قام تنظيم «داعش» بقطع رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر في وسط سورية كما أفاد أمس الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) المدير العام للآثار والمتاحف، والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبدالكريم لوكالة «فرانس برس» إن خالد الأسعد (82 عاماً)، الذي شغل منصب مدير آثار تدمر منذ العام 1963 لغاية 2003، أعدم على يد متشددي تنظيم «داعش» بعد ظهر أمس الأول (الثلثاء) في مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص (وسط). وأضاف عبدالكريم «أعدمت «داعش» أحد أهم الخبراء في عالم الآثار، لقد كان يتحدث ويقرأ اللغة التدمرية وكنا نستعين به لدى استعادة التماثيل المسروقة لمعرفة ما إذا كانت أصلية أم مزورة». ونشرت مواقع إلكترونية متشددة صوراً تظهر جثة الأسعد معلقة على عمود كهرباء وتحتها رأسه المقطوع. ووضعت لوحة تحت الجثة تعرف عن الضحية بأنها «المرتد خالد محمد الأسعد» ويتهم المتشددون الأسعد بأنه مناصر للنظام السوري لأنه مثل بلاده في مؤتمرات في الخارج. كما اتهمه التنظيم المتطرف بالتواصل مع شخصيات أمنية من النظام السوري. من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضاً إعدام الأسعد، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف قطع رأسه «في ساحة في تدمر أمام عشرات الأشخاص». وأوضح عبدالكريم أن الضحية خضع لاستجواب مع ابنه وليد، المدير الحالي لآثار تدمر لمعرفة مكان تواجد كنوز الذهب «لكن لا يوجد ذهب في تدمر» . وأفرج عن الابن وليد بسبب معاناته من آلام في الظهر. وأشار عبدالكريم إلى أن «هذه العائلة متميزة فالابن الآخر محمد والصهر خليل ساهموا بفاعلية لحماية 400 قطعة أثرية خلال هجوم التنظيم على المدينة». وأضاف «لقد توسلنا إلى خالد أن يترك المدينة لكنه كان يرفض دائماً» لافتاً إلى أن الأسعد كان يجيب «أنا من تدمر وسأبقى فيها حتى لو قتلوني». ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «القتل الهمجي» لعالم الآثار، مشيراً إلى أنه «رجل علم» و «عمل مع عدد من البعثات الآثارية الفرنسية طوال فترة عمله». وأشار إلى أن مقتله «يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبت منذ أربع سنوات في سورية». وتابع «يجب إحالة جميع المسئولين عن هذه الأفعال إلى القضاء». من جهتها، أعربت المديرة العامة لليونسكو ارينا بوكوفا عن «حزنها» و «استيائها لجريمة القتل الوحشية». وقالت في بيان: «قتلوه لأنه لم يخن التزامه الكبير حيال مدينة تدمر». وأضافت «ستبقى أعماله ولن ينال منها المتطرفون. لقد قتلوا رجلاً عظيماً لكنهم لن يتمكنوا أبداً من إسكات التاريخ». كما دانت مقتل قاسم عبدالله يحيى وهو مساعد مدير في المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية في إطلاق صواريخ على قلعة دمشق والمتحف الوطني الأسبوع الماضي. وسيطر التنظيم في 21 مايو/ أيار على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة أيام. وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء» وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
مشاركة :