بأوامر خليفة.. 30 نوفمبر يوماً للشهيد

  • 8/20/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليداً ووفاء وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة. كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة. وتقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمون فيها استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب. رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته وجزاهم عنا خير الجزاء وحفظ الله الإمارات وشعبها من كل مكروه. (وام) 12 شهيداً من مختلف إمارات الدولة.. قدموا أرواحهم دفاعا عن الوطن من أجلنا نحن، هم رجال الوطن الذين ملأوا صدرهم برصاصات الغدر فكانت أوسمة على صدور أصحاب الضمائر، خالدة على صدر العروبة وعزة الأوطان فشدّوا رحالهم إلى خالقهم، تضحيتهم غرست فينا ورداً وعطراً وعليهم لن نذرف الدموع، فليس للبكاء من مكان بيننا. الأبطال إن سقطوا غدراً، يحل الفرح مكان الحزن، عاهدوا الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة على الفداء بكل ماهو غال، رموز البسالة و الشرف نقول هنيئاً لهم أبطال الوطن بالشهادة النبيلة في سبيله، فقد كنتم وستظلون الذراع التي لم يلوها وجع، ولم يكسرها موت. أهالي الجزيرة استشهد البطل ابن الإمارات البار سالم سهيل خميس، الذي كان عسكرياً أول يحمل رقم 190 من شرطة رأس الخيمة، وقبل بضعة أيام من يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، 1971 جاء موعد تغيير دورية الحراس العاملين في جزيرة طنب الكبرى، حيث تم تغيير كل الحراس باستثناء سالم سهيل، لأن أحد زملائه، رفض البقاء في الجزيرة، فبادر سالم سهيل بأن يحلّ محله، وبقي في الجزيرة يؤدي مهامه بصحبة زملائه الستة العسكريين. وفي فجر اليوم المشؤوم لاستشهاده، استيقظ سكان الجزيرة البسطاء، والذين لم يتجاوز عددهم 120 فرداً لأداء صلاة الفجر، على أصوات أزيز الطائرات العسكرية وسط الظلام الدامس، وارتفع صوت ضجيج أصوات السفن والزوارق البرمائية الحربية الإيرانية المدججة بأحدث الأسلحة، التي كانت تستعد لمواجهة ستة عسكريين إماراتيين فقط، وبعد لحظات رست السفن الإيرانية، بينما طائراتهم مستمرة في التحليق حول الجزيرة، وإخافة سكانها البسطاء الذين لم يشاهدوا في حياتهم تلك الآلات العسكرية من قبل، وحينها أدرك العسكريون الإماراتيون أنهم يتعرضون لغزو إيراني، فقاموا بإبلاغ شرطة رأس الخيمة عبر جهاز اللاسلكي، ثم وضعوا أنفسهم على أهبة الاستعداد، ينتظرون قدوم النجدة من رأس الخيمة، وقاتلوا تلك الآلة الإيرانية المدججة بالسلاح، ببنادق بسيطة من نوع أي فان. قبل أن تبدأ المعركة، قام الغزاة بإسقاط المنشورات على أهالي الجزيرة، تأمرهم بالاستسلام فوراً وعدم المقاومة، وأنهم منذ اليوم أصبحوا من رعايا الدولة الإيرانية، وهذا ما رفضه أهالي الجزيرة، وبمجرد اقتراب الغزاة من مركز شرطة الجزيرة بادر العسكريون الستة بإطلاق النار على الغزاة الذين ردوا هم بوابل من الرصاص الذي كان يخترق مبنى المركز، ثم أمر سالم سهيل زملاءه بالتجمع حول سارية علم رأس الخيمة، والدفاع والذود عنه والحرص على عدم إنزاله نهائياً من السارية، ثم نجح الفرس في تعطيل جهاز