في الوقت الذي تنتظر فيه العديد من بلدان العالم تأشيرة الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA للفوز بالترخيص الطارئ لاستخدام لقاحات كورونا، تتحرك الحكومات بترقب لاقتناص الفرصة؛ لتوفير اللقاح لمصابيها من المواطنين، يقابل ذلك أيضًا تجهيزات على مستوى الناقلات الجوية الوطنية لكل دولة على حدة استعدادا لنقل اللقاح المنتظر إلى أوطانهم بأمان.رغم الخبرة التي تتمتع بها الناقلات الجوية في نقل الشحنات الطبية والصيدلانية، فإن جاهزية الأساطيل الجوية هذه المرة قد تكون استثنائية وحاسمة في تاريخ صناعة الشحن الجوي العالمية لإتمام مهمة القرن بأمان، فبقدر قيمة اللقاحات الذي يتبارى في إنتاجها أعتى الدول لخلاص البشرية من الوباء القاتل، يجب أن تأتي ترتيبات نقلها الدقيق في مكانها الصحيح للحفاظ على ضمان بقاء الشحنات آمنة من كافة الاتجاهات.ولا تعد الحكومة المصرية استثناء أو بعيدة عن هذا السباق والتجهيزات، فقبل يومين فوض رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وزيري المالية والصحة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير 20 مليون جرعة بشكل مبدئي من لقاحات الفيروس المستجد وذلك بالتعاقد مع التحالف العالمى للقاحات والتحصين "جافى"، يقابل ذلك أيضا توجيه المجموعة الطبية للبدء فى التحرك للتجهيز والاتفاق مع شركات أخرى لتأمين عدد أكبر من اللقاحات وعرضها على مجلس الوزراء.بعد توفير هذه اللقاحات تبقى مهمة نقلها إلى أرض الوطن بسلام، التحدي الأكبر الذي ينتظر الناقلات الجوية الوطنية للدول. فالاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أوضح في تقرير صادر عنه أن الحجم المحتمل للتسليم من اللقاحات سيكون هائلا، فإن مجرد إعطاء جرعة واحدة إلى 7.8 مليار شخص حول العالم من شأنه أن يملأ 8 آلاف طائرة من طراز "بوينج 747" واسعة البدن، وبحسب التقديرات العالمية فإن نقل جرعات اللقاح يحتاج إلى 150 ألف رحلة جوية، على اعتبار أن اللقاحات الثلاثة الجاري العمل عليها تتطلب جرعتين للشخص الواحد وليس جرعة واحدة، إذًا فماذا عن تجهيزات الناقل الوطني لجمهورية مصر العربية؟.رئيس مصر للطيران الطيار رشدي زكريا، أكد استعداد الشركة الوطنية بأسطولها الجوي لكافة المهمات التي ستنسد إليها من قبل الدولة، خاصة بعد أن نجحت في إعادة آلاف المواطنين العالقين في معظم دول العالم مع بداية الجائحة الوبائية إلى أرض الوطن بسلام.قال رشدي زكري، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إنه حتى الآن لم يتم أي شيء رسمي ولم تبلغنا الحكومة بعد، ولكن أسطول الشركة جاهز دائمًا لإتمام المهمات الوطنية، موضحًا أن المنظمات الدولية المعنية والجهات التي تعكف على تصنيع اللقاح لم تستقر بعد على ضوابط نقل شحناته بطريقة آمنة سواء من ناحية الأدوات والمعدات أو من ناحية الاتفاق على درجة حرارة معينة لسلاسل التبريد.وأوضح أنه مازال هناك تفاوت في الإرشادات والمعايير التي تخرج عن الشركات المعنية، وتخص درجات الحرارة التي سيتم نقل بها اللقاح فالبعض يقول أن اللقاحات ستحتاج إلى درجة تبريد -70 وأخرى تقول -20، فالشركات المصنعة نفسها لم تقرر بعد.وكشف رئيس مصر للطيران، عن أن الطائرات لا يمكن تجهيزها بدرجات الحرارة المنخفضة لهذه الدرجة، لذا سيتم تجهيز حاويات مبردة على متن الطائرات تكون من شأنها أن تحتفظ بدرجة الحرارة والأمان المطلوبة على الطائرات لمدة تصل 72 ساعة، تحسبًا لنقله لمسافات طويلة من دولة إلى أخرى بما يراعي أيضا محطات الترانزيت التي قد تلجأ إليها الرحلة في طريقها إلى أرض الوطن. وحول الطائرات التي ستنسد إليها مهمة نقل شحنات اللقاح، أكد رئيس مصر للطيران، جاهزية أسطول شركة الشحن الجوي الذي سيقع على عاتقه المهمة هذه المرة، خاصة بعد أن ضمت الشركة مؤخرا ثلاث طائرات شحن جديدة إلى أسطولها الجوي من طراز A330/200 بحمولة 58 طن لكل طائرة، مُشيرا إلى أنه في حالة عدم قدرة أسطول شركة الشحن على استيعاب كم شحنات اللقاح، سيتم النقل أيضا على متن طائرات شركة الخطوط ذات طراز 777/300 والتي تضم الشركة منه 6 طائرات إلى أسطولها، حيث تم تجهيزه خلال فترة الجائحة الوبائية لنقل البضائع داخل مقصورة الركاب، وفقا لضوابط واشتراطات عالمية لجأت إليها غالبية شركات الطيران حول العالم لدعم نشاط الشحن الجوي على مستوى العالم في الوقت الذي توقف فيه نشاط نقل الركاب.واختتم رئيس مصر للطيران تصريحاته، قائلا: "نستعد أن تكون الطائرات جاهزة لنقل اللقاح حينما تستقر الحكومة على الاتفاقيات والتعاقدات النهائية".ويرى الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، أن إيصال المليارات من جرعات اللقاح إلى العالم بأسره بكفاءة سيتضمن عقبات لوجستية وبرامجية معقدة للغاية على طول سلسلة التوريد، مؤكدًا أنه يجب التعامل مع اللقاحات ونقلها بما يتماشى مع المتطلبات التنظيمية الدولية، في درجات حرارة مضبوطة ودون تأخير لضمان جودة المنتج بينما لا يزال هناك العديد من الأشياء المجهولة مثل "عدد الجرعات ، ودرجات الحرارة الحساسة ، ومواقع التصنيع ، وما إلى ذلك".وتوقع إياتا، أن حجم النشاط سيكون هائلًا، وأن مرافق سلسلة التبريد ستكون مطلوبة وأن التسليم إلى كل ركن من أركان الكوكب يلزم أن يكون هناك حاجة إلى إعداد المرافق لهذا التوزيع من حيث توافر المرافق والمعدات التي يتم التحكم في درجة حرارتها - تعظيم استخدام أو إعادة استخدام البنية التحتية الحالية وتقليل المباني المؤقتة وتوافر الموظفين المدربين على التعامل مع اللقاحات الحساسة للوقت ودرجة الحرارة وقدرات مراقبة قوية لضمان الحفاظ على سلامة اللقاحات.
مشاركة :