أكدت المملكة العربية السعودية أنها دأبت على العمل على ترسيخ نهج التعددية، والدبلوماسية، ومبادئ الاحترام المتبادل في علاقاتها الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفاءً منها والتزامًا بميثاق الأمم المتحدة، والركائز الثلاث للأمم المتحدة، وهي التنمية المستدامة، والأمن والسلم، وحقوق الإنسان.وفي كلمة المملكة أمام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد، أمس الأول، تحت بند ثقافة السلام، أشار رئيس قسم الجمعية العامة بالوفد الدائم خدام الفايز، إلى أن هذا الوقت يحتاج العالم فيه إلى السلام أكثر من أي وقت مضى، ومعربًا عن شكره إلى وفود بنجلاديش وباكستان والفلبين لجهودهم في تقديم قرارين تحت هذا البند، الذي شارك وفد المملكة في رعايتهما ودعمهما. وأكد الفايز على العقيدة الإسلامية السمحة في ترسيخ ثقافة السلام وقيم التعددية بين الشعوب، ومد جسور الحوار بين مختلف الحضارات والمجتمعات، وقبول الآخر، والإيمان بأن التنوع والاختلاف طبيعة تميّز البشر والمجتمعات. جهود المملكةوأفاد عضو الوفد الدائم للمملكة، خدام الفايز، أن البند 15 من جدول أعمال الجمعية العامة، تحت عنوان «ثقافة السلام»، عنوان شامل للمبادئ التي يستند إليها ميثاق الأمم المتحدة من حفظ للأمن الدولي، وحث للدول على التعاون وإيجاد طرق للتفاهم والحوار ونبذ العنف، وأشار الفايز إلى إنشاء المملكة لمركز الملك عبدالله الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا 2012، الذي يمثل انطلاقة تاريخية نحو حوار إنساني هادف ومسؤول يسعى لتعزيز القواسم المشتركة بين أتباع الأديان. وأضاف الفايز: وأنشأت المملكة المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) حيث يقوم برصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة وهدفه أن يكون المرجع الأول عالميًا في مكافحة الفكر المتطرّف وتعزيز ثقافة الاعتدال، فضلًا عن تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي يسعى إلى بناء إمكانات لدى الدول الأعضاء في مواجهة الإرهاب والتطرف، وكذلك تأسيس مركز يعتمد في طرقه مكافحة الإرهاب وأساليبه.إرساء السلاموأبان رئيس قسم الجمعية العامة بالوفد الدائم للمملكة، أنه أصبح لزامًا على المجتمع الدولي، إرساء السلام في العالم اليوم باتباع سياسات وطرق تتسم بالشمولية والتكامل وتفعيل العناصر الوقائية لنشر ثقافة السلام، وذلك من خلال نشر قيم السلام والتسامح ومشاركتها مع الأجيال الناشئة عبر مناهج التعليم وإبرازها إعلاميًا، الأمر الذي سيكون له الأثر في تسوية النزاعات أو تجنّب نشوبها من الأساس، وأيضًا تعزيز الرفاه الاقتصادي والحفاظ على المكتسبات والمضي في تنفيذ ودعم النمو الاقتصادي الشامل ودعم المرأة والشباب.وأوضح أن المملكة تسعى بجانب أشقائها في المغرب ومصر وباكستان وعدد من الدول الأخرى إلى تقديم قرار تحت هذا البند، يدعو إلى تعزيز ثقافة السلام وحماية المواقع الدينية.وأعرب الفايز، في ختام الكلمة، عن أمل وفد المملكة من الدول الأعضاء الانضمام والمشاركة في تقديم هذا القرار بعد الانتهاء من المفاوضات عليه؛ لما يحمله من أهداف سامية تدعو إلى احترام الأديان ورموزها، وحماية المواقع الدينية ضد هجمات المتطرفين والإرهابيين، وحفظ هوية هذه المواقع، خاصة التاريخية والتراثية منها.«اعتدال» المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرّف وتعزيز ثقافة الاعتدالمركز الملك عبدالله انطلاقة تاريخية نحو حوار إنساني هادف بين أتباع الأديانالعقيدة الإسلامية تؤمن بالتنوع والاختلاف كطبيعة تميز البشر والمجتمعات
مشاركة :