في منزله بالشارع الرئيسي المؤدي إلى أهرامات الجيزة بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، كان أحمد حسن، أخصائي الأشعة البالغ من العمر 63 عاما، ينقل نموذجا خشبيا مصغرا لجسر البرج الشهير بلندن، مفككا إلى ثلاث قطع، إلى غرفة أخرى لتلميعه بالفرشاة. وعند التدقيق في المجسم تبين أنه ليس مصنوعا من الخشب العادي، بل من الآلاف من أعواد الثقاب، التي يعد استخدامها في صنع هذه النماذج هواية ظل حسن يمارسها لسنوات، ويعتبرها وقتا للاستمتاع والاسترخاء والتخفيف من ضغوط الحياة. وانخرط حسن في هوايته الفنية الفريدة في ثمانينيات القرن الماضي، ثم عاد إليها مجددا في عام 2013 بعد فترة انقطاع، ومنذ ذلك الحين أبدع أكثر من 20 نموذجا مصغرا لمعالم محلية وأجنبية شهيرة، فقط باستخدام أعواد الثقاب والغراء الأبيض وشفرة تقطيع. وتشمل أعمال الفنان المصري نموذجا لمكتبة الإسكندرية العملاقة التي يعتقد أنها احترقت منذ حوالي 2000 عام، وآخر لمنارة الإسكندرية التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. كما أبدع حسن نماذج لمعالم مصرية ما زالت قائمة مثل قصر البارون إمبان التاريخي وكنيسة البازيليك المرتبطة به، وجامع محمد علي باشا، وكلاهما يقع في القاهرة، بالإضافة إلى نماذج فنية لرموز مصرية تقليدية مثل فانوس رمضان والقوارب والمزهريات وأعمال الأرابيسك. ويستغرق النموذج الواحد الذي يصنعه حسن في وقت فراغه من شهر إلى أربعة أشهر من العمل، وأخذت صناعة نموذج مكتبة الإسكندرية أطول مدة من العمل. وقال أخصائي الأشعة المصري لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "معظم أعمالي هي نماذج لمعالم مصرية، لكني صنعت أيضا نماذج لمعالم دول أخرى مثل فرنسا والدنمارك وروسيا". وتضم مجموعة القطع الفنية التي نفذها حسن كاتدرائية نوتردام الشهيرة بفرنسا التي تعود للقرون الوسطى، وكذلك قلعة شامبور التي تعد من أجمل قصور فرنسا، بالإضافة إلى كاتدرائية القديس نيكولاس البحرية في روسيا وكنيسة فريدريك في الدنمارك، والمعروفة أيضا باسم الكنيسة الرخامية. ويستعد حسن حاليا لعمل نموذج فني مصغر من معبد السماء الشهير في العاصمة الصينية بكين، ويرى أن الهندسة المعمارية للمباني الصينية لها طبيعة خاصة. وأضاف حسن، "لقد قررت بالفعل تنفيذ نموذج لمعبد السماء، وهو معبد جميل جدا في الصين، وآمل أن أجد المعلومات الضرورية والصور والرسومات والأبعاد الخاصة بالمعبد، وقد بدأت عملية البحث بالفعل". ولا يعرض حسن عموما أعماله للبيع، لكنه يطمح أن يتم إبرازها من خلال المعارض الفنية خاصة الدولية. وأوضح الفنان المصري، أنه شارك العام الماضي في معرض بدار الأوبرا المصرية بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس، "حيث عرضت قطعتين إحداهما لمبنى هيئة قناة السويس، والأخرى لليخت الملكي (المحروسة)، وقد أهديتهما لهيئة قناة السويس لعرضهما بمتحفها لاحقا".