اللاسلكي، فازداد الأمر تعقيداً وإرباكاً على حراس الجزيرة، لكنهم استمروا في إطلاق النار على كل من يحاول من الغزاة اختراق مركز الشرطة، ثم هدأت المعركة قليلاً وطلب الغزاة التفاوض على استسلام الجنود الإماراتيين، ولكن سالم سهيل ردّ عليهم أن علم بلاده لن ينزل من ساريته، فكان الردّ الإيراني بوابل كثيف من الرصاص لمبنى الشرطة، انهمر كالمطر على جميع أجزاء المبنى، والجنود الإماراتيون يردّون عليهم، كل واحد من الستة اختار جانباً من جوانب المبنى لإطلاق النار على الفرس، واستمر الحال هكذا لمدة 8 ساعات، فاستعان حينها الفرس بجنود كوماندوز ومظليين لاقتحام المبنى، قُتل منهم أربعة على يد الجنود الإماراتيين، وكذلك قائد للإيرانيين برتبة جنرال، فرد الفرس بإطلاق قذائف زوارقهم الحربية، وأصيب الجنود الإماراتيون بالإنهاك، وجرح اثنان منهم بطلقات إيرانية، وعندما أدرك سالم سهيل أنهم خسروا المعركة وقف عند سارية العلم رافضاً نزول العلم، فأطلق عليه الفرس النيران التي نهشت جسده، واستسلم الخمسة الباقون. أنموذج لمواطن مناضل جاء عام 1977 ليسقط سيف سعيد بن غباش المري الشهيد الثاني للدولة، وأول وزير دولة للشؤون الخارجية، الذي اغتالته رصاصات غاشمة أصابته خلال محاولة لاغتيال عبدالحليم خدام وزير الخارجية السوري آنذاك في مطار أبوظبي، والشهيد يمثل أنموذجاً لمواطن عبر مسيرة شاقة من الغربة ومتاعبها من أجل العلم، والمعرفة، وخدمة الوطن ورفعته، وكان من أوائل مؤسسي أركان وزارة الخارجية، ورافعي راية الإمارات ورسالتها إلى العالم أجمع. وكان الشهيد قد ولد عام 1932 في حي معيرض في إمارة رأس الخيمة، وعقب وفاة والده وهو في الثانية عشرة من عمره، ورحيل والدته عقب 3 أشهر من ذلك، عاش مع عمته في دبي لمدة 3 سنوات، وتوالت السنوات وهو ينهل من ينابيع العلم، حيث كان شغوفاً بالدراسة، والقراءة، وتعلم الإنجليزية، وأجادها تماماً، إلى حد أنه كان يقوم بالترجمة من العربية إلى الإنجليزية لبعض الباحثين الاجتماعيين الأجانب، وفي عام 1953 غادر البحرين إلى العراق، بعد تخرجه في الثانوية العامة، لدراسة الهندسة في جامعة بغداد، وتوالت رحلته الدراسية والمهنية ما بين العراق، ومصر، والنمسا، وألمانيا، وسويسرا، وإيطاليا، وباريس، والاتحاد السوفييتي، وهكذا. وبعد 20 عاماً من الغربة والترحال، وفي عام 1969 عاد ابن غباش إلى رأس الخيمة مسقط رأسه، ليخدم الدولة بعلمه، ويؤمن مستقبل أبنائه الثلاثة، وتوالت إنجازاته على صعد عدة، إلى أن كان يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1977 حينما كان يرافق عبدالحليم خدام وزير الخارجية السوري، وعند دخولهما الصالة الكبرى لمطار أبوظبي، وفي طريقهما إلى قاعة الشرف، انطلقت رصاصات كانت تستهدف خدام، لكنها أصابت ابن غباش في كتفه وبطنه ليرحل متأثراً بجراحه، تاركاً إرثاً يحسب له من المواقف الصلبة، والأدوار السامية والمسؤولة. أمواج الخليج يأتي الشهيد الملازم أول طارق الشحي ليسجل بدمائه ملحمة بطولة جديدة، يذهب عقبها شهيداً باراً في حادث التفجير الإرهابي بمنطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة أمواج الخليج في المملكة البحرينية