تشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفاء باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون في الخامس من شهر ديسمبر من كل عام، باعتباره فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات الأهلية للاحتفال بجهودهم، وتعزيز عملهم في مجتمعاتهم المحلية.وبهذه المناسبة، أشاد وزير العمل والتنمية الاجتماعية السيد جميل بن محمد علي حميدان بجهود المتطوعين في مملكة البحرين الذين امتدت أياديهم لتعطي من دون مقابل، منوهًا بالنماذج الرائدة والمميزة التي قدمها المتطوعون في ممارسة العمل الخيري بكافة صوره، ووقوفهم مع المؤسسات الرسمية والأهلية لأجل تقديم الخدمات اللازمة للمجتمع والوطن في مختلف الظروف، مهنئًا في ذات السياق كل المتطوعين الذين أخلصوا وبذلوا وشاركوا في تحقيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وكانت لهم بصمتهم التاريخية الرائدة في نجاح مملكة البحرين في مواجهة العديد من التحديات، ولا سيما دورهم البارز في التصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) ودعمهم للجهات الرسمية لتحقيق الخطط الوطنية للتصدي لهذه الجائحة العالمية.وقال حميدان إن هذا العام الذي واجه فيه العالم ظرفًا استثنائيًا لم يسبق له مثيل في الحياة المعاصرة مع انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهته والحد من انتشاره، كان فيه للعمل التطوعي في مملكة البحرين أيضًا وضع استثنائي، حيث برز العمل التطوعي كأحد الأعمدة البارزة في نجاح الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وأثبت أفراد المجتمع البحريني من مواطنين ومقيمين خلال هذا التحدي الحس الوطني والإنساني العالي، والمسؤولية الاجتماعية، وروح المبادرة، والسعي الدؤوب لمجابهة التحديات الناجمة عن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار هذه الجائحة العالمية، فجاءت مبادرة أهل البحرين من مواطنين وتجار ورجال أعمال ومؤسسات بنكية ومصرفية وشركات وجمعيات ومقيمين وأفراد في تلبية نداء الوطن بالتطوع والإسهام بالغالي والنفيس ضمن الحملة الوطنية (فينا خير) التي قادتها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، والتي تم إطلاقها تنفيذًا لتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، للمساهمة في الجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، فبلغ حجم التبرعات ما يزيد على 21 مليون دينار خلال أقل من 24 ساعة.وأشار الوزير حميدان إلى أن ما يتميز به أفراد المجتمع البحريني من إدراك واعٍ لمفهوم عملية التطوع، جعلهم يبادرون بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا وذلك للوقاية والتوعية والعمل في مختلف المواقع التي يتطلبها الوطن لمكافحة انتشار الفيروس، فتجاوز عدد المسجلين في المنصة الوطنية للتطوع التي تم إطلاقها في مارس الماضي 30 ألف متطوع خلال الساعات الأولى من إطلاق المنصة، الأمر الذي جسد روحًا وطنية معطاءة من خلال التكاتف والتعاضد الذي أبداه الجميع لتتخطى المملكة ما تواجهه من تحديات، منوهًا بهذه الجهود وهذه الروح الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته على الاستمرار في دعم وتعزيز العمل التطوعي والخيري بين أبناء مملكة البحرين.وأشاد حميدان بالمتطوعين والمنظمات الأهلية في مملكة البحرين بكافة تخصصاتهم ومجالاتهم، والذين مارسوا دورًا محوريًا اتضح جليًا في العديد من المواقع من خلال الحملة الوطنية لمكافحة هذا الفيروس، سواء عبر تعقيم العديد من المواقع والمناطق وتطهيرها، أو من خلال التأكد من اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية المناسبة أثناء التواصل الاجتماعي الضروري في العمل الميداني، فضلاً عن مشاركتهم في حملات التوعية للمجتمع بالمساهمة في توزيع الإعلانات والإرشادات التي تصدرتها اللجنة الوطنية، بالإضافة إلى المساهمة في توزيع الوجبات الغذائية على الفئات المحتاجة ومساكن العمال، إلى جانب ما أبدوه من استعداد وسعي دائم لتقديم كافة أوجه الدعم المطلوبة لتحقيق الأهداف الوطنية لمكافحة انتشار الفيروس والسيطرة على تبعاته.وأكد حميدان تثمين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للعمل التطوعي ودور ومساهمات المتطوعين، وإدراكها التام لأهمية التطوع وانعكاساته على جميع أوجه المجتمع، مشيرًا إلى أن الوزارة لم ولن تدخر جهدا في سبيل تعزيز ودعم العمل التطوعي، وضمان تعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاع الحكومي والأهلي، وأنها ستحرص على الاستثمار الأمثل لجميع ما يمتلكه المجتمع من مقومات متميزة واستعداد دائم للمساهمة في العمل التطوعي في مختلف الميادين.
مشاركة :