أصبحت بريطانيا، يوم الأربعاء، أول دولة غربية تقر لقاحا ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)، متقدمة على الولايات المتحدة وأوروبا، بعد أن أجازت هيئتها الرقابية في وقت قياسي لقاحا طورته شركتا ”فايزر وبيونتك“ للاستخدام في حالات الطوارئ. وأصدرت الشركتان، ومنافستهما ”مودرنا“، بيانات نتائج تجارب تُظهر أن فعالية لقاحيهما في منع الإصابة تقدر بنسبة 95%، في حين قالت أسترازينيكا الشهر الماضي، إن لقاحها فعال بنسبة 70 % في المتوسط. متى ستطرح الشركات اللقاحات؟ بدأت ”فايزر“ و“مودرنا“ و“أسترازينيكا“ بالفعل في إنتاج لقاحاتها، وسيطرح لقاح ”فايزر-بيونتك“ اعتبارا من أوائل الأسبوع المقبل في بريطانيا. وقالت ”فايزر“ إنها سيتوفر لها هذا العام ما يكفي لتحصين 25 مليون شخص، وسيكون لدى ”مودرنا“ ما يكفي عشرة ملايين ولدى ”أسترازينيكا“ ما يكفي أكثر من مئة مليون. وستدير وزارة الدفاع الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها التوزيع في الولايات المتحدة، ومن المتوقع تحصين نحو 20 مليونا بحلول نهاية هذا العام. وفي الاتحاد الأوروبي، يرجع الأمر لكل دولة على حدة في توزيع اللقاحات على شعبها. من سيحصل على اللقاح الموافق عليه أولا في الولايات المتحدة ومتى؟ بناءً على تصريح من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، قالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: إن 21 مليون شخص يعملون بقطاع الرعاية الصحية، وثلاثة ملايين يقيمون لفترات طويلة في المنشآت الطبية، سيكونون أول من يتلقى اللقاح. وستجتمع إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري، لبحث ما إذا كانت ستوصي باستخدام لقاح ”فايزر-بيونتك“ في حالات الطوارئ. وستكون الفئة التالية في تلقي الأمصال هي العمال الأساسيون، وهم نحو 87 مليونا يقومون بالوظائف الحيوية التي لا يمكن القيام بها من المنزل، ويشمل ذلك رجال الإطفاء والشرطة والعاملين بالمدارس والمواصلات، وفي مجالات الأغذية والزراعة والخدمات الغذائية. والفئة التي تلي ستكون نحو مئة مليون من البالغين الذين يعانون من أمراض تجعلهم أكثر عرضة للإصابة، ونحو 53 مليونا تزيد أعمارهم على 65 عاما، ويعتبرون كذلك من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض شديد. وقال مسؤولو الصحة العامة الأمريكيون: إن اللقاحات ستكون متوفرة لأغلب الأمريكيين في الصيدليات والعيادات ومكاتب الأطباء اعتبارا من نيسان/أبريل، بحيث يكون بإمكان كل من يريد جرعة أخذها بنهاية يونيو حزيران. ولم يتضح متى سيتاح اللقاح للأطفال. وبدأت ”فايزر وبيونتك“ تجربة لقاحهما على متطوعين صغار، منهم من يبلغ من العمر 12 عاما. متى سيتاح اللقاح في دول أخرى؟ يمكن لبريطانيا أن تبدأ في طرح لقاح فايزر-بيونتك هذا الشهر. وطلبت البلاد بالفعل 40 مليون جرعة؛ أي ما يكفي أقل من ثلث السكان. وسيكون سكان دور رعاية المسنين ومن يقومون على رعايتهم من أوائل من سيتلقون اللقاح، يليهم من تزيد أعمارهم على 80 عاما، والعاملون بالصفوف الأولى في الرعاية الصحية. وتُجري دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وأستراليا عمليات سريعة لإجازة لقاحات. وقالت هيئة الرقابة على الأدوية في الاتحاد الأوروبي إنها قد تعطي موافقات تسويقية مشروطة للقاح فايزر بحلول 29 كانون الأول/ديسمبر، وستتخذ قرارا بخصوص لقاح مودرنا بحلول 12 يناير كانون الثاني. وقالت أغلب دول المنطقة: إن اللقاحات ستصل أولا لكبار السن، والأكثر عرضة للإصابة، والعاملين في الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تذهب أغلب جرعات لقاح أسترازينيكا هذا العام لبريطانيا، حيث قال مسؤولو الصحة إنه إذا أجيز سيشرعون في تحصين الناس في شهر كانون الأول/ديسمبر. وتقول الدول إنها تشتري اللقاحات عن طريق خطة المشتريات المشتركة للمفوضية الأوروبية، التي أبرمت صفقات على ست لقاحات مختلفة، ونحو ملياري جرعة. وتختلف الجداول الزمنية للتوزيع، ولا تزال معظم البلدان تضع خططا لتوزيع وإدارة الجرعات. فإيطاليا تتوقع الحصول على الجرعات الأولى من لقاح ”فايزر-بيونتك“ ولقاح ”أسترازينيكا“ أوائل العام المقبل، فيما تأمل إسبانيا في طرح اللقاح في كانون الثاني/يناير. وفي بلغاريا يتوقع أكبر مفتش طبي في البلاد أن تصل أولى شحنات اللقاحات بين آذار/مارس، ونيسان/أبريل. وقالت وزارة الخارجية المجرية: إن الجرعات ستصل في الربيع على أقرب تقدير. وتتوقع ألمانيا، مقر بيونتك، أن تطرح الجرعات في أوائل 2021، وستقام مراكز تحصين في قاعات العرض وصالات المطارات ومسارح الموسيقى، وستستخدم كذلك فرقا متنقلة للخدمة المنزلية. متى ستحصل الدول النامية على اللقاحات؟ تمكن مشروع كوفاكس، الذي تديره منظمة الصحة العالمية مع مجموعة جافي للقاحات، من جمع نحو ملياري دولار. ويجمع المشروع المال من الدول الغنية والجمعيات غير الهادفة للربح؛ لشراء وتوزيع اللقاحات على عشرات من الدول الأكثر فقرا. وهدف البرنامج الأول هو تحصين 3% من سكان هذه الدول، وهدفه النهائي الوصول إلى نسبة 20%. ووقع المشروع اتفاقا على شراء لقاح ”أسترازينيكا“ الذي لا يتطلب التخزين في عبوات خاصة باردة للغاية مثل لقاح ”فايزر“. ومن المتوقع، وليس من المؤكد، أن تتلقى الدول الأقل ثراء في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مثل الهند، اللقاحات بأسعار مخفضة أو مجانا عبر هذا البرنامج خلال عام 2021. وستشتري دول أخرى مثل دول أمريكا اللاتينية اللقاحات من البرنامج. وتقوم العديد من الدول كذلك بإبرام صفقات بشكل مباشر مع شركات الأدوية. كم سيتكلف؟ تفاوض صناع اللقاحات مع الحكومات على أسعار متباينة، لم تعلن كلها. فقد دفعت الحكومات ما بين بضعة دولارات لجرعة لقاح أسترازينيكا، وما يصل إلى 50 دولارا لجرعتين مطلوبتين للتحصين بلقاح فايزر. وقالت العديد من الدول إنها ستغطي تكلفة تحصين السكان.
مشاركة :