الشقيقة، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك، واستشهد في انفجار غادر، من جراء عبوة ناسفة استهدفته، واثنين من زملائه العاملين بالشرطة البحرينية، خلال أدائهم مهامهم الوطنية بحفظ الأمن، وامتاز الشهيد الشحي بسيرة وظيفية وشخصية عطرة، سواء بين زملائه أو ذويه. استشهدا في مهام تدريبية استشهد الشهيدان الطياران سيف خلف سيف الزعابي، وعبدالله علي الحمودي، اللذان سقطت بهما طائرة عسكرية أثناء تنفيذهما إحدى المهام التدريبية. والشهيد سيف الزعابي، 24 عاماً، من شباب منطقة خور كلباء بمدينة كلباء، متزوج منذ عام، ولديه طفلة عمرها 25 يوماً، شاء الله ألا يراها سوى في إجازته الأخيرة التي عاد فيها من مصر إلى وطنه، ليغادر وليدته شيخة قبل أيام من نيله شرف الشهادة بالتزامن مع عيد زواجه الأول، لتلقى الزوجة خبر استشهاده وهي في المستشفى لمتابعة حالة المولودة التي كانت محجوزة في العناية المركزة. أما زميله الشهيد عبد الله علي سيف الحمودي، ابن منطقة صرم بالطويين التابعة لإمارة الفجيرة، 25 عاماً، فكان متزوجاً قبل وفاته منذ 30 شهراً، ولديه طفل وحيد يبلغ من العمر حينذاك 18 شهراً، وأيضاً كان ينتمي لعائلة جميع أفرادها جنود في القوات المسلحة. استشهد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها. والشهيد من منطقة الفوعة بمدينة العين، لديه شقيقتان، و6 أشقاء ويبلغ من العمر 24 عاماً. رزقه الشهادة استشهد هزيم عبيد خلفان آل علي أثناء حادث تدريب للقواتنا المسلحة في المملكة العربية السعودية، من ضمن المشاركين في قوات عملية إعادة الأمل التحالف العربي الذي تقوده المملكة. خدم وطنه بكل ما أوتي من قوة وإخلاص وتفان لدرجة أنه فضّل تلبية الواجب الوطني على تمضية الشهر الفضيل بين أسرته وأبنائه، فأبى الله إلا أن يرزقه الشهادة في خير الأيام. للشهيد هزيم آل علي الذي عرف بين أفراد أسرته بالبّر بهم وتفقد أحوالهم والسعي إلى قضاء حوائجهم، سبعة من الأبناء هم شيخة 14 عاماً وعبيد 13 عاماً وعبدالرحمن، وأحمد، وشمة، وشهد، وفاطمة 3 سنوات لم يمنعوه من الغياب عنهم لتلبية نداء الوطن والمشاركة مع زملائه الأبطال في الدفاع عن مكتسباته. الشهيد البلوشي في 12 من الشهر الجاري، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة عن وفاة الشهيد العريف عبدالرحمن ابراهيم عيسى البلوشي وذلك أثناء حادث تدهور آلية نقل خلال أدائه واجبه الوطني أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة. سيف الفلاسي .. مثال في الإقدام استشهد سيف الفلاسي ضابط صف أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن. عرف الشهيد الفلاسي أنه كان مثالاً في الإقدام والتفاني خلال مدة عمله بالقوات المسلحة الإماراتية، فلم يكن يتوانى يوماً في الدفاع عن الأرض والوطن حتى لو كلفه ذلك حياته، وكان دائماً ما يبتعث إلى الخارج للمشاركة بمهمات القوات المسلحة خارج حدود الوطن. شهداء الوطن الثلاثة البواسل، الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي والشهيد العريف أول خالد محمد عبدالله الشحي والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي للوقوف إلى جانب أهلنا في اليمن والحكومة الشرعية.

مشاركة :