اعتبرت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية أن أسوأ جرائم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال وجوده في البيت الأبيض، كانت كفالة وحماية عمليات التطهير العرقي لحلفائه الأكراد في سوريا.وبحسب مقال لـ «باتريك كوكبيرن»، فإن قرار ترامب في أكتوبر 2019 بسحب قوات بلاده من سوريا أعطى الضوء الأخضر للغزو التركي لشمال سوريا، الأمر الذي أدى إلى قتل واغتصاب وطرد الأكراد هناك. وتابع يقول: قبل 18 شهرًا، لم يحرك ترامب ساكنًا عندما احتل الجيش التركي مقاطعة عفرين الكردية واستبدل السكان هناك بمتطرفين عرب سوريين.تطهير الأكرادوأردف: لسوء الحظ، من غير المحتمل أن يُحاكم ترامب على الإطلاق، لكن إذا حوكم فإن تواطؤه في التطهير العرقي للأكراد السوريين يجب أن يتصدر أي لائحة اتهام.وأوضح أن قراره كان عملًا شريرًا وخيانة لحليف لبلاده في الحرب ضد تنظيم «داعش»، ونوه إلى أنه رغم أن خيانة ترامب أثارت القليل من الغضب الدولي في ذلك الوقت، إلا أنها كانت السبب المباشر لعمليات القتل والاختطاف والاختفاء وطرد مئات الآلاف من الأشخاص.ومضى الكاتب كوكبيرن، يقول: لقد كتبت الكثير عن التطهير العرقي للأكراد من منازلهم في شمال سوريا من قبل تركيا في غزوتين منفصلتين في 2018 و2019، لكن دون أي نتيجة ملحوظة.وأشار إلى أنه تواصل الأسبوع الماضي مع سيدة كردية تدعى روهيلات حوار التي أكدت له سوء وضع الأكراد في شمال سوريا، ونقل عن روهيلات، التي كانت تعمل مدرسة للرياضيات في مدرسة بمدينة عفرين قبل الهجوم التركي، قولها إنها قامت بالفرار في فبراير 2018 بسبب الضربات الجوية التركية، لكنها عندما عادت إلى المدينة وجدت أن منزلها تعرض للنهب.ولفتت روهيلات إنها الآن محاصرة، حيث إن الميليشيات المتطرفة المدعومة من تركيا تطلق النار على أي شخص يحاول المغادرة.ومضى يقول: هي لا تجرؤ على التحدث باللغة الكردية في الشارع، حيث إن الجيش التركي يعتبر كل الأكراد إرهابيين. أما رجال الميليشيات فهم أكثر خطورة، لأنهم يرون الأكراد وثنيين وكفارًا يجب قتلهم بأمر من الله.اعتداءات جنسيةوأشار كوكبيرن في مقاله إلى أن الأكراد الباقين على قيد الحياة في «عفرين» لا حول لهم ولا قوة، حيث تتعرض الفتيات هناك لاعتداءات جنسية من رجال الميليشيات، مضيفًا: كما يتم إجبار البعض على المغادرة بدعوى أنهم وثنيون، رغم أن جميع الأكراد من المسلمين السنة تقريبًا.ومضى يقول: من خلال تسليم السيطرة على الأرض على المناطق المأهولة بالسكان الأكراد إلى مسلحين متطرفين مناهضين للأكراد، ضمنت الحكومة التركية التطهير العرقي، ولكن دون أن تبدو مسؤولة بشكل مباشر.وأضاف: حتى وقت قريب، كان رجال الميليشيات يتقاضون 100 دولار شهريًا من تركيا، لكن يمكنهم استكمال ذلك بالنهب ومصادرة الممتلكات الكردية بينما يغض الجيش التركي الطرف.وتابع: من غير المرجّح أن تهدأ الحملة التركية ضد 3 ملايين كردي سوري، حيث هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن غزو آخر من شأنه أن ينهي عمليًا مهمة تطهير السكان الأكراد.وأردف يقول: أحد الأخبار السارة هو أن استبدال ترامب بجو بايدن يقلل بشكل كبير، على الرغم من أنه لا يلغي، فرص إعطاء ضوء أخضر أمريكي لتوغل تركي آخر.واختتم بقوله: عندما يغادر ترامب وطاقمه السام، لا ينبغي أن ننسى أو نغفر أبدًا أن سياسته الجنونية في سوريا تسببت في بؤس لا نهاية له لأعداد كبيرة من الناس كانوا يعيشون حياة سعيدة ذات يوم.
مشاركة :