ضخت الصين نحو 93 مليار دولار من احتياطاتها الهائلة من القطع في مصرفين كبيرين مكلفين بمنح قروض وفق السياسات الحكومية في آخر جهود بكين لتحفيز الاقتصاد. وقالت الوكالة إن المصرف المركزي الصيني أنجز أول من أمس منح الدعم المالي البالغ 48 مليار دولار إلى المصرف الصيني للتنمية و45 ملياراً أخرى لبنك الصين للاستيراد والتصدير. وأضافت أن هذه الأموال تهدف إلى تعزيز رساميل المؤسستين الماليتين ودعم النشاط الاقتصادي عن طريقهما. وقال وانغ شينغزو، الخبير الاقتصادي في مجموعة باركليز كابيتال، إن هذا يعني أن البنك المركزي بات يسعى إلى توجيه هذه الأموال الى الاقتصاد الواقعي وخصوصاً إلى الهيئات المصدرة وبناء البنى التحتية. وقامت هيئة منصة ووتونغشو للاستثمار الحكومية، التي تشرف على احتياطي الصين من العملات الأجنبية، بضخ هذه الأموال، حسب الوكالة. والاحتياطي الصيني من القطع هو الأكبر في العالم، وبلغ في نهاية يوليو 3650 مليار دولار، حسب الأرقام الرسمية، مقابل 3730 مليار دولار في نهاية مارس. ضبابية وشهدت أسواق الأسهم الصينية تقلبات شديدة أمس ما بين هبوط وارتفاع، خلال جلسة لم تقدم شيئاً يذكر إلا ما يوحي بأن المستثمرين يفتقرون تقريباً للثقة في جهود الحكومة المتواصلة منذ شهر لتحقيق استقرار الأسواق. وهبطت أسهم شنغهاي وشنتشن 3 % في التعاملات الصباحية لتزيد الخسائر التي منيت بها بأكثر من 8 % منذ الفرار الجماعي المفاجئ للمستثمرين الثلاثاء. لكن مشترين تدعمهم الدولة هرعوا إلى السوق في وقت لاحق ليسمحوا للأسهم بإنهاء اليوم على ارتفاع بأكثر من واحد بالمئة. وفي ساعة متأخرة أمس أعلن عدد كبير من الشركات أن صناديق تابعة للدولة اشترت أسهماً فيها، وهو ما أخذه المستثمرون كإشارة على أن الحكومة تظهر دعمها المتواصل للسوق حيث خرجت نحو 20 شركة بإعلانات مماثلة. قلق وأذكت وزارة التجارة حالة القلق، حيث قالت إن الصادرات ستواصل تراجعها خلال الأشهر القادمة بعد أن تراجعت بنسبة 8.3 % في يوليو، وهو أكبر هبوط في أربعة أشهر. وأغلق مؤشر شنغهاي مرتفعاً 1.2 % بينما قفز مؤشر شنتشن 2.2 % وارتفع مؤشر سي.اس.آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 1.6 %. وجاء الانتعاش بعد أخبار ذكرت أن البنك المركزي سيضخ المزيد من التمويلات متوسطة الأجل بعد أن ضخ 120 مليار يوان (19 مليار دولار) في أسواق المال الثلاثاء. الصناعة العالمية تتفاعل مع تخفيض اليوان خلصت دراسة أصدرتها اليكس بارتنرز شركة استشارات الأعمال العالمية شملت نحو 250 مديراً من أصحاب القرار في قطاع التصنيع والإنتاج في أكثر من 20 مجالاً صناعياً في مناطق أوروبا الغربية وشمال أميركا، إلى أنه يتعين على الشركات اتخاذ قرارات استراتيجية اكثر من اي وقت مضى مع الاخذ بعين الاعتبار تحليل ودراسة الحالات كل على حدة، إضافة الى إدارة المشاريع وذلك في اعقاب التطورات التي يشهدها القطاع بعد تخفيض قيمة الين عملة الصين. ووجدت دراسة اليكس بارتنرز توجهاً مستمرا لنقل عمليات الانتاج الى اسواق اخرى أقرب الى بلد المنشأ أو الى اسواق البيع. وقد صرح نحو 32% من المسؤولين في مناطق اوروبا الغربية وشمال امريكا بأن شركاتهم قامت أخيراً بعمليات نقل انتاجها او هي في خضم هذه العملية، ومن المتوقع أن ينتهج اكثر من 49% من شركات اوروبا الغربية توجهات لنقل إنتاجهم خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتتراوح الشركات في رؤيتها لقرارات نقل الانتاج الى اسواق اخرى كفرصة فإن 85% من الشركات في اوروبا الغربية يعتقد انه قرار مهم او مهم جدا بينما يرى 27% من الشركات أن القرار في الوقت الحاضر أهم مما كان عليه العام الماضي، ويرى 71% من الشركات أن قرار نقل الإنتاج ليس له تأثير.. ويرى 38% من عينة البحث من مناطق أوروبا الغربية أن مناطق أوروبا الشرقية الاكثر جاذبية لعمليات نقل الإنتاج تليها مناطق أوروبا الغربية بنسبة 16% وتركيا بنسبة 15%، كما شكلت مناطق الدول النامية مثل شمال افريقيا والشرق الاوسط وجهات جذابة لنقل الانتاج لحوالي 7% و6% من العينة، بينما توزعت باقي المناطق على حوالي 17% من عينة الدراسة. ويرى 55% من عينة الدراسة من مناطق أميركا الشمالية أن الولايات المتحدة الاميركية تستمر بكونها المنطقة الأكثر جاذبية لقرارات نقل الإنتاج تليها المكسيك بنسبة 31% بارتفاع عن دراسة العام الماضي، التي بلغت نسبة 28% ولكن بانخفاض بلغ حوالي 49% عن الدراسة التي أجرتها اليكس بارتنرز قبل ثلاث سنوات. استثمارات سجلت الاستثمارات الأجنبية في الصين ارتفاعاً نسبته 5,2 % في يوليو بينما انخفضت الاستثمارات الصينية في الخارج، في وضع يعكس تباطؤ ثاني اقتصاد في العالم. وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة، باستثناء القطاع المالي، بلغت 8,22 مليارات دولار في يوليو. وفي مجمل الأشهر السبعة الأولى من السنة ارتفعت هذه الاستثمارات بنسبة 7,9 % على مدى عام لتبلغ قيمتها 76,63 مليار دولار.
مشاركة :