محللون سياسيون: المصالحة الفلسطينية بعيدة المنال

  • 12/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غزة-الضفة الغربية/ الأناضول- قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن جولات المباحثات الأخيرة، بين حركتي التحرير الوطني "فتح"، والمقاومة الإسلامية "حماس"، قد فشلت في تحقيق "تقدم"، يؤدي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، رغم التفاؤل الكبير الذي واكبها. ومؤخرا، تبادل قادة من الحركتين، الاتهامات حول الجهة المتسببة في تعطيل جهود المصالحة الوطنية. ففي تغريدة على حسابه بتويتر، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، الثلاثاء الماضي، إن حركة حماس "تتهرب" من استحقاقات المصالحة، عبر توجيه الاتهامات لحركته. وأضاف الشيخ "حماس تعمدت إفشال الجولة الأخيرة في القاهرة، وإن العودة من جديد لموجة التضليل والخداع من قبل قيادات حماس، تُدلّل على الهروب من استحقاق المصالحة الوطنية، والتنصل من تفاهمات إسطنبول والتراجع عنها". وكان الشيخ يرد على تصريحات لعضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، خلال لقاء عقده في مدينة غزة، الثلاثاء الماضي، قال فيه إن استئناف السلطة الفلسطينية للعلاقات مع إسرائيل، عطّل المصالحة. وقال الحية في اللقاء أيضا، إن حركة فتح لا تريد إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وإنها تراهن على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مضيفا إن هذا الرهان "مصيره الفشل، وإن العودة إلى مسار المفاوضات والعمل مع الاحتلال، رهان خاسر يضرب الوحدة الوطنية، ويضرب مشروع الشراكة بقوة". وفي 17 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، أعلنت السلطة الفلسطينية عن عودة العلاقات الأمنية والمدنية مع إسرائيل كما كانت، بعد عدة شهور على قطعها. وبعد فوز المرشح الديمقراطي جو باين برئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات التي جرت يوم 3 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، أبدى مسؤولون فلسطينيون استعدادهم لاستئناف المفاوضات (المتوقفة منذ 2014) مع إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية. وفي 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عقدت الحركتان في القاهرة لقاءات ضمن إطار بحث جهود تحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام. وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، أجرى وفدان من الحركتين لقاء في مدينة إسطنبول، اتفقا خلاله على "رؤية" ستُقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية. لكن حركة "فتح"، قالت في 25 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، إن حوارات المصالحة الفلسطينية، "لم تنجح" بسبب خلافات مع "حماس" حول مواعيد إجراء الانتخابات. وتطالب "فتح" بإجراء انتخابات "المجلس التشريعي" (خاص بالضفة وغزة فقط) أولا، ثم التوجّه لانتخابات رئاسية، ومن ثم انتخابات المجلس الوطني (يمثل الفلسطينيين بالخارج). لكن حركة حماس تطالب بإجراء جولات الانتخابات الثلاثة بالتزامن. وفي أحاديث منفصلة لوكالة "الأناضول"، أوضح محللون سياسيون، أن التصريحات الأخيرة، لقادة "فتح" و"حماس"، تشي بأن "المصالحة وإنهاء الانقسام، ما زالا بعيديْن". وقال أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في مدينة جنين (شمال الضفة)، إن الإشارات تذهب إلى أن ملف المصالحة "يراوح مكانه، وأن الانقسام أصبح حالة مستدامة في الساحة الفلسطينية". وأرجع يوسف ذلك، خلال حديثه لـ"الأناضول"، إلى عدة أسباب؛ أبرزها " عدم وجود ثقة بين الحركتيْن". كما أن لانعكاس الانتخابات الأمريكية وفوز جو بايدن بالرئاسة، وفق يوسف، دور في ذلك خاصة في ظل المؤشرات حول "إمكانية عودة المفاوضات (السلام) مع الجانب الإسرائيلي، وتمسّك السلطة الفلسطينية بهذا الملف". واستكمل قائلا "المحيط (الإقليمي) يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي، تتمثل بحالة التطبيع العربي مع إسرائيل، وإمكانية حدوث انتخابات إسرائيلية جديدة مطلع العام القادم، هذه العوامل تُلقى هي الأخرى بظلالها على الحالة الفلسطينية". ويعتقد يوسف أن كلا الطرفين (حماس وفتح) "استفادا من استمرار حالة الانقسام، ويرغبان باستمرارها". بدوره، يقول أحمد رفيق عوض، المحلل السياسي الفلسطيني، إن "المصالحة باتت أكثر بُعدا، وقد عادت إلى مربعها الأول". وأضاف لـ"الأناضول"، إن حالة "التراشق الإعلامي بين فتح وحماس تنمّ عن أن خلافات كبيرة بين الطرفين". ويرى وجود عدة عوامل تسببت في العودة لمربع الانقسام أهمها "قرار السلطة الفلسطينية التي تترأسها حركة فتح، بعودة العلاقات مع إسرائيل بكافة أشكالها". وتابع "أيضا حركة حماس مُقدمة على انتخابات داخلية، ويبدو أن قرار الحركة في مثل هذه الأوقات يكون متذبذبا (...) كما أن فجوة الثقة بين الطرفين، متأصّلة". ويرجّح عوض أن أطرافا إقليمية وعربية "مارست ضغوطا على السلطة الفلسطينية، أدت إلى مثل هذا الموقف في ملف المصالحة". من جانبه، يقول تيسير محيسن، الكاتب والمحلل السياسي، إنه ورغم حالة التجاذبات السياسية بين حركتي فتح وحماس، إلا أنهما يؤكدان، في تصريحات مختلفة، على تمسّكهما بمسار المصالحة. ويتابع لوكالة الأناضول "الطرفان أكدا على أن عدم إغلاق ملف الحوار الداخلي، وأنهما مصريْن على الاستمرار في هذه الحوارات حتّى الوصول إلى حالة توافق على الملفات". يأتي ذلك التأكيد، بحسب محيسن، رغم التغيرات الأخيرة الحاصلة في الملف الفلسطيني، وأهمها "عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل"، وهو ما أدانته جميع الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "حماس"، كما قال. لكنّ نجاح هذه الجهود، وفق محيسن، تبقى بعيدة، بسبب الفجوة بين الحركتين التي عرقلت ملف المصالحة في السابق، في عدد من الملفات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :