تميز إماراتي عالمي في حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة

  • 12/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة اسمها عام 2017 كأول دولة تبادر لإنشاء وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، لم يكن العالم يتوقع حينها أن تصبح الإمارات رائدة بهذه التقنيات المتقدمة خلال ثلاثة أعوام فقط. لكن المتابع للأمور يستطيع أن يلحظ التخطيط المدروس في الدولة، الذي نجح عبر برنامج وطني شامل في الخروج بواحدة من أولى الاستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي في العالم مكَّنت الإمارات من قيادة تحولات غير مسبوقة في الأتمتة الذكية بمختلف مناحي الحياة. وبالتأكيد، كان للدعم المستمر والكبير من القيادة الرشيدة الأثر الأهم في أن تصبح دولة الإمارات اليوم من بين أكثر دول العالم تطورًا في حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة ضمن خدماتها وقطاعاتها المختلفة. وانتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة نهجًا واقعيّا في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي وبطرق أخلاقية ومسؤولة ضمن قطاعاتها، كالتعليم والأمن والطاقة والرعاية الصحية والنقل والبيئة وغيرها، ما أسهم ببروزها دولةً مؤثرة في مجالاته، بمهارات وخبرات وطنية، الأمر الذي مكَّنها من احتضان أول جامعة في العالم تتخصص في مواضيعه المتقدمة وتتشرف بحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لتسهم بفاعلية في ترجمة فكر سموه الداعي دائمًا إلى تنمية رأس المال البشري الوطني والبحث العلمي المتقدم كوسائل فاعلة في دعم توجهات دولة الإمارات نحو المكانة الأفضل عالميًّا. ومن الإنجازات التي تسجَّل لدولة الإمارات في حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ما تم إعلانه مؤخرًا حول شراكة استراتيجية تجمع بين وزارة الداخلية و«معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة»، بهدف تأسيس مشروع عالمي رائد من نوعه في توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية صغار السن. وجرى بالفعل اختبار بعض حلول هذا المشروع في الهند تحت إشراف مباشر من شرطة مدينة نيودلهي، حيث تمكنت التقنيات الذكية المتقدمة من التعرف إلى نحو 3000 طفل مفقود في غضون أربعة أيام فقط من إطلاق الاختبار. وسيكون كذلك من أهداف هذا المشروع القيّم مستقبلًا تعزيز جهود مكافحة مختلف أشكال العنف والجريمة والاستغلال وسوء معاملة الأطفال، خاصة عبر الإنترنت. ولا تنظر دولة الإمارات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه مجرد تقنيات فقط، بل وسائل فاعلة تؤثر بإيجابية في حياة الأفراد، خاصة في ظل الأزمات مثل جائحة «كوفيد-19». وبالفعل، فقد نجحت الإمارات خلال هذا العام في صياغة أفضل استراتيجيات الاستجابة لتداعيات الجائحة عبر توظيف حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهو ما جعل جهودها من بين أفضل 10 دول في العالم بكفاءة الاستجابة وتدابير السلامة. في مجال آخر، تمكنت هيئة كهرباء ومياه دبي مؤخرًا من تحقيق إنجاز عالمي يضاف إلى قائمة التميز الإماراتية الطويلة، بتحقيقها جائزة «أفضل تقنية مبتكرة للطاقة للعام 2020»، وذلك ضمن الدورة السادسة عشرة من «جوائز آسيا للطاقة» التي تعتبر مقياسًا للتميز في مجالات الطاقة. ومُنحت الجائزة عن نظام ذكي يعدّ الأول من نوعه عالميًّا يستخدم الذكاء الاصطناعي للتحكم في التوربينات الغازية في محطات الطاقة. وقد طُوّر هذا النظام بالكامل من قِبل مهندسين وخبراء وطنيين بالتعاون مع شركة «سيمنز» الألمانية، واستُخدمت خلاله تقنيات متقدمة للغاية، مثل «التوءمة الرقمية» و«التعلم الآلي». إن الدعم المتواصل للقيادة الرشيدة دفع بدولة الإمارات إلى أن تمتلك اليوم، إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين وكوريا الجنوبية، أكبر عدد من القطاعات التي يدخل ضمن أنظمتها وخدماتها تقنيات الذكاء الاصطناعي مقارنة ببقية دول العالم. وهذا الدعم جعل من الإمارات نموذجًا عالميًّا لحلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تستطيع تلبية متطلبات المستقبل وتحدياته، وتسير بنجاح مع التغيرات التي ستفرضها الثورة الصناعية الرابعة، وذلك كله عبر الاعتماد على الكفاءات الوطنية والمعرفة بوصفهما ركنين أساسيين للتنمية المستدامة، وبما يؤكد مضيّ دولة الإمارات بخطى واثقة في الأعوام الخمسين المقبلة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :