دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء) قادة لبنان إلى تسوية الخلافات التي تعيق تشكيل الحكومة، والنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية. وقال السيسي، في المؤتمر الدولي الثاني لدعم لبنان، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة عبر الفيديو كونفرانس، إن "المؤتمر يمثل رسالة دعم جديدة للبنان من الدول الصديقة، ويؤكد على الرغبة في العمل المشترك لدعم لبنان وشعبه وتعزيز أمنه واستقراره ليعود مزدهرا كما كان"، حسب بيان مصري. وحث "كافة القادة اللبنانيين على إعلاء مصلحة لبنان الوطنية وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة.. للحيلولة دون الدخول في حلقة مفرغة من الأزمات المتتالية". وحذر الرئيس المصري، من أن "أمن لبنان واستقراره باتا مهددين مجددا، ومن هنا فإنه من الضروري النأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز الجهود على دعم وتقوية مؤسسات الدولة اللبنانية". وأوضح أن "هذا المؤتمر رسالة لكافة السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولي على استعداد لدعم لبنان فور تشكيل حكومة جديدة من ذوي الخبرة والنزاهة، ومن خارج منطق المحاصصة والاصطفاف السياسي، وهو المطلب الذي عبرت عنه مختلف أطياف الشعب اللبناني". وشدد على "عدم وجود حل للأزمة اللبنانية إلا عن طريق تلبية المطالب المشروعة للشعب اللبناني واستعادة ثقة المجتمع العربي والدولي، بما يتيح استئناف الدعم للبنان وانتقاله من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة الدعم الاقتصادي". ويعد هذا المؤتمر الدولي الثاني لدعم لبنان، وعقد بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبمشاركة الرئيس اللبناني ميشال عون ورؤساء ورؤساء حكومات نحو 35 دولة. وعقد المؤتمر الأول في 9 أغسطس الماضي لمواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وأقر مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين. ويعاني لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة فاقمتها تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وانفجار مرفأ بيروت، الذي أوقع نحو 200 قتيل و6 آلاف و500 جريح، إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار. وبالتزامن مع الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من تأخير تشكيل الحكومة، حيث كلف الرئيس عون في 22 أكتوبر الماضي سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة لكنه لم ينجح حتى الآن في تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين بسبب الخلافات القوية بين القوى السياسية على تولي حقائب وزارية أساسية ووجود عقبات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي. وقبل الحريري، اعتذر مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة بسبب خلافات القوى السياسية إثر استقالة حكومة حسان دياب على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت.
مشاركة :