"حد الطار" فيلم سعودي عن الصراع بين العادات والتحديث

  • 12/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في تجربته السينمائية الثانية نال المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي كثيراً من الإعجاب والجدل بفيلمه "حد الطار"، الذي افتتح مسابقة "آفاق السينما العربية" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الحالي. أحداث الفيلم فرضت حالة من الترقب والتشويق، وغلفتها حيرة شديدة وتناقضات أربكت مشاعر المشاهدين، إذ يناقش العمل قضية مهمة، وهي هل نستسلم للحب أم نتمسك بالتقاليد والموروثات التي قد لا تناسب طموحاتنا، لكنها تفرض خضوعاً خاصاً؟ كتب الفيلم مفرج المجفل، واختار أن تدور أحداثه في فترة نهاية التسعينيات، حول قصة شاب كان أبوه يعمل سيافاً، وتضغط عليه عائلته، ليكمل مسيرة عمل والده، لكنه يقع في حب فتاة من بيئة أخرى تماماً، وهي الأفراح الشعبية، إذ تعمل والدتها مطربة أفراح. تناقضات المجتمع ويقول المخرج عبد العزيز الشلاحي، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "سعيد بمشاركة الفيلم في المهرجان وافتتاح مسابقة (آفاق عربية). هذا شرف كبير، خصوصاً أننا حضرنا العرض وسط الجمهور، وشعرنا بردود الأفعال المباشرة، ونال العمل استحساناً أسعدنا". مضيفاً "المسابقة التي نشارك فيها أفلامها قوية، والمنافسة شرسة، ونتمنى حصد جائزة، لكن يكفي تقديرنا باختيار العمل للمسابقة". وعن اسم العمل وتفاصيله يشرح الشلاحي، "(حد الطار) ينقسم إلى جزأين: حد وهو تنفيذ الأحكام، والطار يعني الطبل. الاسم يعكس التناقض بين تنفيذ الأحكام وروح الفرح المتمثل في الطبل. قصة فيلم خيالية ومركبة، لكن أحداثها حقيقية، وقعت في منطقة قريبة من منطقتي السكنية. رأيت على أرض الواقع شخصيات العمل، والسـياف والمطربة بطلا قصة الحب ينتميان إلى عالمين مختلفين، لكنهما يسكنان الحي نفسه". وأوضح، "استُلهمت قصة العمل بناء على محور مهم، وهو التناقضـات التـي تمارس فـي كثير مـن المجتمعات بكل دول العالم، من دون التفكير في نتائجها وتوابعها، فبطل الفيلم يكره عالمه، ولا ينتمي إليه، ويقع في حب فتاة تنتمي إلى مجتمع آخر يميل إليه أكثر، يمثل الحرية والروح المثالية المنطلقة، لكن أمام ضغوط المجتمع وصراع التقاليد، ماذا سيختار وإلى أي عالم سترجح كفته؟". وتابع، "الفيلم استغرق تصويره فترة طويلة، تجاوزت السنوات الثلاث، حيث جرى التحضير له منذ 2017، وفضلت تنفيذه بأحدث التقنيات ومن دون التعجل، وبنينا مكاناً صغيراً بمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية يشبه المدينة الحقيقية التي وقعت فيها الأحداث بالسعودية، حيث صورنا الفيلم". انتعاش سعودي واختتم عبد العزيز حديثه بقوله، إن السينما السعودية تشهد انتعاشاً وتألقاً حالياً، وينتظرها مستقبل كبير، والطريق أمام صناع السينما الشباب الآن أكثر وضوحاً وممهد لعمل كثير من الأعمال الجيدة التي ستضع السينما السعودية بمنطقة مهمة قريباً، خصوصاً أنه على الرغم من الإنتاج المحدود، فإنه يوجد تأثير كبير مقارنة بالبدايات وعثراتها. وإضافة إلى الأفلام يوجد اهتمام بالمهرجانات السينمائية بالمملكة، فلدينا مهرجانان، الأول "البحـر الأحمر" في جـدة، والثاني "أفلام السـعودية" بالدمام، وأعتقد أنهما سيدعمان الصناعة كثيراً، خصوصاً أن مهمة الدعم أصبحت تنفذ بنجاح، إذ تسهم المهرجانات في خروج كثير من المشروعات إلى النور، واكتشاف كوادر فنية على كل المستويات. وقال رامي عبد الرازق، مدير مسابقة آفاق السينما العربية، "حد الطار" حقق نجاحاً قوياً في بداية عرضه، ويعتبر مؤشراً قوياً للسينما السعودية، وبداية قوية للمسابقة. والدورة الحالية من مهرجان القاهرة تَعتبر السينما السعودية وحضورها من أهم الملامح، ومن دون شك مستقبلها مبشر، فهي واحدة من السينمات العربية المقبلة بقوة، كما أن بها شباباً مبشراً في كل أنواع الفنون، تمثيلاً أو إخراجاً وتصويراً وتأليفاً.

مشاركة :