الأمية والتخلف وجهان لعملة واحدة، فالقضاء على الجهل يساعد الدولة المصرية على التنمية الشاملة فى كافة المجالات، وطرحت مسألة محو الأمية كقضية عالمية تبنتها الدول كلها، والتوافق على حل وحيد هو تعميم التعليم الأساسي لسد منابع الأمية وتسهيل الإنطلاق للاستراتيجيات التنموية.قال الدكتور عاشور العمرى رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار إن آخر إحصائية لحصر عدد الأميين في مصر كانت عام 2017 التي بلغ عددها 17 مليون أمي في مصر، بالفئة العمرية من 15 عاما فيما فوق وأن الهيئة تستهدف عددا كبيرا سنويا وان مشروع محو الأمية أمن قومي ولابد من تكاتف  جميع مؤسسات الدولة ويوجد  تعاون مع جهات عدة في الدولة، منها التعليم العالي والشباب والرياضة والتنمية المحلية والأزهر وجهات أخرى لكي تكون مصر خالية من الأمية  تحقيقا لرؤية مصر 2030.وأضاف رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية، خلال تصريحاته لـ "صدى البلد"، أن الهيئة تسعى أن تكون مصر خالية من الأمية 2025 حسب توجهات القيادة السياسية الرشيدة موضحا ان خلال العامين القادمين سوف يتم محو أمية 6 محافظات في مصر.وأكد الدكتور عاشور أنه تم توقيع بروتوكولات لإنجاز المهمة على أكمل وجه منوها بأن مصر الدولة الوحيدة التي لم يؤثر عليها جائحة كورونا واستمرت في تعليم الكبار بعدة وسائل مختلفة.وأعرب العمري عن سعادته لتفعيل دور الشركاء للتصدي لقضية الأمية فصلا لمحو الأمية بدير الأنبا إبرام، الذي تم فتحه بمعرفة الأزهر الشريف، تجسيد اللحمة الوطنية، وترسيخ لقيم المواطنة، وتعزيزا للانتماء، وسيادة روح المحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد. وأكد أن يرى ما تنادي به الهيئة من ترسيخ لقيم المواطنة، وقبول الاختلاف، وأن تسود روح المحبة والسلام، ونبذ العنف والإرهاب، وأن تعزز القيم المصرية الأصيلة، مفعلا بشكل ميداني ينأى عن الشعارات.وأوضح أن القضاء على الأمية يتم من خلال فتح فصول لمن لا يعرف القراءة والكتابة، ونستهدف فيها فئتين الأولى الذين لم يلتحقوا بالتعليم من الأصل، وتكون مدة الدراسة من 6 إلى 9 أشهر، والفئة الثانية، من تسربت من التعليم ولديها بعض مهارات القراءة والكتابة، وتكون مدة الدراسة لهم 3 أشهر فقط، لمحو أميتهم.وتابع العمري أن هناك ثلاثة منابع رئيسية للأمية في مصر، الأول عدم التحاق الطفل بالتعليم، والمنبع الثاني هو التسرب من التعليم وخاصة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، ووزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهدها لغلق هذا المنبع، أما عن المنبع الثالث والأخير هو عدم التواصل مع المتحرر من التعليم بإهماله فيفقد ما تعلمه في محو الأمية.وأردف أن المحافظات الحدودية هي أقل المحافظات في نسب الأمية، مثل الوادي الجديد والبحر الأحمر وبورسعيد، لذلك يتم خلال العامين القادمين محو أمية 6 محافظات من المحافظات الحدودية  وأكبر المحافظات في نسب الأمية هي محافظات الصعيد، وخصوصًا محافظة المنيا، حيث إن نسبة الأمية كبيرة.ومن جانبه قال الدكتور إسلام السعيد مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس إن الجامعة تقوم بجهود مجتمعية للمساهمة في القضاء على مشكلة الأمية من خلال دمج طلابها في المشروع القومي لمحو الأمية، وعلى ضوء بروتوكول التعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، وتشجيعًا للطلاب المشاركين في المشروع.وأضاف مدير مركز تعليم الكبار خلال تصريحاته لصدي البلد سوف نقوم بقيام عدة دورات للطلاب الجدد ونشر لافتات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لحث الطلاب على مشاركتهم بمشروع محو الأمية بالإضافة إلى معرفتهم أنه شرط إلزام محو أمية 4 أشخاص  .وأكد الدكتور اسلام السعيد انه جامعة عين شمس تقوم بامية 15 ألف دارس من خلال 7 كليات بالجامعة وهم : التجارة، الألسن، الحقوق، الآداب، التربية، التربية النوعية، كلية البنات. وأشار السعيد إلى ان  مجلس الجامعة برئاسة الدكتور  محمود المتيني رئيس الجامعة قرر بمنح الطلاب الحوافز التالية: منح كل طالب يقوم بمحو أمية أربعة أشخاص حافزًا قدره (250) جنيهًا عن كل أمي مقدمة من هيئة تعليم الكبار، فضلًا عن (50) جنيهًا من الجامعة.وأكد ان الجامعة  تقوم بتحمل وسداد المصروفات الدراسية نيابة عن الطالب الذي يقوم بمحو أمية أكثر من أربعة أشخاص عن السنة الدراسية اللاحقة على قيامه بمحو الأمية كحافز إضافي له.وفي ذات السياق قال  الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، إن الكلية تشارك بقوة بمشروع محو الأمية، وبلغ عدد الفصول التي تم فتحها بواسطة طلاب الكلية حتى الآن في 3 محافظات نحو 1600 فصل تضم 6000 دارس في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.وأضاف "أبو العينين"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كلية التربية شاركت بـ 60% من عدد المشاركين على مستوى الجامعة، مؤكدا أن محو الأمية يعد من أهم التكليفات الرئاسية إلى جانب محاور التنمية والصحة والتعليم.وأكد عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، أن المشروع يعد ضرورة قومية وليس اختياريًا للطلاب، وشرطًا من شروط التخرج، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف محو أمية أربعة أشخاص على الأقل لطالب الفرقة الأولى، وثلاثة أشخاص لطالب الفرقة الثانية وشخصين لطالب الفرقة الثالثة وشخص واحد لطالب الفرقة الرابعة وذلك في العام الجامعي ٢٠٢٠/٢٠٢١. وأشار إلى أن الطالب سيحصل على مكافأة قدرها 250 جنيهًا عن كل أمي ناجح، كما ستقوم الجامعة بسداد المصروفات الدراسية نيابة عن الطالب في العام الدراسي التالي في حالة قيامه بمحو أمية أكثر من أربعة دارسين.