أعلن أساقفة الكنيسة المارونية اللبنانية اليوم (الأربعاء) دعمهم تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مستقلين عن القوى والأحزاب السياسية للمضي في تنفيذ الإصلاحات الجذرية التي يحتاج إليها لبنان في ظل أزماته المالية والاقتصادية والمعيشية الخانقة. ودعا الأساقفة في بيان بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره الراعي إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لوقف التدهور وبدء عملية إنقاذ لبنان. وأعرب الأساقفة عن قلقهم البالغ إزاء ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين شباب لبنان، مشيرين إلى أن هذا الأمر يدل على مدى تدهور الأحوال العامة بما يفقد الأجيال الجديدة الأمل بالمستقبل والثقة بالمسؤولين القائمين على إدارة شئون البلاد. ورحب بيان الأساقفة بدعوة فرنسا لعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، معربين عن تطلعهم في التنفيذ السريع لما سيصدر عنه من توصيات. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون كلف سعد الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة عقب اعتذار مصطفى أديب في 26 سبتمبر الماضي بسبب خلافات القوى السياسية عقب استقالة حكومة حسان دياب على خلفية انفجار مرفأ بيروت الكارثي في 4 أغسطس الماضي الذي أوقع دمارا كبيرا في العاصمة . وقد تعهد الحريري أنه سيشكل سريعا حكومة اختصاصيين "لكي نقوم بالعمل السريع بحسب الورقة الإصلاحية الفرنسية" التي تهدف لفتح الباب أمام المساعدات الأجنبية لمواجهة الأزمات والانهيار الذي يتعرض له لبنان. ولم يتمكن الحريري حتى الأن من تشكيل الحكومة الجديدة في ظل الخلافات القوية بين القوى السياسية على توزيع الحقائب السيادية، إضافة إلى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي. ويعاني لبنان من تدهور اقتصادي حاد في ظل أزمة مالية صعبة تتزامن مع شح العملة الأجنبية وانهيار قيمة الليرة اللبنانية وقيود على سحب الودائع من المصارف وسط توقف البلاد من مطلع العام عن سداد الديون الخارجية والداخلية في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين الذي يتجاوز 92 مليار دولار.