في عام 1363 م اقر مجلس الوزراء انشاء التلفزيون في المملكة العربيه السعوديه مبتدءا بمحطتين في الرياض وجده بالأبيض والأسود وفي 9 ربيع الأول 1385، الموافق 7 يوليو 1965، بدأ البث على قناة المملكة العربية السعودية،وكان الارسال يتوقف في تمام الساعة الثامنة مساءا ولم يكن هناك أي وسائل للترفيه في ذلك التاريخ الا الإذاعة , ثم تطور الاعلام بعدذلك حتى العام 1974م حيث بدأ البث الرسمي بالألوان في أواخر عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله . ثم أنشأت محطات اخرى في كل مدن المملكةالعربيةالسعودية .وكانت البرامج التي تعرض في القنوات السعودية برامج ثقافيه وبعض الافلام الاجنبيه ونشرات الاخبار ... وحتى اسبغ غور عنوان المقال فقد كنا حتى عهد قريب عند بداية البث التلفزيوني للقنوات العربية من الدول المجاورة لم نكن نرى فيها ما نراه اليوم من تفسخ في الاخلاق وانحلال في القيم ولم يظهر علينا فيها مذيعات للأسف الشديد كاسيات عاريات مائلات مميلات اشكالهن لا تليق بالمجتمع العربي ولا بقيمه ولا بعاداته ولا بماضيه المشرف وليس فيها احترام للذوق العام ولا تحترم عقلية المتلقي حتى أصبح الطفل يألف مثل هذه المناظر الشاذة والجديدة على المجتمع العربي وتنقل اسواء الصور للعالم الخارجي والمؤسف انها تبث من دول اسلاميه تتكلم بلغة ألإسلام وبلغة كل الاديان التي تحث تعاليمها على احترام الذات وعدم الإبتذال ، اضافة الى الافلام الهابطه التي تدس السم في العسل وتبث سمومها اللا اخلاقيه موجهة للنشء من شباب الأمة مستغلين التقنيه وانفتاح الفضاء ليوجهوا سمومهم وافكارهم القذره من خلال وسائل البث الفضائي والتواصل الاجتماعي الى شباب امتنا واطفالنا . لقد أصبح الإعلام الفضائي وثورة المعلومات بشكل عام هما محور الارتكاز الأول لدخول الإنسان مرحلة العولمة فتلاشت المسافات والحدود الجغرافية بين الدول والمجتمعات وتلاشت الفوارق لإزدياد مساحة التواصل بين الأمم على كافة الأصعدة فانتقلت الحضارات والعادات والثقافات والمفاهيم والقيم بين دول العالم حتى أصبح المواطن العربي على إطلاع تام بما يحدث في الدول الأخرى من العالم فزادت ثقافته ودخلت العولمة بكل ادواتها لكل بيت ، لذلك اصبح من الضروري ان ينقل المواطن العربي حضارته الأصيلة وامجاد اجداده الذين ارسوا القواعد الصحيحة لمفهوم الحضارة العربية الإسلامية والتي شهد التاريخ لهم بها لا ان ينقلوا ما يسيء الى الأمه ويشوه تاريخها الذي سجل ان العلماء العرب والمسلمون ساهموا على مر العصور في تقدم عجلة الاكتشافات وازدهار المعارف المختلفة، حيث قدموا العديد من الاختراعات التي يُضرب بها المثل في وقتنا الحالي ومنهم ابن الهيثم وجابر بن حيان والطبيب ابن النفيس وابن حزم والادريسي والجزري والزهراوي وغيرهم وكتب التاريخ شاهدة على انجازاتهم التي أفادت البشرية والتي اقتبسها الغرب واستفادوا منها في بناء نهضتهم وحضارتهم التي يتشدقون بها والعرب هم من صدرها لهم , والسؤال هل ما نراه على تلك القنوات العربية التي تبث ارسالها من دول اسلاميه تتوافق مع تاريخنا المجيد وماضينا العريق . هل هذه النظرة التي نريد العالم ان ينظر بها للعرب؟ لا شك أن أي أمة تريد النهضة والرقي لا بد أن تستند الى هويتها، فإذا ضاعت الهوية ضاعت الأمه وضاع تاريخها واندثر مجدها وهذا ما يريده لنا الغرب، نحن في العالم الإسلامي لدينا أرضية إسلامية قوامها تاريخ أمة عمرها أكثر من 1400 عام فإذا لم نحافظ على ارثها ضاعت امجادنا واندثر تاريخنا وضاعت هويتنا وتسممت افكارنا وانشغلنا بما يضر امتنا وعروبتنا .
مشاركة :