جدد طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، أمس، غاراته الجوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح بالعاصمة صنعاء، فيما قصفت ميليشيات الحوثي وصالح أحياء سكنية في تعز بشكل عنيف، بينما تواصلت الإدانات اليمنية والعربية والدولية لاحتلال جماعة الحوثي لسفارة الدولة في صنعاء، في وقت استشهد جندي سعودي في جازان بإطلاق نار من الأراضي اليمنية. وتفصيلاً، قالت مصادر محلية إن غارات عنيفة شنها طيران التحالف على قاعدة الديلمي الجوية والمعهد الفني ومقر الدفاع الجوي ومعسكر لقوات المشاة. وبحسب المصادر، فإن انفجارات عنيفة هزت تلك المواقع جراء انفجار مخازن الأسلحة، كما ارتفعت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بكثافة. وتأتي تلك الغارات في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الحوثيين وقوات صالح في محافظات يمنية عدة تمهيداً للبدء في تحرير المناطق الشمالية من قبضتهم، حسب ما صرحت به مصادر عسكرية. وفي تعز، أفادت مصادر صحافية يمنية، أمس، بأن الحوثيين وقوات صالح شنوا قصفاً عنيفاً على أحياء سكنية بمحافظة تعز وسط اليمن. وبحسب المصادر، فإن قتلى وجرحى بينهم مدنيون سقطوا جراء ذلك القصف دون أن يتسنى معرفة أعدادهم، إلى جانب تضرر العديد من المنازل الواقعة في تلك الأحياء. في السياق ذاته، قالت المصادر إن طيران التحالف قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح في الحوبان والقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة الأمن المركزي سابقاً. وتجددت المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية بجبهات عدة في محافظة مأرب. وقالت مصادر من المقاومة إن المقاومة أحرزت تقدماً كبيراً خلال تلك المواجهات، وسيطرت على مواقع جديدة في جبهة المخدرة والجفينة، كما استولت على آليات وأسلحة من الحوثيين. يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية استشهاد الجندي حمد بن علي حسن الكعبي، نتيجة تعرض أحد مراكز حرس الحدود بمنطقة جازان لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية. في سياق آخر، تواصلت الإدانات اليمنية والعربية والدولية لاحتلال جماعة الحوثي لسفارة الدولة في صنعاء، حيث أدانت الحكومة اليمنية الشرعية بشدة إقدام ميليشيا الحوثي الانقلابية على اقتحام واحتلال مقر السفارة ونهب محتوياتها، واصفة ذلك العمل بالسلوك الهمجي والعمل الإجرامي المشين المنتهك للقوانين والتشريعات الدولية، والمتنافي مع أخلاقيات الشعب اليمني. وأشادت الحكومة الشرعية بالعلاقات الأخوية بين اليمن والإمارات، وما تقدمه من دعم سخي لليمن في مختلف الظروف والمراحل الصعبة، مؤكدة فشل المرامي الخبيثة من وراء هذا العمل في الإساءة إلى الروابط والعلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين. واعتبرت الحكومة اليمنية في بيان، أمس، أن ما أقدمت عليه ميليشيا الحوثي سابقة خطيرة تعكس نهج الميليشيات المنفلتة وسلوكها غير المنضبط، والمفتقر لأدبيات وأخلاقيات التعامل الدبلوماسي، ومحاولة يائسة للإساءة الى علاقات الأخوة والاحترام المتبادل والتعاون الثنائي القائم بين اليمن والدول الشقيقة والصديقة، وعمل همجي مستهجن لا يمكن تبريره أو قبوله على الإطلاق. وعبرت عن استنكارها وإدانتها الشديدين لهذا السلوك والعمل الاجرامي المشين الذي ينتهك القوانين والتشريعات الدولية المعنية بحماية وحصانة البعثات الدبلوماسية، وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961. وأكدت ثقتها الكبيرة بأن المرامي الخبيثة والمحاولات المفضوحة التي سعت إليها ميليشيا الحوثيين الانقلابية من وراء هذا العمل المستنكر بهدف الإساءة للعلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين اليمني والإماراتي، وتعكير صفوها، محكوم عليها بالفشل المؤكد. وذكّرت بدور الإمارات الرائد في المشروعات التنموية والبنى التحتية التي نفذتها، والدعم المتواصل لليمن وشعبها في المجالات كافة ماضياً وحاضراً، منوهة بالمواقف الأصيلة والمشهودة للإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وما تلعبه من دور كبير في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وتقديم كل العون والجهد لمساندة إخوانها العرب والمسلمين في التغلب على المصاعب والمحن التي تعرضوا لها. وجددت إدانتها الشديدة وتعبيرها عن الأسف والاستنكار لاقتحام السفارة، وشددت على دعوتها للميليشيا الانقلابية بإخلاء مقرها فوراً وإعادة الممتلكات المنهوبة منها وتسليمها إلى موظفيها، مؤكدة في الوقت نفسه أن من ارتكبوا هذا العمل سيتم محاسبتهم ولن يفلتوا من العدالة طال الزمن أم قصر. وأدان حزبا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والمؤتمر الشعبي العام اليمنيان احتلال جماعة الحوثي مبنى سفارة الدولة بالعاصمة صنعاء. واعتبر الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أمين الدائرة السياسية، عبدالله المقطري، اقتحام السفارة منافياً للقوانين والأعراف الدبلوماسية في العلاقات الدولية. ودعا المقطري جماعة الحوثي إلى احترام الأعراف والقوانين الدولية وسرعة إخلاء مبنى السفارة، وحمّلها المسؤولية عما يترتب على تصرفاتها تلك. من جانبه، اعتبر مصدر في دائرة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي العام احتلال جماعة الحوثي مبنى السفارة عملاً غير مقبول، مؤكداً أن مهاجمة السفارات أمر غير متعارف عليه في الحروب. ولفت المصدر إلى ضرورة الابتعاد عن مثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تنقل مرحلة الصراع من صراع على الأنظمة إلى صراع بين الشعوب. كما أدانت الكويت بشدة احتلال جماعة الحوثي مبنى سفارة الدولة، مؤكدة وقوفها إلى جانب دولة الإمارات في كل ما تتخذه من إجراءات في سبيل الحفاظ على مصالحها. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية كونا عن وزارة الخارجية في الكويت في بيانها، أن هذا الفعل المستنكر والمرفوض يعد انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 وللمواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة. وأضافت الوزارة أن هذا الفعل يقوّض الجهود الحثيثة التي تقوم بها دول التحالف العربي ودولة الإمارات في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق. وشددت على أهمية إخلاء السفارة من محتليها وضمان أمن وسلامة العاملين فيها. وأدانت تونس بشدة احتلال الحوثيين مبنى السفارة، وقالت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيانها الليلة قبل الماضية، إن هذا الاعتداء الإجرامي يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وأكدت تونس تضامنها الكامل مع الإمارات، وتطالب بالإخلاء الفوري لمقر البعثة الدبلوماسية الإماراتية احتراماً للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة اعتداء ميليشيا الحوثي على سفارة الدولة، واعتبرت احتلال مقر السفارة انتهاكاً صارخاً وخرقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961م، والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن الأمين العام للمنظمة، إياد بن أمين مدني، دعوته إلى ضرورة الإخلاء العاجل لمقر سفارة الإمارات بصنعاء من محتليه، وإعادته إلى موظفيه طبقاً لما تفرضه المواثيق الدولية من حصانة واحترام للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى أي دولة. وأكد مدني تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع الإمارات ودعمها لطلبها الاسترجاع الفوري لمقر سفارتها بصنعاء.
مشاركة :