبيعي. وكان هذا أعلى من نسبة 27٪ الذين قالوا في مايو إنهم يعتقدون أن سفرهم لأغراض العمل سينخفض بعد الوباء.وقال بعض الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى بالفعل إن بعض السمات التي ظهرت أثناء الوباء ستستمر، مثل خفض الإنفاق على السفر. وللتغلب على فقدان رحلات رجال الأعمال، ستحاول شركات الطيران الكبرى بلا شك رفع أسعار التذاكر للمسافرين بغرض الترفيه لتعويض انخفاض الإيرادات. لكن هذا قد يكون صعبًا، حيث تمثل شركات الطيران منخفضة التكلفة حوالي 20٪ من قدرة شركات الطيران الأمريكية، ويمكن أن تجبر شركات الطيران على الالتزام بنفس مستوى الأسعار المنخفضة. أيضًا، يجب ألا ننسى أن الكثير من السفر الترفيهي يرجع لقرارات الشخص نفسه وإذا كانت الرحلة باهظة الثمن، فلن يذهب الكثير من الناس.ويقول بالدانزا إن هذا يعني أن شركات الطيران الكبرى ستضطر إلى خفض التكاليف حتى تظل مربحة. وأضاف: «إذا قمت ببناء شركة الطيران بأكملها لجذب رجال الأعمال فقط، وهذا لم يعُد موجودًا، فقد تضطر إلى خفض التكاليف في الشركة».ويضيف إنه يأمل ألا يحدث ذلك، واختتم: «آمل أن تكون اللقاحات فعّالة، وفي غضون 12 شهرًا فقط يعود العالم إلى حياته الطبيعية إلى حد ما، وأن يقرّر كل من أضرب عن الطيران أثناء الوباء العودة مجددًا للسفر».«يدر أعلى ٪10 إلى ٪15 من العملاء في شركات الطيران العالمية حوالي 40 ٪ من الإيرادات»حتى«يقدر بنك أوف أمريكا أن رحلات العمل ساهمت بمبلغ 334 مليار دولار في إيرادات صناعة السفر بأكملها، والتي بلغت 1.1 تريليون دولار العام الماضي»«يمكن تصنيف حوالي 25 ٪ من رجال الأعمال المسافرين كعملاء مبيعات وتأمين، وفقا لأبحاث مجموعة وول ستريت البحثية، و٪20 أخرى للمؤتمرات والمعارض التجارية»«سيتم استبدال 40 ٪ على الأقل من سفر رجال الأعمال باستخدام التكنولوجيا والاجتماعات الافتراضية، ويمكن أن تصل النسبة إلى ٪60 خلال ذروة انتشار الوباء»

مشاركة :