قفزت أسعار النفط أمس نحو اثنين بالمئة، وتتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس، إذ اتفق منتجون كبار على تسوية لمواصلة بعض تخفيضات الإنتاج لمواجهة الطلب المتضرر من جائحة فيروس كورونا على الرغم من أن القرار يأتي دون التوقعات. وارتفع خام القياس العالمي برنت 1.04 دولار أو ما يعادل 2.1% إلى 49.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 0555 بتوقيت جرينتش بعد أن ربح نحو واحد بالمئة يوم الخميس. وصعد خام غرب تكساس الوسيط 84 سنتاً أو ما يعادل 1.% إلى 46.48 دولار للبرميل. واتفقت أوبك وروسيا يوم الخميس على تخفيف تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط اعتباراً من يناير بمقدار 500 ألف برميل يوميا، لكنهما أخفقتا في التوصل إلى تسوية بخصوص سياسة أوسع نطاقا للفترة المتبقية من السنة. وقال جولدمان ساكس في تقرير بعد القرار «أوبك+ تزيل عقبة الخروج من تخفيضاتها الحالية بطريقة منسقة... مما يعزز قناعتنا بارتفاع ثابت ومستدام لأسعار النفط خلال 2021». وتعني الزيادة أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، تتجه لخفض الإنتاج 7.2 مليون برميل يومياً أو ما يعادل سبعة بالمئة من الطلب العالمي اعتبارا من يناير مقارنة مع التخفيضات الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن تواصل أوبك+ التخفيضات الحالية حتى مارس على الأقل، بعد أن تخلت عن خطط لزيادة الإنتاج مليوني برميل يومياً. وتلقت الأسعار الدعم من خطة مساعدات بقيمة 908 مليارات دولار لتخفيف تداعيات فيروس كورونا، تحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، والتي كسبت زخماً في الكونجرس الأميركي. ووافق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم في إطار تحالف أوبك بلاس الخميس على تحديد سقف الزيادة في الإنتاج في يناير عند 500 ألف برميل، مقابل زيادة كانت متوقعة بنحو مليوني برميل، وفق ما أعلنت وزارة الطاقة الكازاخستانية. ويبدو أن هذا التوافق جاء نتيجة حل وسط بين الدول التي أرادت تمديد الاقتطاعات الحالية وبين تلك الراغبة في اتباع خطوات الجدول الزمني المعتمد بعد مفاوضات صعبة في أبريل 2020 ونصّت على خفض حجم الاقتطاعات إلى 5,8 ملايين برميل اعتبارا من الأول من يناير. ويلتزم التحالف خفضاً كبيراً في إنتاج النفط من أجل تكييفه مع الطلب الذي تراجع بشكل كبير بسبب تداعيات وباء كوفيد-19، استناداً إلى الخطوات التدريجية التي جرى اعتمادها بعد مفاوضات صعبة في أبريل 2020. ولعبت هذه الجهود التي كانت صعبة بالنسبة لماليات كل الدول المعنية، دورا في ردع الانهيار غير المسبوق لأسعار الخام، لدرجة أن سعر برميل الخام الأميركي وصل في فترة من الفترات إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ. وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بحر الشمال بنسبة 25% خلال شهر نوفمبر وحده وهو الارتفاع الأعلى منذ مايو، على خلفية الآمال المرتبطة باقتراب إطلاق حملات تلقيح ضد كوفيد-19، ومعه آمال العودة إلى «الوضع الطبيعي» السابق لانتشار الوباء. وعلى المدى المتوسط، قد تؤدي سياسة أميركية أكثر مرونة تجاه إيران، غير المشمولة أيضاً بحصص الاقتطاع، بعد انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيساً، إلى أن تعيد مئات آلاف البراميل إلى السوق التي في وضعها الحالي ستواجه صعوبة في استيعابها. وواصل سعرا خام برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس الوسيط المرجعيين، انخفاضهما الطفيف، وبلغا على التوالي 48,15 و45,12 دولاراً للبرميل.
مشاركة :